لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

 الانحناء تحيةً للعَلَم المصريّ

الانحناء تحيةً للعَلَم المصريّ

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:00 م الإثنين 12 نوفمبر 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تختلف الدول في كيفية تقديرها للرموز المعبرة عن هُويتها الوطنية؛ فهناك من يُعظّم رأس الدولة باعتباره هو المعبرَ عن تلك الهوية.

وهناك من يقدس العَلَم لكونه هو رمزَ الاستقلال. وهناك من يجمع بين تقديس العَلَم الوطني والنشيدَ الوطني لارتباطهما معا وكونهما يعبران عن العزة والكرامة والاستعداد للتضحية في سبيل الوطن.

وربما نحن في مصر نقدس العَلَم والنشيد الوطني معًا. وكثير منا تعلّم كيفية تحية العلم منذ الصغر. وأتذكر حين كنت في مرحلة التعليم الابتدائي كنا نتنافس أنا وأصدقائي في الكشافة على من منا سيتم اختياره ليقوم في صباح اليوم التالي برفع العلم على السارية وتأدية التحية له، وكانت تأدية تلك التحية تتطلب استقامة الظهر ورفع كف اليد بصورة مائلة لأعلى جزء في الجبهة، ثم يلي ذلك عزفُ النشيد الوطني في إذاعة المدرسة.

ومناسبة هذا الكلام أنني دُعيت، منذ أيام، لحضور حفل تخرج الدارسين من الدول العربية والغربية في كلية الدفاع التابعة لحلف الناتو.

كان اللافت للانتباه بالنسبة لي أن من ضمن مراسم الحفل أن يقوم كل دارس يتم تخريجه بالانحناء لعلَم دولته قبل أن يشرع في تستلم شهادة التخرج.

وكان بالنسبة لي مشهد انحناء الدارسين المصريين للعلم المصري في ذلك الحفل والذي كان يحمله ضابط إيطالي بكل شموخ- من أكثر المشاهد المؤثرة التي جعلتني أشعر بعزة وفخر؛ فرغم الظروف الصعبة التي تمر بها مصر فإن من أبنائها من يرفعون اسمها عاليًا، ويكونون سببًا في أن يرفع علمها الوطني في محفل دولي كالذي كنا فيه.

الانحناء للعلم الوطني من الممارسات الصامتة التي تبعث بكثير من الرسائل حول وطنية الشعوب، وهي للأسف غير منتشرة كثيرا في دولنا العربية، ولكنها منتشرة في بعض المدارس والكليات العسكرية في الدول الأوروبية، حيث يتم التعامل مع الانحناء على أنه تعبير عن الولاء للعلَم وتقدير لما يعبر عنه وهو الدولة ذاتها، بتاريخها وشعبها وحكومتها.

أتمنى يومًا أن يكون الانحناء للعلم المصري ممارسة يتعلمها الأطفال في المدارس وتستمر معهم وهم كبار، وأن يكون جزءًا من مراسم أي مؤتمر نعقده في وطننا لتكريم أيٍّ من أصحاب الإنجازات المتميزة.

كل التحية للعلم المصري.

إعلان

إعلان

إعلان