إعلان

أعداء مصر

بشير حسن

أعداء مصر

بشير حسن
07:00 م الخميس 08 أكتوبر 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

قبل سنوات كان عدو مصر معروفًا، نتوارثه ونفطم عليه أبناءنا، وفي مثل هذه الأيام طوال سبعٍ وأربعين عامًا مضت.. كنا صغارًا وكبارًا ننعش الذاكرة بالإشارة إلى عدونا الأوحد، في طابور الصباح بالمدارس يعلو صوت الصغار بما تحقق من انتصارات على العدو، ويستعيد الكبار مذاق النصر بعد الانكسار بترديد الأغاني الوطنية، وتلتف الأسرة حول التليفزيون يستمعون لشهادات الأبطال وكيف باغتوا العدو بضربات موجعة أفقدته توازنه وحققوا ما لا يخطر على بال أحدٍ في ست ساعات؛ ليحبس العالم أنفاسه، وتعيد أمريكا حساباتها، وينكسر عدو ظن أنه لا ينكسر.

تتجدد حالة الزهو والفخر كل عام بحكايات جديدة يرويها صناع نصر أكتوبر، فينبعث الأمل في نفوس المحبطين، وتزداد الثقة في جيش هو الأقوى، ومع حكايات النصر.. نستعيد حكايات وحدة العرب، الذين التفوا حول مصر فقدموا الدعم المادي والمعنوي، فالعدو كان واحدًا، وخطره يهدد الجميع، وأطماعه تطال كل دول المنطقة.

واليوم.. ومع حلول ذكرى النصر والوحدة العربية.. هل تغيرت خريطة الأعداء؟، وهل إسرائيل ما زالت العدو المغتصب الذي يتربص بالمنطقة؟، وهل أطماعها ما زالت تختزلها جملة: (من النيل إلى الفرات)؟، وهل العرب ما زالوا مجمعين على أن إسرائيل هي العدو الأصيل؟، الواقع يؤكد أن العرب انقسموا على إسرائيل، فمنهم من ظل يناصبها العداء.. ومنهم من أجبرته الظروف على استبدال العداء بالصداقة، ولكل شأنه وحساباته.

في مصر.. وهذا شأننا.. برزت أسماء بعض من أبناء جلدتنا، ومن يدينون بالإسلام مثل غالبيتنا، متمثلين في قطر وتركيا وإيران، نفرد لهم المساحات في إعلامنا ونضعهم في نفس القائمة مع إسرائيل، بل يزيدون عنها إذا تحدثنا عن الدول الكارهة لنا والمتربصة بنا، فهل تغير أعداؤنا وصارت الدول الثلاث هي العدو الأكثر خطرًا علينا من إسرائيل؟

تقديرنا أن إسرائيل ستظل العدو الأوحد الراسخ في وجدان المصريين، وأن ما يصدر عن النظام القطري من دعم للإرهاب وإيواء لعناصره ما هو إلا عقدة نقص تجاه مصر، وظن أن أمواله تؤهله للعب الدور الذي تلعبه مصر من قديم الأزل، فراهن بأمواله على إضعافها، وسخر إعلامه للنيل منها، لكن كل ذلك سوف يزول بزوال النظام المريض.

أما تركيا فأزمتنا مع رئيسها الطامع في استعادة الماضي، والذي ظن أن تنظيمه الإخواني تمكن من مصر، وأن حلم الخلافة اقترب، ومع إزاحة تنظيمه.. تحول إلى ثور هائج، يأوي إخوانه، ويتطاول على مصر، لكن الشعب التركي كنظيره القطري.. لا يتخذون من مصر عدوًا، بل ينتظرون اليوم الذي يزول فيه نظامهما ليعود دفء العلاقات مع مصر.

النظام الإيراني هو الآخر له أطماعه في المنطقة، ومن أجلها أراق حرسه الثوري الدماء في سوريا والعراق ولبنان، وتربصه بمنطقة الخليج مستمر، لكن الشعب الإيراني هو الآخر يتحين اللحظة التي يطيح فيها بنظامه، أما ما يصدر عن هذا النظام تجاه مصر لا يرقى لوضع إيران في خانة واحدة مع إسرائيل.

ورغم العلاقة المأزومة مع الأنظمة في قطر وتركيا وإيران.. فإن رؤوس الأنظمة في الدول الثلاث لم تخرج علينا يومًا لتصف مصر بالعدو، ولا المصريين بالأعداء، مثلما فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل أيام، عندما أطل على شعبه وتعمد تزييف الحقائق، وصف نتنياهو المصريين بالأعداء، مؤكدًا أن جيشه انتصر في حرب أكتوبر.

قطر وتركيا وإيران ليسوا أعداءً لمصر، هي فقط حالة احتقان ستزول بزوال أنظمتها، لتظل إسرائيل هي العدو الأول لمصر والعرب، حقيقة يجب أن نؤكدها، ولا نتوانى عن توريثها لأبنائنا.

***

للتواصل مع الكاتب

besheerhassan7@gmail.com

إعلان