لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

 الممر.. مجرد بداية

حسين عبدالقادر

الممر.. مجرد بداية

حسين عبد القادر
09:00 م الأربعاء 19 يونيو 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

رغم مرور أيام كثيرة على بدء عرض فيلم الممر فلا تزال مشاعر الإعجاب بهذا العمل الذي يمثل مرحلة هامة من الوطنية في قمتها ولم تخبُ بعد.. وهذا أمر طبيعي في حياة الشعوب عندما تجد عملا ما أو موقفًا يجسد قيمة غالية في تاريخها.. النجاح الذي حققه فيلم الممر لم يدهشني ذلك أنني بحكم عملي الصحفي أكرمني الله بمقابلة الأبطال الحقيقيين لقصص الفداء والبطولة التي مهدت لاستعادة الكرامة وتحقيق الانتصار.

وسر عدم دهشتي لهذا النجاح لتجربة شخصية فعندما أجلس إلى اللواء محي نوح أحد أبطال الصاعقة ومؤسسي المجموعة "39 قتال"، لا أمل من إعادة سماع عمليات هذه المجموعة التي زلزلت الأرض تحت أقدام العدو الإسرائيلي ونشرت الرعب ببن جنوده في عمق سيناء بعد أيام من اجتياح سيناء في عام 67، ولم يكتفوا بتحجيم تحركات القوات الإسرائيلية وتدمير معداته وأسلحته بل نجحوا في أسر جنود صهاينة أحياء وعبروا بهم القناة لقد قامت المجموعة بعدد كبير من العمليات خلف خطوط العدو وكل قصة تصلح لتكون قصة فيلم على مستوى فيلم الممر.

هناك أيضا قصة عملية المجموعة 143 صاعقة والتي دارت بعد اندلاع حرب أكتوبر بيومين واستمتعت بسماع تفاصيلها من قائد المجموعة اللواء نبيل أبوالنجا، وهي تصلح قصة فيلم عالمي وتحكي كيف كلفت المجموعة بالتسلل لمسافة أكثر من 85 كيلومترًا للوصول إلى زملائهم من الضباط والجنود الذين سبقوهم لاحتلال منطقة الممرات لعرقلة تقدم القوات الإسرائيلية للقناة لحين الانتهاء من إقامة رؤوس الكباري وكانت هذه المجموعة في حالة قاسية بعد استشهاد عدد كبير منها وإصابة البعض ونفاد المياه والطعام وكانت مهمة اللواء نبيل أبوالنجا الوصول بأي وسيلة لزملائهم رغم يقظة وشراسة القوات الإسرائيلية ورغم ذلك نجحت المهمة.

هناك عشرات من قصص البطولة لأعضاء منظمة سيناء والذين كانت أولى عملياتهم تدمير القطار الإسرائيلي الذي يحمل أطنان الأسلحة المصرية من سيناء وتم تدمير القطار وحرمت إسرائيل من الاستفادة بها، أتمنى إنتاج أفلام تسجيلية مع الأبطال الحقيقيين الذين ما زالوا على قيد الحياة.

وعودة لفيلم الممر فأنا مثل كل من شاهده من النقاد فإن الفيلم فضح مافيا سوق الدعارة الفنية التي طالما قدمت قصص أعمال شوهت البيت والأسرة المصرية خاصة المرأة التي لم يستحِ صناع الفيلم ونجومه اعتبارها مجرد سلعة للمتعة وأن الخيانة هي المبدأ الذي يحكم علاقاتنا.. وكانت فضيحة كذبهم الدائم بمقولة الجمهور عايز كده ولكن الجمهور خاصة الشباب بمجرد عثوره على عمل نظيف يحترم عقله انحاز إليه وتعفف عن باقي المعروض.

ولكن ثمة ملاحظتين على قدر كبير من الأهمية الأولى وهي تقديم الملامح الشخصية للأعداء بعدما ظللنا أسرى لملامح السذاجة والهطل لشخصية العدو الزائفة وهو ما كان يقلل من حجم الجهد الذي بذله جنودنا حتى يتحقق فوزهم.. والثاني وهي الإشارة إلي الأدوار الوطنية لأبناء سيناء والتي جعلتهم شركاء النصر ودفعوا الثمن غاليا خلف قضبان السجون الإسرائيلية سنوات نالوا خلالها صنوف التعذيب الوحشي..

مرة ثانية الممر لا بد أن يكون مجرد بداية لهذه الأعمال التي سترسخ الشعور بالوطنية وتعمق الانتماء للوطن.

إعلان

إعلان

إعلان