لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رئيس قدره التفويض

د. سامي عبد العزيز

رئيس قدره التفويض

د.سامي عبد العزيز
07:12 م السبت 18 يوليو 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

سبحان الله في حكمته! الرئيس السيسي لم يسعَ يوماً للترشح لرئاسة مصر. والكل يعلم ذلك في الداخل والخارج. ولتسألوا أعضاء المجلس العسكري. إنه حتى آخر لحظة كان متردداً فقالوا له "هذا قدرك" خاصة أن الشعب المصري هو الذي فوضك، وبهذا التفويض تولى الرئيس قيادة مصر، في ظل أصعب ظروف تمر بها مصر.

ولأن التفويض كان شعبياً وجارفاً، أقدم الرجل على قرارات صعبة استند فيها إلى ثقة الشعب الذي فوضه فتحقق ما تحقق من نقلات إيجابية ومحورية في زمن قياسي في الحياة في مصر.

وتمر الأيام، وتتوالى الأحداث الجسام. نعم أحداث وتحديات ومخاطر. وبالصبر المدروس والتعامل السياسي الحكيم حرص على تجنيب المنطقة أخطار التفتت والانهيار، وكذلك الحفاظ على أمن مصر القومي، بل المنطقة العربية، وفي مقدمتها ليبيا ذلك البلد الذي تمتد وتتداخل حدوده ومن ثم أمنه وأمانه مع شقيقه الشعب المصري، وبعد تدرج في استخدام كافة أدوات التعامل السياسي كان لزاماً على من فوضه الشعب أن يؤكد ذلك للشعب وبرسائل واضحة وحادة وجادة بتواصل مع الشعب الليبي الأصيل ومن يمثله من كافة القبائل الوطنية والأصيلة والوارثة قيم الأخوة والمصير الواحد مع الشعب المصري، جاء وبوضوح تفويض الشعب الليبي الشقيق والحبيب لمصر وقيادتها والذي أدرك أن هناك طرفا عينه على ثرواته وخيراته، طرف واهم بأنه الخليفة القادم.

ومن بعد التفويض الشعبي يأتي التفويض السياسي ممثلاً في البرلمان الليبي لمصر وقيادتها لاتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ على تاريخ ومستقبل الشعب الليبي الذي تنهب ثرواته علناً، وتغتصب إرادته بسفور، وهكذا يأتي التفويض للرئيس السيسي من شعب وبرلمان بعد أن وصل الخطر على المنطقة إلى ذروته.

وعلى الرغم من العلنية والشرعية والوضوح في هذا التفويض، فإن السيسي الذي يعرف جينات الشعب المصري لأنه منهم بحق يطلب تفويض البرلمان المصري رغم أنه يعرف أن التفويض الشعبي أقوى، ولكن ولأن للشرعية أصولا أقدم الرئيس على ذلك المطلب.

والرجل أراد بذلك أن يبلغ العالم كله أن أية خطوات أقدمت أو ستقدم عليها مصر ليست عدوانا ولا اعتداءً أو حتى تجاوزاً أو طمعاً في دور وهمي أو توسعي، وإنما هي تحرك له شرعيته الدستورية والشعبية والعلاقات الدولية.

أمام هذا التعامل طويل النفس، عميق الصدق نرى الشعب المصري وبنفس القدر الشعب الليبي وبكل أساليب التعبير، وقد أصبحوا على قلب رجل واحد من أجل هدف واحد وهو حماية أرضنا، أمننا وثرواتنا، وكلهم ثقة برجل واحد، قدره التفويض.

إعلان