لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ميادة أشرف شهيدة الصحافة.. كاميرا ضد الرصاص

df

ميادة أشرف شهيدة الصحافة.. كاميرا ضد الرصاص

10:04 م الثلاثاء 01 أبريل 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم- عبدالرحيم قناوي:

فوجئ الوسط الصحفي يوم الجمعة بسقوط شهيد جديدة من الصحفيين على يد جماعة إرهابية.. إنها ميادة أشرف، تلك الفتاة الرقيقة التي استطاعت أن تحظى باحترام كل من عملت معهم فى الوسط الصحفي.

فتاة فى العشرين من عمرها.. لا تحمل بندقية على كتفها ولا زجاجة مولوتوف في يدها لكن تحمل ما هو أقوى من ذلك، كاميرتها التي تعتز بها ولا تكاد تفارقها.

خرجت ميادة في ذلك اليوم يحدوها الأمل أن ترسل لجريدتها الحدث أولا بأول، لتظفر بنشره قبل أى جريدة أو موقع آخر، وتابعت ميادة أحداث عين شمس لحظة بلحظة..

تقترب من موقع الحدث تلتقط صورة من هنا وتكتب خبرا فتنشره جريدتها، كل هم ميادة المهنية التي قدمتها بكل صدق وشفافية بعيدا عن أي انتماءات سياسية..

فجأة سقطت كاميرا ميادة من يدها لتكتب نهاية ضحية جديدة من الصحفيين..

سقطت ميادة بين دمائها التي سالت منها لتلطخ كاميرتها وتكتب بالدم اسم شهيد جديد في عالم الصحافة..

ماتت ميادة وتوقف الكلام وامتنعت عدستها أن ترسل مزيدا من الأحداث، فكان آخر ما وصل جريدتها '' الدستور'' هو اتصال برئيسها في العمل، الذي قد حذرها بتوخي الحذر، فهي الأهم من أي حدث تقوم بتغطيته.. لكن ضميرها المهني كان أكبر وأهم من حياتها..

يأتي الاتصال التليفوني ليزف خبر استشهادها.. توقف العقل عن التفكير وشل اللسان ولم ينطق بكلمة.. سوى ''لا إله إلا الله.. إنا لله وإنا إليه راجعون''.

على من يأتي الدور سؤال يتبادر إلى الذهن لدى كل صحفي.. من الشهيد التالي؟ ربما أنا .. أو أنت فكلنا في الهم سواء.. فالرصاص الغادر لا يفرق بين صحفي أو مصور فمن يبحث عن تقديم الحقيقة وكشف المؤامرات والخيانة جزاءه رصاصة طائشة تنهى حياته وتحمله لأسرته محمولا على الأعناق..

ماتت ميادة وماتت معها البراءة.. لم أكن من سعداء الحظ وأعمل معها.. لكن من يرى وجهها البرئ لا يملك إلا أن يترحم عليها.. أماتت ميادة أماتت البراءة.. نعم كل شئ في بلدي يموت.. ولا على حق تحصل ولا شهيد يعود.. سنقوم بتنظيم وقفة لك على سلم النقابة ونهتف وندين.. فهذا أقصى ما تقدمه نقابتنا لمن يسقطون.. أما حقك يا عزيزي فهو عند ربك.. انظرى أين حق الحسيني أبو ضيف أو أحمد محمود هل عادا..

إذن انتظري حقك عند ربك واختصمينا عنده فنحن لا نعرف كيف نستعيد حقوقنا أو ندافع عن أحد.. لقد كنت أشجع منا جميعا .. وقدمتى مثلا وأثبتى أن المرأة بمليون راجل ... ارقدي في سلام.. فنحن جبناء فى الدفاع عمن هم مثلك فدم الصحفيين أرخص من الميه .. اطمئنى عزيزتى ميادة لن تكونى الأخيرة التى يضيع حقها.. القتلى والشهداء من الصحفيين قادمون.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان