لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هنا أنتيجون !

الكاتب حسين الجندي

هنا أنتيجون !

02:06 م الجمعة 27 مارس 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كتب - حسين الجندي :

كعادته يحتفظ الفنان القدير محمد دسوقي مدير مسرح الطليعة بالعتبة بقيم هذا المسرح وما تم عرضه عليه في الماضي من روايات تستحق المشاهدة.. وها هو يُكمل المسيرة بفريق عمل رائع بقيادة المخرج الشاب تامر كرم الذي صنع عرضاً مسرحياً مميزاً لرائعة سوفوكليس هو عرض ''هنا انتيجون''.

صراع بين قانون الآلهة وقانون البشر، مأساة لا يهم الملك فيها سوي دولته ونظامه وسيادة سلطانه.. وببراعة شديدة جسد فريق عمل العرض شخصياتهم بطريقة رائعة ومميزة، وبإخلاص شديد جعل قاعة المسرح تقوم بالتصفيق بعد انتهاءه لمدة تصل لعشر دقائق بل وأكثر، محتفظين بهيبة المسرح المصري، وخاصة مسرح الطليعة، الذي أعتبره اليوم هو صمام الأمان لعودة المسرح الي هيبته بهؤلاء الشباب.

يشارك فيه الدكتور المبدع علاء قوقة ويجسد دوره بامتياز، وبإخلاص وبإتقان اندمج في الشخصية حتي انهالت دموعه وهو يمثل، أخرج كل طاقته في ذلك العرض المبهر ''فجميعهم رائعون''.

جسدت الممثلة الشابة دور انتيجون الفتاة التي تملكتها العاطفة والتي تلبي نداء الروح قبل كل شيء.. الفتاة المحبة العنيدة عميقة الإحساس هي حقاً تحب أخاها حباً عميقاً وخاصة أمام الموت. حبكة محترمة ومحترفة، مبنية علي فكرة الاستشهاد والوفاء لقانون أسمي غير منظور يُفضي إلى التمرد علي القانون الأدنى المنظور وإلى القضاء عليه.

التفاصيل في العرض المسرحي مترابطة ومجهزة حتي يستقبلها المتفرج وخاصة لغتها.. ويدور الحوار في العرض سريعاً خاطفاً حاسماً سريع الإيقاع بموسيقي مميزة تقشعر لها الأبدان وتدمع لها الأعين، فأبدع مخرج العرض تامر كرم في تصوير الشخصيات بطريقة بارعة ودقيقة.

في هذا العرض لا تعرفه منه هل هو عرضاً مسرحياً سياسياً يضع حاكم الدولة أمام ضمير الفرد، أم يعالج القانون غير المرئي، أم هو عرضاً مسرحياً مأساوياً.. نعم هي كل ذلك فيضع أمامك المخرج وفريق العمل، الخيال لان تحكم بطريقتك التي تريديها أو بالطريقة التي تسيطر علي عقلك، أدعوكم لمشاهدة العرض حتي ترون أنه يستحق أكثر من ذلك كتابة.

إعلان