إعلان

البحث العلمي الحقيقي أساس لنهضة الأمم (2)

أمين عبد اللطيف المليجي

البحث العلمي الحقيقي أساس لنهضة الأمم (2)

07:50 م الأحد 25 يناير 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم- أ. د أمين عبد اللطيف المليجي:

قلنا فى المقالة السابقة بأن البحث العلمى الحقيقى اساس لنهضة الأمم ورقيها، ولن يحدث التغير فى المجتمع للأفضل الا اذا كان العلم هو الركيزة الأساسية، ولن تنهض امة الا بالعلم، وقلنا بأن مشكلة التلوث من أخطر المشاكل التى تواجه العالم، بعد أن أسرف فى استخدام الطاقة غير المتجددة من بترول وغاز وفحم، فازدادت الأنبعاثات من الغازات الملوثة للبيئة، وخاصة ثانى اكسيد الكربون، فارتفعت درجة حرارة الأرض.

وهذه المشكلة العالمية تهم كل دول العالم، لذلك يقوم على حلها الدول الصناعية الكبرى التى تساهم بأكبر قدر من التلوث البيئى، ويجب عليها أن تساعد الدول النامية، ولا يكون الأمر مقتصرا عليها فقط، فغالبية الدول المتقدمة تركز بقوة على استخدام الطاقات المتجددة.

وقد قطعت هذه الدول شوطا مهما فى الوصول الى تصنيع السيارات التى تسير بالطاقة المتجددة مثل الهيدروجين، وهم يخططون بأن يتم استبدال السيارات العامة أو الأتوبيسات التى تتحرك بالطاقة غير المتجددة بغيرها تتحرك بطاقة متجددة، وهذا ما تخطط له وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية وسيتم الاستخدام الفعلى عام 2016، ثم ينظرون إلى عام 2030 ليكون العام الذى تكون فيه السيارات التى تسير بالطاقة المتجددة بأسعار رخيصة للعامة.

وليس ذلك وحسب بل لك أن تتخيل ما وصلت اليه اليابان من استخدام طاقة الهيدروجين، فقد قاموا بتوصيله الى المنازل بدلا من الغاز الطبيعى، نحتاج الى رؤية مستقبلية وخارطة طريق مستقبلية، لا تتوقف بتغير المسئولين، بل تستمر حتى تتم. كل ذلك نحن قادرون عليه، وأقول ذلك مكررا ليس بكاء على الأطلال، ولكن لنتعلم وندرك الأخطاء ونصححها.

وليس عيبا أن نتعلم من غيرنا ونأخذ منهم العلم الصحيح، فقد ذكرت بأن اليابانيون فى بداية القرن العشرين بحثوا عن أمثلة من الدول التى نهضت وكانت مصر من بين هذه الأمثلة.

ومن المشاكل البيئية التى تنشأ ايضا نتيجة عدم الالتزام بالمسئولية تجاه المجتمع من الشركات الصناعية الكبرى، غالبية المصانع تقوم بصرف المخلفات الصناعية الضارة فى المياه، ولكن يتم ذلك فى البلد التى لا تطبق القوانين البيئية التى تلزم المصانع بعدم تلويث البيئة بالتخلص الخاطئ من المخلفات، ولك ان تعلم بأن الدول الكبرى مثل امريكا تقوم بتغريم الشركات الصناعية التى تقوم بألقاء المخلفات الكيميائية الخطرة فى المياه، تصل هذه الغرامات إلى عشرة الاف دولار فى اليوم.

هذا لابد ان يكون مطبقا على المصانع التى تصرف المخلفات الصناعية الخطرة فى المياه، وخاصة مياه النيل والبحار، فنهر النيل هو شريان الحياة، لابد أن نحافظ عليه، فقد حافظ عليه الفراعنة حتى قدسوه، فلماذ كل هذا الإهمال؟ وكل هذا التلوث، الدول المتقدمة وصلت بالعلم الى طرق علمية للتخلص من التلوث أو تقليله على الأقل، وما وصلت اليه الدول المتقدمة لابد أن نصل اليه، بالبحث العلمى الحقيقى، والرغبة الحقيقية بعيدا عن الشعارات، وبعيدا عن تجاهل المشروعات البحثية الحقيقة.

وكذلك الاهتمام بالباحث العلمى، من أهم الركائز لعمل بحث علمى يرقى بالمجتمع، ومن أهم الركائز هو ازالة الجهل بالعلم، فتنتشر ثقافة المحافظة على البيئة، هذا ليس ترفا بل ضرورة، حتى تجد أناس أصحاء عندهم القدرة على العمل والإنتاج، أما اذا انتشر التلوث، فقل على الدنيا السلام، أين نحن من تعاليم الإسلام، فالنظافة من الأيمان، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنظافة هى واجب كل فرد فى المجتمع.

ومانراه من سلوك سلبى فى المجتمع بألقاء المخلفات فى كل مكان دون مبالاة، ودون مراعاة بأن ما يفعله الفرد سوف يعود عليه وعلى باقى المجتمع بالضرر، وكذلك فأن الدولة عليها واجب ايضا بأيجاد الحلول العملية التى تجمع بها المخلفات والاستفادة منها.

ففي أمريكا مثلا يوجد ما يسمى ببنك المخلفات، تم انشائه فى بعض الولايات، يقوم الناس بفرز المخلفات المختلفة من مواد صلبة واطعمة واوراق وغيرها، ثم يتم ايداعها فى اماكن مخصصة لذلك، وتحسب نقاط مالية لكل فرد، أى أن الأفراد يستفيدون ماديا، ويتم التخلص بطريقة علمية صحيحة، لا تلوث البيئة ولا تضر المجتمع، نحتاج الى ذلك الفكر المتقدم، والأمر ليس صعبا، بل يحتاج الى جهود مخلصة، ربما يظن البعض بأنها ربما تكون أحلام بعيدة المنال، ولكن ممكن أن يكون الحلم حقيقة فى يوم من الأيام.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان