لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هذا التطور المفاجئ في ليبيا أمريكياً.. ماذا يعني؟!

سليمان جودة

هذا التطور المفاجئ في ليبيا أمريكياً.. ماذا يعني؟!

سليمان جودة
09:00 م الأحد 21 أبريل 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

الاتصال الذي جرى الجمعة الماضية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبين المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، يخلط الكثير من الأوراق في الأزمة الليبية المعقدة، ويجعلك تتساءل في حيرة: مع مَنْ بالضبط تقف الولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا؟!

وكالات الأخبار التي نقلت خبر الاتصال بين الرئيس والمشير، وصفت ما جرى من جانب واشنطون بأنه تطور مفاجئ.. وهذه حقيقة يعرفها كل متابع للأحوال في الأراضي الليبية، منذ أن سقط العقيد معمر القذافي في أكتوبر ٢٠١١ صريعا، بين أيدي الذين أطلقوا على أنفسهم وقتها أنهم الثوار!

فرغم أن في ليبيا حكومة توصف بأنها مؤقتة، وتتخذ من بنغازي في شرق البلاد مقراً لها، وتقف إلى جوار حفتر في حربه على الإرهاب، وفي رغبته في تحقيق قدر من الاستقرار في بلده، إلا أن هذه الحكومة التي يرأسها عبدالله الثني لا تحظى بتأييد المجتمع الدولي!

وعلى رأس هذا المجتمع الدولي تقف الولايات المتحدة بطبيعة الحال.. أو على الأقل هذا هو الوضع إلى ما قبل اتصال ترامب. فما هي الحكومة التي يؤيدها هذا المجتمع الدولي، وتحظى بثقته، وتحصل على تأييده، وتعتمد على مساندته لها منذ تشكيلها؟!

إنها حكومة فائز السراج التي توصف هي الأخرى بأنها حكومة الوفاق الوطني، وكانت قد تشكلت بموجب ما يسمى باتفاق الصخيرات الذي جرى توقيعه في المغرب، وكانت منذ بدايتها وهي على غير وفاق مع حفتر والجيش الوطني الذي يقوده من الشرق، ويرغب في فرض نفوذه على كامل أرجاء البلاد، ليس عن رغبة منه في الاستحواذ على السلطة، ولكن لأنه يرغب في القضاء على جماعات إرهاب كثيرة، استغلت حالة الفراغ الذي شهدته ليبيا بعد القذافي وراحت تستوطن فيها!

بالتالي .. فالمفترض أن حكومة السراج التي تقاتل قوات الجيش الوطني في طرابلس العاصمة حالياً، تحظى بدعم واشنطون.. ولكن اتصال ترامب يبدو وكأنه نوع من رفع الثقة الأمريكية عن هذه الحكومة.. فهل هذا بالضبط ما أراده الرئيس الأمريكي؟!

ليس واضحاً حتى الآن، وإنْ كان هناك مؤشران اثنان يستحقان التأمل، وسط هذه الفوضى التي تملأ أنحاء ليبيا.. أما المؤشر الأول فهو أن ترامب وصف حفتر خلال اتصاله معه، بأنه يقوم بدور جوهري في مقاومة الإرهاب، وفي مطاردته، وفي ملاحقته، بدءاً من الشرق في البداية، ومروراً بالجنوب منذ فترة، وانتهاءً بالغرب حيث يخوض معركته هذه الأيام!

والمؤشر الثاني أن بريطانيا كانت عند بدء القتال بين حفتر والسراج، قبل نحو أسبوعين، قد تقدمت بمشروع قرار في مجلس الأمن، لوقف المعارك الدائرة، وكان مشروع قرارها يصادف هوىً لدى حكومة السراج، باعتبار أنها تواجه جيشاً أقوى من القوات التي تملكها هو الجيش الوطني.. وكان السراج قد رحب بالخطوة البريطانية، ورأى فيها خطوة جيدة وواجبة، ولكن مشروع القرار البريطاني واجه حق الفيتو الشهير في المجلس، وكانت الولايات المتحدة هي التي استخدمت هذا الحق من جانبها في مواجهة بريطانيا.. وكذلك استخدمته روسيا التي تظل دولة من بين خمس دول في العالم تملك حق الفيتو في مجلس الأمن!

وفي أثناء كل هذا، كان اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي الوطني، قد اتهم بريطانيا صراحةً عند بدء معارك طرابلس، بأنها تقف مع الإخوان في ليبيا.. والمعروف أن الإخوان هناك إذا لم يكونوا يمثلون جزءاً عضوياً من حكومة السراج، بمقتضى اتفاق السراج، فإنهم قريبون منها كما أنها قريبة منهم!

ولأن اتصال ترامب بحفتر، لا يزال غامضاً من حيث انعكاساته على الأرض، فإن عواقبه خلال الأيام القليلة المقبلة هي وحدها التي ستحدد، ما إذا كان الموقف الأمريكي ضد الإرهاب في ليبيا، وفي المنطقة بالعموم، يستند فعلاً الى مضمون حقيقي، أم إنه في عدد من حالاته مجرد شكل يلمع أمام العيون.. سوف نرى؟!

إعلان