لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

يكاد المريب!

الكاتب الصحفي سليمان جودة

يكاد المريب!

سليمان جودة
07:00 م الأحد 29 نوفمبر 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كان مجلس النواب الأمريكي على حق، عندما مرر مشروع قانون يوم الخميس ١٩ نوفمبر، يفرض به عقوبات على الكيانات الأجنبية المتورطة في ليبيا.. ثم كان على حق أكثر عندما خص تركيا بالذكر في مشروع القانون، باعتبارها كياناً أجنبياً متورطاً في القضية الليبية.

كان على حق؛ لأن أياماً ثلاثة لم تكد تمر على تمرير مشروع القانون، حتى كانت الفرقاطة الألمانية هامبورج تعترض سفينة الشحن التركية "إم في روازلين إيه" في عرض البحر المتوسط لتفتيشها.

حدث هذا ليل الأحد ٢٢ نوفمبر، ولم يكن جنود الفرقاطة الألمانية يصعدون سفينة الشحن التركية من فراغ، ولكن لأن معلومات وردت إلى قائد هامبورج بأن السفينة تحمل سلاحاً لحكومة فايز السراج في العاصمة طرابلس غرب ليبيا.

وما إن صعد جنود الفرقاطة على ظهر السفينة وفتشوا أجزاء منها، حتى كانت تركيا تحتج بشدة، وحتى كان أردوغان يرسل إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل معترضاً بقوة على ما جرى، ومعتبراً أن التفتيش يمثل اعتداءً مباشراً على بلاده.

ومما قاله وهو يعترض، ويحتج أن السفينة تحمل مساعدات إنسانية إلى ليبيا، ولا تحمل سلاحاً من أي نوع لحكومة السراج.

وهذا ما يجعل كل متابع لتفاصيل الواقعة يتساءل عن السبب الذي يضايق الأتراك من التفتيش، إذا كانت سفينتهم تحمل مساعدات إنسانية بالفعل.

لا أحد يعرف ما إذا كان جنود الفرقاطة قد أتموا عملية التفتيش إلى آخرها أم لا، ولكن سياق الخبر المنشور عن العملية يشير إلى أن أجزاء من السفينة قد خضعت للتفتيش، ما يعني أن أجزاءً أخرى لم تصل إليها يد الجنود، ولم يعرفوا ماذا بالضبط كانت تخفي في باطنها.

ومنذ بدء الأزمة في ليبيا، والرئيس التركي لا يداري علاقته بحكومة السراج على مستوى مدها بالسلاح ومعه عناصر من المرتزقة والميليشيات.. وكم من مرة تم فيها رصد طائرات عسكرية تقلع من مطارات تركية وهي تحمل عناصر مرتزقة إلى الغرب الليبي.

وكم من مرة كذلك تم فيها رصد سفن شحن من نوع سفينة الشحن الأخيرة، وهي تقترب من الشواطئ الليبية حاملةً على ظهرها ما تحمله.. وفي كل المرات كان العالم يتفرج إلا مرتين، إحداهما المرة التي مرر فيها مجلس النواب الأمريكي مشروع القانون، والثانية هي المرة التي صعد فيها جنود الفرقاطة الألمانية إلى داخل سفينة الشحن روازلين.

والغريب أن أردوغان اتهم العملية الألمانية "إيرني" التي تعمل في إطارها الفرقاطة، بأنها تنحاز إلى الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، ناسياً أن عملية إيرني التي أطلقتها ألمانيا منذ إبريل الماضي تراقب حظر توريد السلاح لليبيا كلها، سواء كان السلاح ذاهباً لحفتر أو السراج، وناسياً كذلك أن السفينة التي لا تحمل سلاحاً لا تخشى أي تفتيش!

الحاصل أن أردوغان راح يعترض على تفتيش سفينته ولسان حاله يقول: يكاد المريب يقول خذوني.

إعلان