إعلان

طاقة الإيمان.. وإرادة وإثم القلب

د. عبدالهادي مصباح

طاقة الإيمان.. وإرادة وإثم القلب

د. عبدالهادي مصباح
07:01 م الخميس 07 مايو 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

الطاقة كما نعلم هي سر الوجود لكل الكائنات الحية وخلايا الجسم المختلفة، التي يتراوح عددها بين‏100‏ ــ‏150‏ تريليون خلية، تعمل جميعها من خلال الطاقة التي تمنح للخلية حياتها وحيويتها من خلال ما يسمي بالميتوكوندريا وهي مصنع توليد الطاقة في الخلية وتوجد في السيتوبلازم خارج النواة، وتورثها الأم فقط لأولادها سواء الذكور أو الإناث‏،‏ ولا تورث من الأب، أي أن الأم هي مصدر الطاقة لأولادها وللبشرية جمعاء وليس الأب، وفي الآونة الأخيرة اهتمت الأبحاث العلمية الأكاديمية بمحاولة قياس الطاقة المنبعثة من الإنسان أثناء سلوكيات مختلفة يقوم بها مثل: "قراءة القرآن وبعد الوضوء وأداء الصلاة وأثناء ذكر الله‏"،‏ وغيرها من السلوكيات الإيمانية وكذلك في أماكن العبادة المتميزة مثل: "الكعبة ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم" .

ولقد أثبتت بعض هذه البحوث أن تغير مستويات الطاقة في الخلية نتيجة تعرضها لعوامل خارجية أو داخلية مختلفة يؤثر علي انقسامها، وبالتالي يمكن أن يعدل من الانقسام الشرس العشوائي في حالات الأورام السرطانية، ويعيدها إلى مستوى الانقسام الطبيعي، إذن فلا عجب من أنه -إلى جانب أهمية التماس أسباب الشفاء من العلاجات المختلفة لدى الأطباء والمتخصصين - فإن الرصيد والسلوك الإيماني واليقين في الشفاء لدى المريض‏‏ يمكن أن يصنع المعجزات"، ويشفي صدور قوم مؤمنين".

ومن خلال بعض الدراسات لقياس مستويات الطاقة بأجهزة معينة وتحديد كميتها في صورة وحدات تبين أن كل ما في الكون يحتوي علي طاقة ما بداخله فمثلا: "الزهور وحبوب اللقاح"، تنبعث منها بين‏25‏ ــ‏35‏ وحدة‏،‏ بينما نجد بعض الأحجار الكريمة الأرجوانية أو البنفسجية يمكن أن تعطي طاقة تصل إلى‏300‏ وحدة، وربما كانت هذه الطاقة نتيجة لتسبيح الكائنات المختلفة من خلال قوله تعالي:‏ "تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا"، (الإسراء44).

وهناك بعض الدراسات المثيرة التي أجريت لقياس الطاقة الروحية المنبعثة من الأشخاص في حياتهم العادية، وعندما يقتربون أكثر من دينهم وتصفو أرواحهم ويزدادون شفافية وارتقاء بالنفس البشرية على احتياجات الجسد، وقد تم من خلال بعض الأبحاث تصنيف البشر من حيث كم الطاقة الروحية المنبعثة من أجسادهم كما يلي‏:‏

‏1‏ــ أناس بعيدون عن الدين لا يمارسون أيًا من الشعائر الدينية، وتتراوح مستويات الطاقة المنبعثة منهم بين‏50‏ ـ‏60‏ وحدة‏.‏

‏2‏ــ الباحثون عن الحقيقة أصحاب النفس اللوامة في اتجاه ودرب الله ويمارسون بعض الطقوس الدينية الروحية أو التأمل، التي تجعل أنفسهم أكثر هدوءًا وسكينة، وهؤلاء تتراوح مستويات الطاقة عندهم بين‏90‏ ــ‏200‏ وحدة‏.‏

‏3ــ العارفون أصحاب النفس المطمئنة الذين عرفوا طريقهم إلى الله، ويمارسون العبادات والطقوس بحب وشغف، ولهم تأثير إيجابي علي الآخرين، وتصل مستويات الطاقة عندهم الي‏300‏ وحدة‏.‏

‏4‏ــ الخاصة والدعاة والمخلصون والذين عندهم القدرة على أن يكون لديهم عدد كبير من المريدين والتابعين ويعرفون طريقهم إلى الله جيدًا، وهم في حالة سلام نفسي داخلي دائم وتصل مستويات الطاقة عندهم الي‏800‏ وحدة‏.‏

‏5‏ ــ الأولياء والخلصاء والأصفياء وعددهم قليل جدًا، وربما يكونون غير معروفين للعامة وتصل مستويات الطاقة لديهم من‏1900‏ ــ‏1600‏وحدة، وهؤلاء الناس يتمتعون بقدرات خاصة من الوعي والإدراك والحواس الذي ربما يصل لما نطلق عليه لفظ الكرامات‏ أو الخوارق .

