إعلان

إلى الأمان: الإسلام.. والإرهاب

الكاتب اللواء دكتور محسن الفحام

إلى الأمان: الإسلام.. والإرهاب

04:42 م السبت 20 سبتمبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - لواء دكتور محسن الفحام:

في أحد اللقاءات التي جمعتني مع فضيله العالم الجليل الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله سمعته يقول أخشى على الإسلام أن يوصم بالإرهاب لو وصل هؤلاء إلى سدة الحكم - كان يقصد الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين – ولقد صدقت نبوءة هذا الرجل رحمه الله وكأنه كان يستشرف المستقبل.

إنه وللأسف قد التصق في الأذهان خاصه لدى المجتمع الغربي صورة الإسلام على أنه دين يدعو إلى الإرهاب والتشدد والتطرف فهاهي الجماعات الإرهابية بمختلف مسمياتها تحترف أساليب الترهيب والترويع للمواطنين الأبرياء ورجال الأمن الشرفاء لفرض سيطرتهم على مقدرات الأمور في البلاد وبين العباد. لقد نجح الإخوان المتأسلمون عندما دان لهم حكم البلاد أن يسمحوا للعديد من العناصر الإرهابية من دخول البلاد برا وجوا – وكنت احد الشهود على ذلك – وقاموا بدفعهم إلى سيناء ليتمركزوا بها ليكونوا ظهيرا لهم عند الحاجه اليهم وقد كان ذلك ضمن مخططات هذا التنظيم الإرهابي وهو ما تحاول قواتنا المسلحة تساندها أجهزة الشرطة في التصدي لهذه المجموعات وهي تبذل في ذلك من الجهد ما لا يتحمله بشر بل إنها تبذل الحياه نفسها بشهادتهم فداء لهذا الوطن.

لقد استطاعت تلك الجماعات المتطرفة أن تعكس للغرب صورة ذهنية سلبيه عن ديننا الحنيف الذي يدعو للسلام والرحمة ومكارم الأخلاق فهاهم يرفعون الرايات السوداء بيد ويمسكون برأس أحد الضحايا أيا كان انتماءه أو ديانته باليد الأخرى.. أي دين هذا الذي يدعوا إلى التمثيل بجثث القتلى وقطع أوصالهم.. ومن منا ينسى مذبحه ضباط الشرطة في كرداسه وما تعرضوا له من تشويه وتمثيل بجثثهم بعد قتلهم.

ماذا يمكن أن يكون انطباعك وأنت ترى هذا، بل وتسمع أحدهم يقول ''تم ذلك علي بركه الله'' أو تسمع صيحات التكبير وهم يقومون بقتل ضحاياهم وهم معصوبي العينين إما بالذبح أو بالرصاص.

لقد شهدت الأعوام الأخيرة نسبة غير مسبوقة ممن ارتد عن دين الإسلام، و ياليتهم اعتنقوا ديانة سماوية أخرى، بل لقد أعلنوا رفضهم لكل ما هو مرتبط بفكره الإيمان بالله ورسله، فللأسف تراجعت السماحة وحل محلها العنف، تراجعت المحبة وحل محلها الكراهية تراجع الأمان وحل محله الخوف.

لقد أصبح لزاما علينا جميعا مفكرين ومثقفين وإعلاميين أن يقوموا بواجبهم الذي يمليه عليهم ضميرهم الوطني في التصدي لتلك الجماعات والاستمرار في فضح مخططاتهم الرامية إلى هدم الوطن واستقراره.

أما الأزهر الشريف الذي هو عنوان الوسطية الدينية في العالم وعلى راسه هذا العالم الجليل والدكتور أحمد الطيب فعليه الدور الأكبر لمواجهة هذه الموجه من الإرهاب والتطرف الفكري بكل الطرق والوسائل، وحبذا لو عادت المناظرات الفكرية والفقهية التي قام بها كبار علماء الأزهر في أوائل التسعينات، ونجحت في إقناع العديد من قيادات تلك الجماعات بمراجعة مواقفهم من العنف والتخريب وعدولهم عنها وها نحن نرى نماذج مشرفه لهؤلاء لعل أبرزهم الدكتور ناجح إبراهيم والشيخ كرم زهدي ونبيل نعيم، الذين أصبحوا يعتنقون فكرا سمحا معتدلا مقبولا لدى الرأي العام، ويساهم إلى حد ما في تغيير الصورة الذهنية للإسلام في الداخل والخارج إلى صورته الحقيقة الداعية للأمن والسلام والرحمة.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان