إعلان

''الإخوان'' في حجر أمريكا (3).. مرسي يجهز القصر لاستقبال ''السيسي''

''الإخوان'' في حجر أمريكا (3).. مرسي يجهز القصر لاستقبال ''السيسي''

06:48 م الأحد 05 يناير 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – مهدي مبارك:

المشهد الخامس

انهارت فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية.. ''باريس'' - مدينة النور - تحوَّلت إلى بقايا جثث، وعمارات مُفخَّخة، وفوارغ رصاص، وبارود.. أنشأت مجموعة من المثقفين مجلة كَتَب ''باسكال'' في مقدمتها إن قيادات فرنسا في تلك المرحلة يجب ألَّا تثير السخرية.. شرط واحد لعودة فرنسا.. قيادات لا تثير السخرية، تجبرك على احترامها، ورئيس لا يصغِّر منصبه. لذلك، لم يصدِّق أحد أن تختار الولايات المتحدة رئيسًا عجوزًا بلغ 70 عامًا، وكان ممثلًا (اسمه رونالد ريجان) بعد خسارة الجيش الأمريكي في حرب ''فيتنام''، وعودته إلى بلاده ناقصًا 60 ألف قتيل (مازال الشارع يحاسب جنرالات الحرب عليهم حتى الآن!).. هل كان ''ريجان'' الأصلح في ذلك الوقت؟ هل من المنطقي أن يترك جهاز مخابرات بقوة ''سي آي ايه'' قيادة الدولة في ظروف حرب (أسود من قرن الخروب) لـ''مشخصاتي'' من ''هوليود''؟
المشخصاتي حلم بحكم أمريكا، ولم يحكم.. دخل ''البيت الأبيض'' بانتخابات ديمقراطية تجمّل وجه الحرية الأمريكاني ''المغشوشة''.. ظلَّ كأي قطعة ''ديكور''، وبقيت صناعة القرار في يد مخبري الـ''سي آي ايه''، وجنرالات ''البنتاجون''.. نفس ما حدث لمحمد مرسي.. حلم بحكم مصر، زُيِّنت له الدنيا وشهواتها فخرج فاتحًا الجاكيت، مُهلِّلًا ''أنا مش لابس حزام واقي'' رغم إنه مُحاط بـ20 بودي جارد (الواحد منهم يشبه الدولاب).

ولكن هل محمد مرسي حكم فعلا؟

هل مخابرات عمر سليمان ومراد موافي - بجلال قدرها - عبيطة لدرجة إنها تترك الحكم لـ''مرسي''، وجماعته، وتنظيمه الدولي؟
لعبة ''الربيع العربي'' كانت مكشوفة لأجهزة الأمن قبل سنوات.. تقارير.. صور.. تمويل.. تدريبات.. سَفَر.. سفارات.. كؤوس بيرة في غرف مغلقة.. كل ذلك مكَّن الأجهزة الأمنية من التعامل مع كذبة ''يناير'' التي كان مكتوبًا لها أن تأتي بـ''القرضاوي'' مرشدًا أعلى، و''بديع'' مرشدًا، وهلفوت من هلافيت الجماعة رئيسًا (ربما كان شَلْح خيرت الشاطر من قائمة مرشحي الرئاسة بحكم قضائي لعبة مُخطَّط لها ليكون الدور على ''مرسي'').. رئيس معتوه، مُثير للسخرية، والاستهزاء، وقزقزة اللب وتَفّ القشر على وجهه حين يظهر في التليفزيون، والشعوب حين تستهزأ بقادتها لا تعترف بالقانون، وتكسره، وتستنجد بالقائد، المُلهم، الجدع، رمز الرجولة، الذي يرتدي ساعة ''أوميجا''، وترتِّب جهة سيادية عليا (لا تسأل عن اسمها) لظهوره.