‏ولهذا فنحن لا نعلم مقدار الشحنة والطاقة الروحية التي تتولد لدينا عندما نختلي برب العزة سبحانه وتعالى في ركعتين في جوف الليل، نذكر خلالهما الله بإخلاص فتفيض أعيننا بالدمع وتوجل قلوبنا، ولا عندما نقرأ القرآن أو نعتكف في المساجد مع أهل الذكر (هم القوم لا يشقي جليسهم‏).‏

ولعلنا من خلال فهمنا لكيفية انتقال الموجات الكهرومغناطيسية للحب والكراهية عبر الأثير، نستطيع أن نفهم لماذا يملك بعض الناس ما يسمى بـ"الكاريزما" التي تجعل له جاذبية وحبًا عند كل من يراه أو يعرفه، حتى ولو من على البعد، كما نستطيع أن نفهم لماذا تشعرنا بعض الأماكن بالضيق والاكتئاب، بينما تنشرح صدورنا ونشعر بالراحة من خلال وجودنا في أماكن أخرى، مثلما يحدث عندما نزور أولياء الله الصالحين وأماكن العبادة، حيث يتأثر المكان بالموجات التي تنبعث من سكانه حتى بعد رحيلهم منه .

المسؤولية في القلب

ولفظ البصيرة في القرآن ارتبط بمعنى الإحاطة بكوامن النفس البشرية، لذلك ورد في سورة (القيامة آية 14)؛ ليعبر عن المسؤولية الكاملة بالنسبة للإنسان "بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ". فإذا كانت في أبعادها أعمق من العقل وحده، وضح لماذا استخدم القرآن لفظ القلب في تحديد المسؤولية عن العمل.

يقول الله سبحانه: "لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ....."، (البقرة 225).

ويقول أيضا: "..ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَٰكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ ....."، (الأحزاب:5).

فالكسب والعَمْد لفظان يدلان على إرادة الفعل، والأول يرتبط بالنية ومحلها القلب، والثاني يدل على العزم والتصميم والقصد، وهذا مناط المسؤولية في الإسلام؛ لأن الله رفع المسؤولية عن إتيان العمل خطأ ودون قصد.

وهذا يفرق بين الجبر والاختيار؛ لرفع المسؤولية عمن أخطأ دون إرادة ذلك الخطأ، وعمن نسى في نفس الوقت، وهذا جانب ينطبق عليه جانب الإجبار، بينما الآيات تربط المسؤولية بالقصد والإرادة، وهذا ينطبق عليه جانب الاختيار. فالقلب المبصر هو المؤشر الحقيقي للتفرقة بين الخطأ والصواب وبين الخير والشر.

إثم القلب

إذا تتبعنا جانب المسؤولية في القرآن فإننا نجد أن "الإثم" يُسند إلى القلب وذلك في قوله تعالى: "...وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"، (البقرة 283).

فالكتمان وهو إسرار الشيء وإخفاؤه، وهو عمل من أعمال القلب، مرتبط بإرادة الإنسان ونيته وضميره، ولذلك كان كتمان الشهادة وعدم أدائها إثما وذنبا يُحاسب عليه الإنسان؛ لأن الله يعلم ما تخفى الأنفس وما تكتم: "يعلم السر وأخفى"، (طه:7). وهذا التعارض بين الإعلان والإسرار، والتناقض بين الظاهر والباطن هو ما يسمى بالنفاق.. وهذا هو الذى يحدد حقيقة الإنسان هل هو مؤمن أم لا؟.

الإيمان والإسلام

إن الآية التي تعالج موضوع إظهار الإسلام باللسان وحكمه في القرآن، هي أيضًا من ركائز الدين؛ لأنها تشعرنا بأهمية القلب، وبأهمية النية، وبأهمية السريرة، فليس ما يعلنه الإنسان هو ما يُعبر عن حقيقته بل ما يبطنه.

