إعلان

داليا وحيد تكتب: أدينا بنعافر

داليا وحيد تكتب: أدينا بنعافر

12:02 م الإثنين 02 نوفمبر 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - داليا وحيد عبد الرحمن:

في يوم من الأيام...

سألته "كيف حالك؟"

أجابني: "أهو بعافر علشان أعيش..."

فرددت عليه بتلقائية "لا احنا عايشين علشان نعافر..."

مضت أعوام فالتقينا ثانية...

سألني "كيف حالك؟"

أجبته "الحمد لله، وأنت كيف حالك؟"

فأجابني "عايش علشان أعافر..."

لم أفهم...

فرد على تعجبي.. "جملة قلتيها لي من كام سنه عمرها مافارقتني غيرت كل حاجه في حياتي"

وأخذ يقص علي كيف تحول مسار حياته وكيف اختلف منظوره للأشياء حتى كلماته أصبح ينتقيها كأنه أصبح يُكَوِّن بها خارطة دربه يرسم ملامحها، مسارها، واتجاهاتها.

لم أكن لأتخيل أن تكون كلمة بمثابة عصى سحرية لها ذلك التأثير على مصير انسان، مجرد جملة خرجت بعفوية لم أحسب لها حساب أتتني بعد سنوات أيضاً لتحول مسار حياتي، تغير (رؤيتي) فأصبحت أتعلم كيف أن المرء قد يبدل مصيره بتحريك بعض الحروف ونقش بعض الجمل -بيقين- على صفحة القَدَر، ألم يقل الله سبحانه وتعالى ((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي..)) وقال أيضاً ((تفاءلوا بالخير تجدوه)) ذلك ما نترجمه على هيئة أقوال وأفعال وقبل ذي كل (قناعات) ودرجة القناعة واليقين هي التي تحدد درجة تحول دفة حياتنا.

ربما سمعنا كثيراً وتكلمنا أكثر وقُتِل الموضوع طرحاً وقولاً ولكن قلة منا من يتمتعون بنعمته، بطاحونة رُبِطنا بها ونجد أنفسنا ننصاع للاحباطات والسلبيات والضغوط تجرفنا إلى حيث تتآكل أرواحنا لنتحول إلى آلات تُدَيرها دوائر المعيشة.

العديد من المعاني والكلمات في قاموسنا يمكنها أن تحيلنا إلى حياة أخرى، الكثير من العوامل التي تساهم في قيادة مصائرنا، يمكنها أن تغير حياوات أشخاص يحتضر عالمهم، فمثلاً كم من "أنا مش هاعرف أعمل حاجه في حياتي إلا لما أسيب البلد دي" تحولت إلى "ياعم البلد دي أحسن من غيرها أسعى ياعبد وأنا أسعى معاك" وكم من "مفيش فايدة" تحولت إلى "أنا هاعمل ومش هاسمح لحاجه توقفني" وكم من "شكله يوم باين من أوله" تحولت إلى "أصبحنا وأصبح الملك لله" وكم من "هاحاول بكره تاني" تردد صداها إلى أن جسد حلم إلى واقع، وكم من "يــارب" بيقين صافي صنعت معجزات.

هناك كلمة حين تشتد علينا الدنيا نرددها...

وكلمة حين يشتد غيظنا نذكرها...

بكلمة تتغير عقود ومواثيق استغرقت أيام في تنسيقها...

كم من كلمة في اتفاق أطاحت بدول وبلدان...!

وكم من كلمات صحت بها ضمائر...

وكم من كلمة زلزلت قلوب وألانتها...

الكلمه عقد وعهد وميثاق، يمكنها أو تحي أو تجلد، فلنجعل ألسنتنا لا تنطق إلا بطيب الحديث ونفوسنا تتشبع باليقين طبتم وطابت ألسنتكم ومسامعكم...

للتواصل مع كاتبة المقال

Facebook.com/dalya.abdelrahman

 

إعلان

إعلان

إعلان