لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

محمد حلمي يكتب.. وطن "بدران"!

محمد حلمي يكتب.. وطن "بدران"!

02:33 م الإثنين 28 ديسمبر 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - محمد حلمي:

كلمة "بدران" في اللغة أصلها السرعة، وهو اسم يليق برئيس حزب "مستقبل وطن" محمد بدران، والذى صعد بسرعة الصاروخ إلى الصف السياسي الأول واحتلال عدد لا بأس به تحت قبة البرلمان.

جلس الشاب اليافع فى حديقة أحد مقرات الحزب الثرى والذى يقع في الضاحية الراقية، بنظارته الشمسية باهظة الثمن يحدق في السماء وأخذ يفكر ثم يفكر فى حالة الزخم التي تصاحب أحد الائتلافات البرلمانية الكبرى وحالة الرفض الشديد لها من جانب قطاع كبير سواء من النواب أومن الشارع السياسي خاصة وأنه أحد دعائم الإتلاف.

أمسك الشاب بوردة كانت على يساره ليبدأ رحلة الاختيار (استمر ولا انسحب ) حتى انتهت الورد بالتوازي مع كلمة انسحاب، وهنا ابتسم واتصل بأحد قيادات الحزب ليطلق بيان للإعلام، يعلن فيه انسحاب الحزب من الإتلاف، وهنا افترضت حسن النية والحرية في اختيار القرار دون تدخل من جهة أو شخص ما وتعاطى مع الانسحاب كافة القوى السياسية، وثمنوا الخطوة كنوع من إعلان رفض الهيمنة داخل البرلمان.

ولكن بعد مرور ساعات- مازال حسن النية قائم – جلس الشاب فى نفس الحديقة، ولكن فى مقر فخم اخر ليمسك بنفس فصيلة الوردة سالفة الذكر ليدخل في دوامة الاختيار الصعب بعد الضغط الذى مارسه البعض عليه ليعود إلى الإتلاف مرة أخرى و أخذ فى جذب كل ورقة من الوردة ( أرجع تانى ولا بلاش ) لتنتهي ورقات الوردة بكلمة (أرجع تانى) ليخرج بدران الاسم والصفة ليعلن عودته للائتلاف مرة أخرى ويرسخ فى الأذهان أن كلمة بدران معاناها السرعة وأن عمره مازال فى مرحلة المراهقة السياسية أو قل يقدم الرأي والرأي الأخر فى نفس ذات الوقت باعتباره قناعته الشخصية.

قل ما شئت عن الممولين للحزب كثر عددهم أو قل، ولكن يبقى أن الحزب هو مستقبلهم وليس مستقبل الوطن.

يرفع راية الشباب ولا تجده بيئة خصبة لتفريخ الشباب سياسيا، بل وجوها تظهر في وسائل الإعلام وتلتقط الصور في المناسبات الاجتماعية كانت أو السياسية، حتى لو طرحت سؤال على "السوشيال ميديا" لمتابعيك لمعرفة كم شاب يحتل موقع القيادة داخل وطن بدران.

ستجد أن الغالبية تجهل أن تقدم لك الإجابة ممثلة في 5 أفراد على الأكثر، والأقلية سيذكرون البعض وهؤلاء ستجدوهم يعملون فى الحقل الإعلامي الصحفي منه أو التلفزيون.

على الرغم من أن هناك العشرات بل المئات من الشباب على درجة عالية من الوعى السياسي، بل ومنهم من يمارس العمل السياسي على الأرض حتى قبل ثورة يناير ولكن هؤلاء لن تجدهم داخل وطن بدران لأنهم ببساطة سيسحبون البساط بشكل (بدران) ويصبحون هم القيادة الرئيسية .

من هم أحق بالدعم السياسي كثر ،ومن لهم سمات القيادة أيضا كثر ولكن مطلوب إتاحة الفرصة لهم لأن ذلك سيكون نواة هامة لبناء قاعدة شبابية متماسكة فى وجهة نظرها السياسية ،مختلفة فيما بينها بشكل حضاري وليس عشوائي.

من الضروري قراءة التاريخ السياسي بشكل جيد حتى يكون هناك وعى كافٍ بما مضى وتطبقه فيما هو مقبل لأن اتخاذ القرارات المؤثر لا تتخذ بشكل يوصف بأن المشي وراء الصغار-سنا- في السياسة لا يخلو من المواقف المفاجئة.

الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن مصراوي.

إعلان

إعلان

إعلان