إعلان

بداية جديدة/ الأخلاق

فاطمة مصطفى

بداية جديدة/ الأخلاق

فاطمة مصطفى

أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية

07:00 م الأربعاء 29 ديسمبر 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

"الأخلاق" مفهوم يدركه كل فئات المجتمع وجيلا وراء جيل تمت تنشئته الاجتماعية وفقا لمعايير وقناعات مختلفة، كلا مننا على حدة... ونرى أن مفهوم الأخلاق قد تغير على مدار السنين والأعوام وفي نفس الوقت الأجيال الحالية يختلف مفهومها عن الأجيال السابقة ومن هنا يأتي سؤال غاية في الأهمية: هل فعلا تتغير الأخلاق وتختلف من جيل إلى آخر ؟؟؟؟ أم هناك انهيار في المعايير والمقاييس وخلل في الأسرة أدى إلى هذا الاختلاف؟؟؟

بكل بساطة يقول علماء الاجتماع ان "الأخلاق" تنبع من التنشئة الاجتماعية للفرد داخل أسرته أولا حيث إن الأسرة هي المصدر الأساسي ويأتي بعدها المجتمع والأفراد المحيطة به بالطبع تؤثر بطريقة سلبية أو إيجابية على الفرد، ومن هنا يتضح تأثير الأسرة ودورها الأساسي في مفهوم "الأخلاق" ولكن هل الأخلاق مقتصرة فقط على المجتمع وعلماء النفس والاجتماع أم هناك رأي آخر و هو رأي ديني ....تعددت الأسئلة واختلفت وتنوعت و هذا يجعلك عزيزي القارئ متشتتا في مفهومك للمعنى والإجابة أيضا على كل هذا الكم من الأسئلة ولكنى سوف أسهل عليك كل هذا العناء بطريقة أكثر سهولة في نقطتين أساسيتين وهما:

- رأي علماء الاجتماع والنفس عن مفهوم الأخلاق وأهميته.

- رأي الدين عن مفهوم الأخلاق وأهميته.

- رأي علماء الاجتماع والنفس عن مفهوم الأخلاق ....نلاحظ أنه تعددت الآراء والنظريات على مر العصور للوصول إلى تعريف ثابت "للأخلاق" وكون أن هذا المصطلح يعتبر متغيرا نتيجة التنشئة الاجتماعية واختلاف ثقافتها ومستوى تعليمها والعوامل المتداخلة عليها أصبح تعريفه تعريفا دقيقا أمرا غاية في الصعوبة ولكن هناك ثوابت وأصولا أثبتها علماء الدين وبالأخص "القرآن الكريم" حيث قال الله سبحانه و تعالى "وإنك لعلى خلق عظيم" و هنا كان يقصد الله سبحانه و تعالى سيدنا محمدا (صلى الله عليه و سلم) ومن هنا يأتي تقديس واضح وصريح لمفهوم "الأخلاق" و اختصها الله سبحانه وتعالى في سيدنا محمد ...وهنا يأتي مفهوم آخر للأخلاق وهو التقديس حيث إن رب الكون كله أعلن وبوضوح تام أن "الأخلاق" هي معيار الدين وأساسه وعليها سوف تقاس كل الصفات ....

ويقول سيدنا محمد "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وهذا أيضا نص صريح وواضح وبسيط في مفهومه لأهمية وتقديس "الأخلاق" وحينما يؤكد الخالق سبحانه وتعالى فىي كتابه العزيز على هذا المفهوم وينص عليه بوضوح فهذا معناه أن الدين الإسلامي والرسالة الإسلامية نفسها نزلت تحديدا لتشرح شرحا بسيطا وتنص على أهمية هذا المصطلح وقد جاءت في الآتي:

القناعة، الرضا، البر، الإحسان، الصدق، الأمانة، الصبر، الحلم ، الأنا ، الشجاعة ، التحمل ، التروي ، الكرم ، الاعتدال ، الإيثار، العدل ، الحياء ، الشكر، حفظ اللسان والجسد ، الشورى ، الوفاء ، العفة ، التواضع ، العزة ، القوة ، التعاون ، التسامح ، فعل الخير، البعد عن الشر، المساعدة ، النية الحسنة ، وكف الأذى عن الناس ، طاعة الوالدين ، نشر المحبة ، الستر وحفظ السر، المحافظة على الدين ، الصلاة ، التقرب إلى الله ، البعد عن النميمة والغيبة وشتم الناس ،الكلمة الطيبة ، احترام الكبير والعطف على الصغير، الصدق ، الوفاء ، الولاء، العرفان ، الحب ، الحفاظ والوفاء بالعهد ...........وهناك العديد من صفات الأخلاق الطيبة والحسنة التي لا حصر لها ونلاحظ هنا كل الصفات الخاصة بمكارم الأخلاق هى عبارات واضحة ومرادفة لمعنى الصحة النفسية ومدى سلامتها. أى أن رب الكون كله نص في كتابه العزيز على حق نفسك فى إسعادها والمحافظة على سلامك النفسي من خلال تنفيذ نص القرآن الكريم وهنا نصل إلى نقطة غاية في الأهمية وهى أن مدى سلامك النفسي مقترن بالقرآن وتنفيذ نصوص الله عز و جل وإذا أيقنت هذه النقطة وبدأت بالفعل في تنفيذها في حياتك سوف ترى تحولا ملموسا ورهيبا في راحة البال وتحقيق الأمنيات بل والمستحيلات أيضا وتيسيرا في طريقك والتوفيق في تنفيذ خططك المستقبلية والتحلي بالصبر على معوقات الحياة ..... ونصل من هنا إلى نقطة فاصلة في ترتيب وإعادة بناء أنفسنا مرة أخرى والقدرة على التحكم فى أفعالنا والمحافظة على اتزاننا النفسي وتكون هذه المرحلة بداية جديدة في حياتنا لنحيا بشكل أفضل وأكثر هدوءا محافظين على مدى اتزان سلامنا النفسي...

بداية جديدة ...

إعلان