إعلان

مصطفى المنشاوي يكتب: رجل اسمه كامل الوزير

مصطفى المنشاوي

مصطفى المنشاوي يكتب: رجل اسمه كامل الوزير

09:22 م الأحد 20 سبتمبر 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - مصطفى المنشاوي:

"أنا من قرية كفر الوزير مركز المنصورة محافظة الدقهلية، خريج مدرسة الملك الكامل الثانوية، أسرتي لا تزال في المنصورة، فنحن أسرة متوسطة الحال ولدينا أرض لا نزال نزرعها إلى الآن".. تلك كانت كلمات اللواء أركان حرب كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمشرف العام على مشروع حفر قناة السويس الجديدة عندما التقيت به على ضفاف قناة السويس منذ أيام وعلم أننى من أبناء محافظة الدقهلية.

من رجال الوطن المخلصين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، كان على قدر المهمة ولو طُلب منه أكثر من ذلك لفعل، لأن وجوده فى القوات المسلحة ليس حرفة، ليس وظيفة تبدأ بميعاد وتنتهى بميعاد، خدمة الوطن بالنسبة له أسلوب كامل للحياة، نظام كامل من التفكير.

قلت له: "أتمنى ألا تكون قناة السويس الجديدة هي النهاية"، رد بسرعة قائلاً: "هاتفنى الرئيس السيسي البارحة ليلاً ليطلب منى التأكيد على الشباب أن قناة السويس يصاحبها مشروعات عظيمة منذ انطلاق شرارة البدء في الحفر على جانبيها سواء في الشرق أو الغرب، خاصةً في سيناء الغالية ومشاريع أنفاق ومزارع سمكية، ومدن جديدة مثل مدينة الإسماعيلية الجديدة، طرق جديدة، مطار دولى جديد، مصانع أسمنت جديدة".

وهو يستطرد في الحديث عن أهم المشاريع ويملؤه الأمل كنت أنظر إلى يديه مندهشا أن هذه اليد تحمى على الحدود وهى أيضاً أداة للعمران البشرى من الداخل.

رأيت في عينيه وكل رجال القوات المسلحة أنهم يمتلكون من الذكاء إلى درجة الدهاء، ومن الهدوء إلى درجة التربص، ومن المرونة إلى درجة التقلب، ومن المناورة إلى درجة الخديعة، ومن الطموح إلى درجة الجشع، ومن المُصانعة إلى درجة المكيدة، رأيت في كل واحد منهم أنه لماحاً إلى درجة اكتشاف مكان الضعف فى نفوس البشر، إنه محارب لا يدافع أبداً ولكن يهاجم دائماً، لا ينتظر ولكن يبادر، لا تستطيع الزوجة ولا الأسرة ولا الأولاد أن تمنع مصرياً من اقتحام ميدان القتال، إنه محارب والمحارب كالطبيب، يعيش دائماً في حالة طوارئ، هذا هو الجندي المصري.

اللواء كامل فى ظل أحداث الإرهاب الغاشمة والمحيطة به كان يعمل هو ورجاله وإن وقع أحد منهم لم يركع الآخر، كان يعمل بقاعدة "إذا توقعك عدوك من ثلاث طرق، فاذهب إليه من الطريق الرابع، هذه هى المفاجأة!"

تابعنا جولتنا فى حدث كان بالنسبة لنا حلماً فخاطراً فاحتمالاً ثم أضحى حقيقةً لا خيالا، إلى كل من يذهب هناك سيتأكد تماماً أن رجال القوات المسلحة قناليون أكثر من ديليسبس ذاته وقبل أن أغادر القناة نظر إلىّ اللواء كامل قائلاً " إيديكوا فى إيدين بعض، البوز الوحش ابعدوه عنكم، لا تسمعوا للشائعات المُغرضة، بلدنا مش هتتبنى بالكلام، بلدنا هتتبنى بالعمل".

دائماً مصر بتفرح و آمنة وشعبها يحمل الفأس ليزرع ويحصد ويحمل الكتاب ليتعلم، ويحمل السلاح للحماية.

إعلان

إعلان

إعلان