لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أحمد الليثي يكتب.. لماذا قتلت الشرطة ''الأولتراس'' في مصيدة الفئران؟

احذية ضحايا استاد الدفاع الجوي

أحمد الليثي يكتب.. لماذا قتلت الشرطة ''الأولتراس'' في مصيدة الفئران؟

02:10 م الإثنين 09 فبراير 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

''يا زمالك يا أبو خطين''

بقميص زاهي، أبيض اللون، تتمايل على واجهته خطين باللون الأحمر، يتباهى مشجعو الزمالك بملابس ناديهم، يرتحلون خلفه أينما ذهب، يدفعون الغالي والنفيس من أجل فرجة من شرفة المدرج، يُنادون على لاعبيه بأعلى الأصوات، ويزأرون له حتى وإن كانت النتيجة خسارة -وما أكثرها.. داخل كل زملكاوي يقين لا يتزحزح بأنه مهما تعالى سقف الخيبات فلن يتنازل عن ناديه الأقرب إليه من حبل الوريد، وفي اللحظة التي ذهب المؤازرون كي يحتفلوا باعتلاء فريقهم قمة الدوري، كانت المكافأة باعتلاء أرواحهم الملكوت وسط صراخ صحبة المدرج.. حينها ذاب الأحمر والأبيض، اختلطا، لم يعد القميص زاهيا كعادته، لطخته الدماء، وأثار الأقدام المتدافعة، و''لطخة'' عار زرعتها الأتربة على نسيج ''تيشيرت العمر الأبيض''، احتضن رفاق المدرج لا لهدف سجله لاعب محبب؛ إنما لقرار ''غبي'' نفذته يد الإرادة الشرطية بإنهاء حياة من رفض أن ينصاع لـ''شخطة'' أو قرر مناجاة فريقه عن قرب حتى ولو لم يمتلك مالا للحصول على تذكرة. 

 

''حتى سقفنا في الطريقة اللي بنموت بيها بقى واطي''

 

خلال الثورة وتبعاتها كان القتل على يد الدولة له مبررات تسوقها وتلوكها الألسن كالببغاوات، تارة يقولون: فكروا في اقتحام وزارة الداخلية فكان مصيرهم الموت، ومرة يرددون بأن منشئات الدولة أمن قومي يهدر هيبتها، وأن المبنى أبقى من روح الإنسان، وثالثة يعتبرون الحجر في يد متظاهر معادله قتله بالرصاص الحي، ومرة يقررون أن من تداوي الجرحى ''عميلة''/ست البنات يجب تعريتها جهارا نهارا، غير أن الأمر لم يعد كسابقة حيث أصبح عدم وقوف المواطن في مصيدة الفئران/ الصف/قفص الدخول للاستاد، جريمة، يدفع ثمنها بوصوله إلى الأخرة رأسا.

''مرتضى بيه''

الدولة تختار من يمثلها، فهنيئا لها بـ''أحمد موسى'' و''مرتضى منصور''.. تقصف قلما، تقطع إرسالا، تسجن ''شوكان'' احتياطيا لأكثر من 500 يوم دون سبب، تلغي برنامجا ساخرا طالما خرج عن سربها، لكنها لا تتأزم باستكمال مباراة مات على شرفها 22 شاب بفعل غوغائيتها؛ من أجل رعاة الإعلانات.. في مصر فقط يتعجب ''العبث'' مما يدور في رحابنا، يقتل الشباب على أعتاب الاستاد، وتستكمل المباراة دون إحساس بخجل، يحلل الرياضيون في استوديوهات الغثاء عن صحة هدف إنبي من عدمه، ويُوقف مرتضى منصور ''عمر جابر'' -الذي رفض اللعب على دماء الشهداء- لأنه -رئيس النادي- لا يريد أن يصنع ''أبو تريكة'' جديدا، بل ويخرج ''سيادة المستشار'' في حراسة الأمن، فالمسلسل لم يكن يكتمل دون لمساته.

