لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ملتقى القاهرة للإبداع الروائي: صنع الله إبراهيم فاز بالجائزة بالعافية!

محمود الورداني

في ملتقى القاهرة للإبداع الروائي: صنع الله إبراهيم فاز بالجائزة بالعافية!

محمود الورداني
09:16 م السبت 04 مايو 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

نظّم المجلس الأعلى للثقافة خلال قبل أسبوع ملتقى القاهرة للإبداع الروائي الذي يعقد كل عامين، ويمنح الملتقى جائزة رفيعة المستوى لكاتب عربي تختاره لجنة تحكيم من كبار النقاد العرب، كما يبحث الكتاب والنقاد العرب في أمور الرواية، وتناقش الأبحاث وتُلقى الشهادات وتعقد الموائد المستديرة وما إلى ذلك.

والحقيقة أنه ينبغي تحية وزارة الثقافة ممثلة في المجلس الأعلى للثقافة على هذا العمل المحترم والجاد، فليس سهلا استضافة نحو مائتين وخمسين كاتبا وناقدا من مختلف الدول العربية، وتنظيم ملتقى بهذا الحجم يحمل اسم مصر ويليق بدورها.

وإذا كان ممكنا التغاضي عن الخطأ الأول الذي وقع فيه المجلس الأعلى للثقافة، فليس ممكنا على الإطلاق التغاضي عن الخطأ الثاني. الأول حين سقط اسم فلسطين سهوا من بعض أوراق الملتقى، كأحد البلدان العربية المشاركة بكتابها في الملتقى، وبمجرد أن تنبهت إلى هذا الخطأ سارعت بالاعتذار فورا وأضافت اسم فلسطين وانتهى الأمر.

لكن الخطأ الثاني تمسك المجلس الأعلى بارتكابه رغم تنبيهه، واستمر في ارتكابه حتى النهاية بصلف ودون أن يُلقي بالا لمن نبهوه.

هذا الخطأ هو ادعاء المجلس على غير الحقيقة أن الروائي الكبير صنع الله إبراهيم فاز بجائزة الملتقى عام 2003، وهو ادعاء يصل إلى حد التزييف والإصرار على التزييف، وشهود واقعة رفض صنع الله إبراهيم للجائزة ما زالوا يعيشون بيننا.

الحقيقة التي يعلمها الجميع ويعلمها المجلس الأعلى للثقافة أن لجنة التحكيم عام 2003 منحت الجائزة لصنع الله إبراهيم، وذهب صنع الله إلى الحفل بالفعل - كاتب هذه السطور كان شاهدًا على الواقعة- وقام برفض الجائزة علنا وألقى كلمة عدد فيها أسباب رفضه لجائزة تمنحها "حكومة لا تملك مصداقية منحها" على حد قوله، ورفض سياساتها في الثقافة والتعليم والصحة، كما أشار إلى سكوت الحكومات العربية على العربدة الأمريكية وتواطؤها وسكوتها على اجتياح إسرائيل لما تبقى من الأراضي الفلسطينية.

آنذاك أي عام 2003 صفق الحاضرون لصنع الله إبراهيم على رفضه للجائزة علنًا وعلى شجاعته في التعبير عن رأيه حتى لو كان الثمن هو التضحية بالقيمة الأدبية الرفيعة للجائزة فضلا عن قيمتها المادية (مائتي ألف جنيه بأسعار ذلك الزمان).

تلك هي قصة الجائزة التي رفضها صنع الله إبراهيم باختصار شديد. وكان أول من تنبه لهذا التزييف الصديق ياسر عبدالحافظ حين نشر مقالا في جريدة أخبار الأدب في العدد الصادر عشية انعقاد الملتقى، وبعد اطلاعه على أوراق المؤتمر وهاله بالطبع هذا العدوان على الحقيقة عندما ذكر المجلس في أوراقه بوضوح أن من بين من فازوا بجائزة الملتقى صنع الله ابراهيم، ودعا عبدالحافظ المجلس لمراجعة موقفه والعودة إلى الحقيقة.

كان المجلس يستطيع أن يشير إلى أن لجنة التحكيم منحت الجائزة لصنع الله إبراهيم لكنه رفضها ببساطة ووضوح، وبدلا من ذلك شاهدت بنفسي جدارية ضخمة تزيّن مدخل الملتقى تحمل صور الفائزين خلال السنوات السابقة لجائزة الملتقى، ومن بينها صورة صنع الله إبراهيم" الفائزة بجائزة الملتقى عام 2003" وبقيت الجدارية طوال أيام المؤتمر تخرج لسانها للحقيقة التي يعرفها الجميع.

أي أن المجلس يصرّ على التزييف وعلى تجنب ذكر الحقيقة وهو أمر أقل ما يقال عنه أنه تزييف مجاني للأسف.

إعلان

إعلان

إعلان