لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بداية جديدة / الدعاء و اليقين بالله

فاطمة مصطفى

بداية جديدة / الدعاء و اليقين بالله

فاطمة مصطفى

أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية

10:19 م الأربعاء 24 نوفمبر 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كثير مننا يتساءل لماذا عندما نطلب من رب الكون طلب مسألة احتياج لشيء لا يستجيب، ومهما كانت النية صادقة، وبندعي من قلبنا ومخلصين في الدعاء لا يتم الاستجابة أو القبول، ونظل نتساءل أكتر من مرة لماذا ...لماذا يا إلهي لم تستجب ؟؟؟ و هل يعتبر هنا السؤال ديني بحت أم له أبعاد أخرى لا ندركها ...هذا بخلاف أن رب الكون هو المسيطر والمنفذ لمسار حياتنا أيا كانت تفاصيلها ولكن هناك بعض الأمور التي تركها الله سبحانه و تعالى لإرادتنا واختيارنا حتى يستطيع أن يحاسبنا إنه (العادل).

هناك عدة دراسات أثبتت من خلال علم النفس وعلوم الطاقة والجذب أن ما يفكر فيه الإنسان طول الوقت يجذبه من خلال ذبذبات ترسل عبر الكون تجذب لك عزيزي القارئ ما تفكر فيه سواء سعادة أو شقاء، رغبة أو نفور حبا أو كرها... فهل يوجد هنا تشابه بين الدعاء واليقين بالله (وهو سؤال ديني) و بين قانون الطاقة وعلم النفس ؟؟؟ بكل بساطه نعم والتأكيد والإثبات عليها موجود في كتاب الله عز وجل، قال تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " .

رب الكون لم يعطنا اختيارات في النتائج، الإجابة واضحة وصريحة سيستجيب ...نلاحظ هنا معنى اليقين يتضح وبسهوله أي أن الاستجابة متوقفة علينا إحنا من ندعو...هل فعلا ندعو بكل يقين وإخلاص نية بأن الله سبحانه وتعالى سوف يستجيب أم أننا يوسوس لنا الشيطان في أنفسنا فتهتز ثقتنا بالله تعالى ونظل نسال على الأسباب وتيسير الأمور وإزاي وكيف سوف يحدث هذا، وإنه من المستحيل أو الصعب الوصول، ونظل نسأل أنفسنا عن الأسباب، ونسينا أننا بنطلب من مسبب الأسباب صاحب مفاتيح الكون كله، نلاحظ هنا العلاقة القوية بين اليقين بالله وقانون الجذب والطاقة حيث أنه عندما تفكر بكل حواسك وتركز في شيء ما وتعطيه كل طاقتك طبيعي جدا أن يتم تسخير الكون لك، ويأتي لك هذا الشيء سواء كان طلبا أو مسألة أو احتياجا.....

فهل نستطيع أن نقول من خلال الوصول إلى هذه النقطة أننا السبب في عدم الاستجابة أم لا وأيضا يعتبر مفهوم علم النفس والطاقة واليقين بالله هما وجهان لعملة واحدة، وأيضا الوصول بأن كل رغباتك وتساؤلاتك كانسان واحتياجاتك موجودة بين يدي الله سبحانه وتعالى. عليك مجرد تركيز كل حواسك والدعاء بيقين أنه سيستجيب بعد طبعا بذل ما عليك من جهد وعمل، والتوفيق من عنده حيث أن الله لا يخذل من أحسن الظن بيه .

و هناك حديث قدسي يقول "أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً" .

هل بعد كل النصوص القرآنية والأحاديث القدسية ونظريات علم النفس وعلوم الطاقة والجذب، لازال عندك شك عزيزي القارئ أن سيادتك السبب الرئيسي والمباشر في عدم الاستجابة، بعد طبعا الأخذ بالأسباب وعمل ما عليك من اجتهاد وسعي وإخلاص نية لله عز وجل ..... إذا وصلت لهذه المرحلة وهذا اليقين التام والتسليم الكامل بيه سوف تعيش حياتك متنقلا بين معجزة وأخرى، وتحقيق مستحيل وآخر لأنك بتخاطب رب المستحيلات. ومن هنا سوف تتغير نظريتك لكافة الأمور والأحداث التي تمر بيها وتتغير ردود أفعالك تجاه المواقف وتعيش في سلام واستقرار نفسي وهدوء داخلي، لأنك أيقنت أنك بجوار الجبار العادل المقتدر الرحيم الرحمن الرزاق الوهاب.

ومن خلال الوصول إلى هذه النقطة والتعايش معها بكل وجدانك وكيانك وحواسك سوف تصل إلى مرحلة جديدة ومختلفة من حياتك ....

بداية جديدة...

إعلان