لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مجلد Insight ودوره في مكافحة الإرهاب والتطرف

مجلد Insight ودوره في مكافحة الإرهاب والتطرف

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:01 م الإثنين 12 مارس 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

عنوان هذا المقال لا يشير إلى فيلم، إنما إلى مجلد صدر عن دار الإفتاء باللغة الإنجليزية، ويهدف من خلال عدد 183 صفحة إلى توفير مناقشة جادة للفتاوى والنصوص الشرعية التي يستخدمها تنظيم داعش والأفرع الموالية له في الدول العربية والإسلامية من أجل استقطاب أعضاء جدد، خاصة تلك الفتاوى المتعلقة بالجهاد والمرأة والأقباط.

واللافت للانتباه في هذا الكتاب هو المنهجية التي اعتمدها في الأجزاء المتعلقة بالرد على الفتاوى والنصوص المستقاة من التراث الإسلامي، التي يوظفها تنظيم داعش، حيث لم يعمد الكتاب إلى تفنيد تلك النصوص والفتاوى فقط، وإنما حرص على توفير جرعة تثقيفية للقارئ من خلال عرض النصوص التي تستخدمها الجماعات الإرهابية والمتطرفة والتفسيرات التي تتبناها تلك الجماعات لتلك النصوص، ثم تفنيد تلك النصوص استناداً لما صدر من فتاوى سابقة من دار الإفتاء المصرية، ولما استقر عليه إجماع أئمة العلم.

فمثلاً اهتم المجلد بمناقشة عدد 7 آيات قرآنية تستخدمها تلك التنظيمات لتبرير ممارستها للإرهاب باعتباره "جهاداً"، ومنها الآية {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، حيث حرص المجلد على توضيح التفسير الذي يتبناه التنظيم لهذه الآية، ويصفه المجلد بأنه تفسير "خاطئ"، ثم يقدم المجلد تفنيدًا لتفسير التنظيم لتلك الآية استناداً للتفاسير المعتمدة لها في كتب ابن عباس وللإجماع، كما يوضح رأي سيد قطب من هذه الآية، ويناقشه بالرجوع لإجماع أئمة العلم.

وصدور هذا المجلد يضفي طابعاً مؤسسياً على جهود كثيرة تبذلها دار الإفتاء في المواجهة الفكرية لأفكار الجماعات الإرهابية والمتطرفة، التي كانت مبرراً لاعتماد دار الإفتاء المصرية كإحدى المؤسسات الدينية ذات الثقة من جانب البرلمان الأوروبي، حين يتعلق الأمر بمكافحة انتشار التطرف الديني بين المسلمين في أوروبا.

وهذا الجهد لدار الإفتاء المصرية يتطلب احتفاءً وتشجيعاً، لاسيما أنه يتكامل مع جهود تبذلها مؤسسات دينية أخرى في الدولة، مثل مؤسسة الأزهر، ووزارة الأوقاف، في مكافحة انتشار التطرف والإرهاب بين المسلمين غير الناطقين باللغة الإنجليزية.

وأرجو أن يكون هناك مجلد مماثل باللغة العربية يتبع ذات المنهج في التفاعل مع عقل المواطن المصري، ويراعي من ناحية كونه متديناً بطبيعته، ومن ناحية أخرى حاجته إلى جرعة تثقيفية تجمع بين معرفة وفهم الخطاب الديني الذي تروج له الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وكذلك معرفة الفهم المنضبط للقضايا التي يعالجها ذلك الخطاب، وبلغة مبسطة يفهمها المواطن العادي أيًّا كانت خلفيته.

إعلان