إعلان

في ذكرى اتحاد الإمارات... وانهيار مهد الحضارات

في ذكرى اتحاد الإمارات... وانهيار مهد الحضارات

في ذكرى اتحاد الإمارات... وانهيار مهد الحضارات

01:07 م الأربعاء 02 ديسمبر 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم- رأفت حمودي:

هل تعلم يادولة رئيس وزراء العراق حيدر العبادي،،، أن سمو الشيخ زايد غفر الله له قد زار العراق مرتين.

كانت أولها في حقبة الخمسينيات عندما كان حاكماً لإمارة العين، وأبحر حينها عن طريق الخليج العربي متجهاً الى ميناء البصرة ومن ثم إلى بغداد للقاء الوصي عبد الاله تغمده الله برحمته الواسعة، وبعد أن وصل الشيخ زايد غفر الله له الى بغداد مكث في فندق بغداد وهو من أرقى الفنادق على مستوى الشرق الاوسط آنذاك ، حيث كان بروتوكول المملكة العراقية تلزم لأي شخصية تود مقابلة الوصي أن تمر بمدير الحركات ( المسؤول عن تأمين لقاء الزائرين بالوصي عبد الآله ، وهو الزعيم الركن عبد الرزاق حمودي رحمه الله) لكنه للاسف ،، لم يتسنى له اللقاء بالوصي عبد الاله لضروف معينة و في نهاية اللقاء أبدى الشيخ زايد لمدير الحركات إعجابا عميقاً لما لاحظ من تقدم وعناية ببغداد وأحيائها في إبان العهد الملكي..

أما الزيارة الثانية فكانت له بعد أن تولى المغفور له الشيخ زايد رئاسة دولة الإمارات في حقبة السبيعينيات حيث قام بتلك الزيارة، و كان الرئيس العراقي احمد حسن البكر رحمه الله في مقدمة مستقبليه ، وبعدما عاد الى بلاده خطب بشعبه وقال لهم: "أتمنى أن أجعل دبي مثل بغداد" وفي قول آخر "سوف أجعل دبي مثل بغداد".

دولة الرئيس، إن حقبة السبعينيات كانت تكنى بالحقبة الذهبية من قبل الشعب العراقي وهذا يعود الى أن من حكم وأستوزر في تلك المرحلة نخب سياسية تمتلك باع عريض في سياسة الدولة على جميع الاصعده لاسيما الى ان هذه النخب السياسية نابعة من طبقة مثقفة ومتعلمة تنحدر من اصول عراقية عريقة الاصل وانت بكل تأكيد كنت أحد المعاصرين لتلك الحقبة، ولو عدنا للتاريخ الاسلامي قليلاً لوجدنا أن بغداد كانت عاصمة العالم وهي الملقبة تاريخياً بدار السلام لما كانت تمتلكه تلك العاصمة من آمن وسلام وطمأنينة لكل قاطنيها وزائريها ، ناهيك عن علمها الذي أنار الكون من أقصاه لاقصاه فبغداد هي عاصمة الرشيد و منارة العلم والحضارة في التأريخ العربي والعالمي.

واليوم وبكل فخر واعتزاز أود أن أتقدم بأزكى آيات التهاني والتبريكات لشعب الإمارات بمناسبة الذكرى (44) لتأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة وأرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام حكام وشيوخ الإمارات على ما قدموا من رفعة جلية وخدمة لوطنهم العزيز والى كل من ساهم في بناء هذا البلد ، ولاننسى أن ندعوا الله عز وجل أن يتغمد مؤسس وباني دولة الامارات الشيخ زايد آل نهيان ونائبه الشيخ سعيد آل مكتوم وأن يرحمهم الله جميعاً برحمته الواسعة.

دولة الرئيس،، إن أربع وأربعين عاماً أوصلت بلداً إلى أعالي القمم، نافست أرقى الدول العالمية في الإدارة وفي التطور العمراني وأهم من كل ذلك إرتقت بخدمة الإنسانية حتى ضاهت العديد من الدول الأوربية التي تشهد لها المقاييس العالمية بالإنجاز، وبنفس الفترة سحقتنا ورمتنا باسفل السافلين خصوصا بعد أن تزامت في الفترة القريبة اعلان التقرير الدولي عن الدول التي تميزت بتحقيق أعلى نسبة فساد وأسوا بلد للعيش فقد احتل العراق المرتبة 170 من بين الدول الاكثر فساداً والاسوأ عيشاً من مجموع 178 دولة على مستوى العالم ، بينما ترى حكام بفضل حنكتهم السياسة قادوا بلدانهم ألى ان تعتلي المركز ال25 من ضمن أفضل البلدان للعيش على المستوى العالمي،،، والله كوني عربي أولاً وعراقي ثانياً يغمرني الفرح عندما أرى دولة عربية تعتلي هذه القمم، وبنفس الوقت يعتصر قلبي ألماً عندما أسمع وأرى مصائب تضرب عراقنا الحبيب وبغدادنا العزيزة، أو أشاهد من شاشات التلفاز المواطن العراقي وهو يعاني مايعاني من مصاعب الحياة.

وسؤالي لك يادولة الرئيس المحترم، هل نرى بصيص الأمل المنشود بواقع التغيير المزمع ( من خلال وقف صلاحيات وزراء الفساد )؟ لاسيما أن العراق يحتل المركز التاسع لأغنى بلدان العالم! أم نظل كالناحبة تلطم على خدها لفقدان عزيز عليها... نحن نصبو إلى التغيير الحقيقي لنغير واقع الإنسان العراقي الأصيل صاحب حضارة امتدت لسبعة آلاف سنة... وهو الآن مشرداً في بلاد المنفى.

• رأفت حمودي كاتب عراقي والآراء الواردة في المقال تعبر عنه ولا تعبر بالضرورة عن مصراوي

إعلان

إعلان

إعلان