 

''فبراير الأسود''

 

رجال الشرطة لا يحمون نظاما كما يردد، ولا يدافعون عن كيان يأبى السقوط، هم فقط يثأرون من ''علقة يناير''؛ حين قاتلوا الشباب بالرصاص، فرد الأشاوس بالحرية، بالكلمة، بالهتاف.. قبل أيام أعلنها ألتراس أهلاوي ''لما أنت غضنفر كدة.. جريت ليه يوم 28 يناير''، بعدها كان جمهور الزمالك يهتف ''يا نجيب حقهم يا نموت زيهم''، فردت الداخلية بالثأر، قررت أن تقسم ظهر الشباب مرارا وتكرارا وبأشكال عدة، آخرها تحقيرا من شأنهم بحجزهم في قفص غير أدمي يسهل من خلاله التخلص منهم، لكنها وحدت الصف مثلما فعلتها حين غضت الطرف عن اغتيال 72 زهرة في ريعان الشباب ببورسعيد في فبراير أيضا؛ فكان أول من دافع عنهم ''الوايت نايتس/ ألتراس زملكاوي''، كذلك فعلت روابط الألتراس أهلاوي -أمس- بالانضمام لمنافسي المدرج، طالما أن العدو ''طاغية''، فرددوا معا ''قلناها زمان للمستبد.. الحرية جاية لابد''.

''الإخوان هما اللي كلوا الجبنة''

قاتل الله الإعلام، استطاع أن يجعلنا نتعاطف مع الإخوان بعد أن لفظناهم، حين يقتنع بعض ''قادة الرأي'' في مجتمعنا بأن الإخوان ارتدوا ملابس الشرطة وقتلوا الأبرياء، بل ويروجوا لذلك ويحللوه بالأرقام والتفاصيل وزوايا الصورة، فنحن نعيش في ''قاع العفن''، طوال ساعات المتابعة للحدث الموجع، كانت تمتمة الدعاء للراحلين، تكاد تختلط بالسباب لمن يريد إقناعنا بأن ''الإخوان قتلوا قطز''.. وفيما كانت الدولة تتطوع دوما بإعلان الحداد للغريب قبل القريب كانت شاشات التليفزيون تحلل أحقية المهندس أحمد عز لدخول البرلمان، وتتفنن في عرض الأفلام الكوميدية، بل وتذيع قناة النيل الرياضية حوارا على الهواء مع مدرب منتخب اليد، وكأن مقتل 22 شابا مجرد خبر يوازي أحوال الطقس البارد في وطن يغلي مواطنوه.

اللهم ارحم موتانا.. واغفر تقصيرنا نحوهم

الاّراء الواردة في هذا المقال تعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا تعبر بالضرورة عن موقع مصراوي

undefined

تابع باقي موضوعات الملف:

شهداء ''الوايت نايتس''.. السلام أمانة للـ''74'' (ملف خاص)

1

أمام المشرحة.. أي رعب أكبر من هذا سوف يجيء؟

2

بالصور: أولها ''غربة''.. وتانيها ''تشجيع''.. وآخرها ''عم أمين مات''

3

بالصور.. حكاية أصغر شهيدة ماتت في حب ''الزمالك''

4

مرتضى منصور.. صاحب نبوءة الموت المتحقق "بروفايل"

5

بالصور.. اللحظات الأخيرة في حياة ''محمد صلاح'' شهيد ''مجزرة الأولتراس''

6

شريف الفقي.. من الزمالك وإليه نعود "بروفايل"

7

بالصور.. مصراوي يكشف حقيقة وفاة شقيقين في مذبحتي ''بورسعيد والدفاع الجوي''

8

بالفيديو.. ''ضياء'' شاهد ''ممر الموت'' في مذبحة الاستاد: الله يرحم اللي عاشوا

9

أولتراس أهلاوي وزملكاوي: سنظل أوفياء لـ''الدم''

10

مصراوي يحاور ''أحمد لطفي''.. ''أمين'' خزانة ''مجزرة الدفاع الجوي''

11

التذكرة.. طريقك إلى الآخرة (بروفايل)

12

بالصور.. هل ارتكب أبناء ''شبرامنت'' مجزرة استاد الدفاع الجوي؟

13

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان