لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المتحدث الرسمي

محمد حسن الألفي

المتحدث الرسمي

محمد حسن الألفي
07:10 م الثلاثاء 16 نوفمبر 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

هذه وظيفة ذات أهمية وخطر، أهميتها أنها تمثل القناة الرسمية المعتمدة للحصول على المعلومات الدقيقة، وتلمس الاتجاهات داخل المؤسسة الحكومية، وبيان المواقف بصورة قطعية. وخطورتها أنها يمكن أن تكون أداة لضرب مصداقية الجهة الحكومية، بفعل جهل المتحدث، أو عدم إلمامه الكافي، أو عنجهيته، أو عجرفته، أو غلق تليفونه الإعلامي إلا من هنا وهناك، سعيا وراء التلميع ...!

الوزارات بالطبع هي أعلى المنشآت الحكومية مرتبة، فمنها جميعا تتدرج وتتفرع المؤسسات والجهات. يجمع الوزارات حكومة لها رئيس الوزراء، لديه متحدث رسمي.. كل وزير لديه غالبا شخص مفوّه بليغ متدفق حافظ دروسه جيدا متابع للمعلومات في وزارته وفي العالم وفي الجهات ذات الصلة بنشاط وزارته، ملاصق للوزير في حله وترحاله، يحضر الاجتماعات، جريء الرأي، يطلع الوزير على رأيه ...

عملت في منصب المستشار الإعلامي، للفنان وزير الثقافة المبدع، الراقي، فاروق حسني، وعرفت الرجل الإنسان عن قرب، وتعلمت الكثير من هذا المنصب وعلمت الكثير عنه.. المتحدث الرسمي هو لسان عمل وفكر الوزارة. رئاسة الجمهورية لديها متحدث رسمي رصين وبليغ وصبور هو السيد بسام عصام راضي، ذو خلفية علمية ومهارية ودبلوماسية مشرفة فضلا عن امتلاكه لغات أجنبية متعددة.. رئيس الوزراء لديه السفير نادر سعد متحدثا رسميا باسم الحكومة، صبور ودارس ووجه هادئ، ثم لدى الحكومة أيضا، الزميل هاني يونس، وهو مستشار إعلامي نشيط وبليغ وعاشق للخير، ويقدم يوميا بالصوت والصورة كل جديد في إنجازات حكومة المهندس مدبولي. هاني زميل صحفي بالأهرام مثال المستشار الإعلامي الذي يعرف أنه موجود في موقعه ليقدم أفضل ما لديه، لخدمة الناس، لا للتعالي، والتدني.. ضربت المثل بهؤلاء الرجال، لالتزامهم بآداب التواصل الإعلامي، وإيمانهم بأن المعلومات حق للشعب، وحرصهم على أن يكونوا واجهة طيبة ومثالا شفافا راقيا للعمل الحكومي والرئاسي... في تناقض صارخ مع موظف شغل الوظيفة ذاتها في وزارة الصحة، تمت إقالته مؤخرا، وكانت الإقالة واجبة منذ سنوات. لا تعرف يا أخي، هذه النماذج من الكائنات تتمتع بقدرة على التكاثر الذاتي وتوليد نفسها وتلوين جلدها لتستمر وتستمر وتبرز لسانها لمن ضاقوا بألاعيبها.

ما الذي يجعلك تفرح، أو ترضى، أو ترسم ابتسامة راضية علي وجهك، حين تقرأ عن زوال شخص يرفض الخير للناس، يغلق بابه دون حاجات الناس، لا يغيث ملهوفا ولا مريضا ... يستجيب فقط لاتصالات معدي البرامج ليعمل مداخلة متهافتة مثله؟

ما الذي يجعل المصريين في اجماع شعوري واحد مرتاحين لإخراج هذا الشخص؟

الإجابة معروفة: إنه شرير لا خير فيه ... وهذه في الحقيقة إجابة سهلة علي سؤال أسهل..

السؤال الصعب وإجابته أصعب: لماذا تركوه؟ لماذا قبع هذا الشخص لسنوات في عمل يناصب فيه الناس الصد والمنع، وهو المكلف بالتواصل والخدمة؟

من كان يحميه؟ إزالته تمت بسهولة.. لم يكن إذن له من ساتر. هو أحاط نفسه بضباب ودخان ... وخنادق وترهيب.

السؤال الأصعب جدا: هل هناك نماذج مثيلة في الوزارات؟

للشيطان فروع... المهم نطرده ونتطهّر!

إعلان