لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حازم دياب يكتب: هؤلاء الذين..

حازم دياب

حازم دياب يكتب: هؤلاء الذين..

08:33 م الأحد 22 مارس 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - حازم دياب :

هؤلاء الذين يلفك الهدوء بمجرد الحديث إليهم، وتشملك السكينة ما أن يسترسلوا في الضحكات، قادرين على إخراج زوابع هواجسك المُستثارة، وتهدئة روعها..

هؤلاء الذين لا تشيخ في حضرتهم، تعود طفلاً في أحضانهم، تستند إلى أكتافهم، ترى الكون بمنظور شفاف، تصبح للأشياء فيه صبغة مبهجة..

هؤلاء الذين ما أن يقع بصرك على وجوههم، تعرف أن النورانية لا تقتصر على الملائكة وحسب، أو على ممثلين تفيدهم إضاءة الديكور..

هؤلاء الذين تحب نفسك أكثر حين تكتب إليهم، وترتوي حين يكتبون إليك..

هؤلاء الذين لديهم رائحة خاصة تمنحها للأنف عبر كتبهم وهداياهم وما يحملون من متعلقات..

هؤلاء الذين يجيدون ترتيب حياتك، ينحون الهوامش جانباً، ويضعون الأساسات في الزاوية الصحيحة..

هؤلاء الذين إن داخلك ضيق، يفرجون عنك، وإن رنا إليك الفرح ضاعفوا مقداره..

هؤلاء الذين مهما جالستهم من ساعات لا تشبع، تحتاج دوماً للمزيد من الوقت، للمزيد من الحكايات، للمزيد من الأماكن، للمزيد من التفاصيل..

هؤلاء الذين يعرفونك أفضل مما تعرف نفسك، ينقبون في أسرارك التي ظننت أنها تخصك وحدك..

هؤلاء الذين يخجلون من كلمات الإطراء، يدارون أعينهم من المادحين، تصيبهم كلمات الحب باحمرار يحمل رائحة حياء العشاق..

هؤلاء الذين يمتلكون قوة لا تخور، ثقة لا تزعزع، قلب لا يتوقف عن الخفقان، وعقل قادر على الإقناع..

هؤلاء الذين يفتشون عن معاني التقدير ويأتون بها، يخشون تجارة علاقات لن تبور..

هؤلاء الذين يشكلون بصيرتك التي ترى الأشياء وتكسبها معناها، ويصنعون للشعور حالة ليست ككل الحالات..

هؤلاء الذين يمكثون في الجوار، لا يقولون كلمات المواساة المعتادة في الحزن، ولا كلمات المجاملة الميتة في الفرح، لا يعرفون أن مجرد وجودهم يبدد الحزن، ويرسخ الفرح..

هؤلاء الذين لا يقفون على الحياد، ويقتحمون حياتك كالبسطرمة وسط طبق البيض المدهش..

هؤلاء الذين يمتلكون عين شاردة، وأخرى مغمضة..

هؤلاء الذين يقلقون لمجرد أن يسافر الأقربون ليلاً، أو يعملون في ظل ظروف غير موائمة..

هؤلاء الذين يصنعون الصباحات المبهجة، عبر صوت خامل، النعاس سمته، والبراءة محياه..

هؤلاء الذين يقبلون الاعتذارات بهدوء، يمكنك أن تصنع معهم الحدث من خلال "باكو" شوكولاتة..

هؤلاء الذين يحفظون جدول مواعيدك كالسكرتيرة، يربتون على كتفيك كالأم، يضربونك في طفولة كالأخ الصغير، ينظرون في عينيك بتطلع الأب الفخور بابنه..

هؤلاء الذين يدركون ماهية الإحساس، ويمقتون ذيوع المادية، يريدون عيش الحياة، يحبون وجودهم فيها، يسعون لاقتناص السعادة من أصغر تفاصيلها..

هؤلاء الذين يصنعون البهجات الصباحية بإيقاظك، قد لا يعرفون أن الصباح يصنع اليوم، وطوبى لمن عمت البهجة يومه..

هؤلاء الذين يصنع مزاجهم أغنية، ويحلفون بفيلم ذو إضاءة مميزة، ويتغنون بحفلة جمعت الأحبة..

هؤلاء الذين يعرفون مواضع الكلم، يتحدثون بها في سحر، يطرب لها الأذن، ويرقص لها الفؤاد، وتطيب بها النفس..

هؤلاء الذين تنطلق ضحكتهم صافية من القلب دون اصطناع، وتسمو روحهم بالتواضع دون كبر، وتتأنق ثرثرتهم بالحكي دون ملل..

هؤلاء الذين إن أراد الطبيب وصف فاتح للشهية، لم يجد سوى الجلوس معهم وصفة ناجعة الأثر..

هؤلاء الذين إن حضروا حضر كل شيء، وإن غابوا غاب كل شيء..

هؤلاء الذين يسخر البعض من توافر تلك الصفات فيهم، أن تعن لروح واحدة، تحلق معلنة أنه على الأرض ما يستحق الحياة..

هؤلاء الذين لا يمكن أن تضيعهم، أبداً، مهما طال الأمد، ومهما تبدل الزمان، وآلت الأمور..

هؤلاء يستحقون أن تجوارهم للأبد، لا تغيب عنهم، ولا يغيبون عنك..

إعلان