إن الفرق كبير بين الإيمان وبين إعلان الإسلام، فانظر إلى قول اللـــه تعالى: "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ..."، (الحجرات:14)، وهي قضية أساسية، أن يقول الإنسان إنه مسلم فهذا لا يكفي؛ ليتحقق إسلامه؛ لأن المهم ليس القول وحده بل الإيمان، وهذا الإيمان مركزه القلب.

وكانت طريقة المنافقين هي أن يتظاهروا بالإسلام وأن يخفوا في نفوسهم العداء للدين وللنبي صلى الله عليه وسلم، فأظهر القرآن هذا هو النفاق بعينه في قوله تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ"، (البقرة:204)، وفى هذه الآية الكريمة كشْف فريقاً من الناس يُبالغ في تمثيل مظاهر الإيمان حتى يخدع الآخرين؛ لأنه يشهد اللــه على ما في قلبه، مع أن قلبه مليء بالحقد على العقيدة وعلى أهلها ومن آمن بها .

وهذا يؤكد أن القلب هو جوهر الإنسان، وهو الذى يأخذ قرار الإخفاء أو الإعلان، وهو الذى يقصد الخداع والنفاق.

نفاق القلب

تتعدد الآيات التي تظهر التناقض بين القول والعمل، أو بين القول والنية والقصد، فتؤكد أن هذا العمل هو نفاق من ناحية وهو كفر من ناحية أخرى؛ لأن النفاق نوع من التلون، والكفر نوع من إخفاء الحقيقة، وكلاهما إخفاء شيء وإظهار شيء آخر يختلف عنه، أو أن كليهما إخفاء للحقيقة.

والقرآن يوجه هذا الاتهام إلى قوم فيقول: "وليعلم الذين نافقوا"، ثم يصفهم بأنهم: "يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم"، مع العلم أنه يقرر أنهم للكفر- وهم على هذه الحالة- أقرب منهم للإيمان. يقول سبحانه: "وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ"، (آل عمران:167).

الفريق الآخر يوجه إليه تهمة الكفر مباشرة فيقول سبحانه في سورة (المائدة آية:41):" يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ".

وهو عز وجل يخبر المؤمنين ويحذرهم في نفس الوقت من هذا النوع الخطر من الأعداء الذين يكيدون للإسلام وأهله بأنهم: "يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم". يقول عز من قائل: "كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ " (التوبة آية: 8)، فقوله باللسان يختلف عما في القلب، وإعلان للإيمان مع عدم إرادة ذلك من القلب، وإرضاء بالفم ورفض بالقلب.

كل ذلك يوضح مدى أهمية الدور الذى يلعبه القلب في قضية الإيمان والكفر والقصد إليهما، ومدى مسؤولية الإنسان عما يكتم في قلبه وارتباط هذه المسؤولية بعقيدته.

أما النوع الثالث من النفاق فهو يتمثل بأولئك الذين يتقاعسون عن أداء واجب الجهاد من الأعراب، ويدعون بأن أعمالهم وأولادهم وأموالهم شغلتهم عن هذه المهمة ويطلبون المغفرة تظاهرًا بالإيمان، فيقرر القرآن أيضًا أنهم: "يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم"، ويخفون الحقيقة التي تؤكد عدم صدق إيمانهم وعدم إخلاصهم للعقيدة. وهذا النوع يرفضه الإسلام حتى ولو صدر من قوم مؤمنين إذ يقول في سورة (الصف): " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ(3)"، ويقول الله عز وجل: "سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ۚ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا ۚ بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا"، (الفتح 11).

ولما كان النفاق ظاهرة اجتماعية كريهة وصفة أخلاقية ممقوتة، ولما كانت هذه الظاهرة تعتمد الكذب والتضليل، فإن المنافق في العادة يبدو خائفًا من افتضاح أمره وكشف مكنونات قلبه لعلمه بحقيقة الدور المتناقض الذي يقوم به؛ لذلك فإن القرآن ينذر المنافقين بأن حقيقتهم ستُكْشف أمام الله حيث يظهر ما يضمرون. يقول عز وجل: "يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ"(التوبة:64)، أما الفريق الآخر، فهو الذي يكون قد عاهد الله على أداء الزكاة والصدقة إذا أغناه الله من فضله ورَزَقَه الثروة، فإذا تم له ذلك نكث عهده وبخل وضن بماله، فهذا الفريق ينذره المولى بأشد العقاب فيقول: "وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ"، (التوبة 75-77).

إعلان

إعلان

إعلان