الأكيد إن الخطة المُضادة لكذبة ''يناير'' كانت جاهزة في أدراج الجهة السيادية إياها: التظاهر بالاستسلام، وتسليم السلطة لـ''الإخوان'' في ظرف تاريخي (أسود ومهبّب) - أسوأ من ظروف ''ريجان'' - لحرق الجماعة، وحرق صراصير الثورة.. ثم استرداد السلطة.

تنفيذ الخطة بدأ من 25 يناير بعدم فتح النار على المتظاهرين، وحماية مؤسسات الدولة، وتسليم ''مبارك'' وعياله (تسليم أهالي) لسجن ''طرة''.. وشكرًا على حسن تعاونكم معنا!

المشهد السادس

ولأن ''آفة حارتنا النسيان''، نسى الجميع المشاهد السابقة حين انتخب محمد مرسي، مندوب ''الإخوان'' رئيسًا، ولم يتذكر أحد ما قاله الدبلوماسي الأمريكي هنري كيسنجر.. ''من لا يشم رائحة الحرب العالمية الثالثة فهو من الأموات، ستحدث في الشرق الأوسط، وتأكل فيها إسرائيل 5 دول عربية''.

انتظرت الحرب العالمية الثالثة سقوط سوريا في يد الإسلاميين لتبدأ.. حرب بين القوس السني والهلال الشيعي يكتوي بنارها الشرق الأوسط كله. كان بشار الأسد أقوى ممَّا تخيَّل القريب والبعيد والأمريكاني وأخوه الإسلامي، ولذلك حين تأخَّر سقوطه، وقبل تسليم الحكم لـ''مرسي'' تغيَّر الاتفاق بين ''الإخوان'' والأمريكان.. وتمّ توقيع اتفاق جديد تم تنفيذ شروطه (زي ما قال الكتاب).. وسيحاكم قيادات الجماعة المحظورة فيما بعد على هذا الاتفاق بتهمة ''التخابر''.

منح ''مرسي'' الجنسية المصرية لـ49 ألف فلسطيني (من أم مصرية) بقرار جمهوري، وبعدها بـ10 أيام صدر قرار جمهوري آخر يسمح بالتملك في المنطقة (ج) بـ''سيناء''.. وكان الهدف واضحًا لجنرالات الجيش.. تسكين الفلسطينيين في المنطقة (ج).. وهو نصف الاتفاق الذي تسلم على أساسه ''مرسي'' الكرسي.

رغبة الولايات المتحدة في وضع الفلسطينيين بالمنطقة (ج) قديمة.. والهدف تسريب باقي أهالي غزة إلى المنطقة، وإعلانها جزء من الدولة الفلسطينية (بوضع اليد)، مقابل تَرك قطاع ''غزة'' لإسرائيل، وتخليص الأزمة ''الفلسطينية - الإسرائيلية''.

وبالفعل، في فبراير 2013، توافد المصريون الجدد (بأمر ''مرسي'') على الشهر العقاري بـ''العريش'' لشراء أراضي المنطقة (ج)، وبالفعل تم نَصْب خيَم ومخيمات في سيناء.. يومها سأل خيري رمضان مرشد الإخوان، محمد بديع: ''يُقال إن هناك مخيمات بدأ بنائها للفلسطينيين في العريش، حقيقي؟''.. فكان رد ''بديع'': ''لماذا لا؟ نحن أولى بأهلنا من فلسطين''.
 
لكن القانون العسكري (رقم 25 لسنة 66) به مادة تؤكد إن ''القائد العام للقوات المسلحة وحده له حق تحديد مسرح العمليات والأماكن الاستراتيجية في الدولة أينما ووقتما وكيفما يرى''.
 
منذ عودة ''طابا'' عام 1982، والمنطقة (ج) بـ''سيناء'' غير مسموح التملك فيها بأمر جنرالات الجيش على مرِّ الرؤساء لأنها منطقة عمليات عسكرية. 
 
المشهد السابع 
 
ظهور الفريق عبدالفتاح السيسي.
Cut!

 

دلوقتي تقدر تعبر عن رأيك في مواد الدستور الجديد من خلال استفتاء مصراوي..شارك برأيك الآن

إعلان

إعلان

إعلان