لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مدينة نصر.. صباح برائحة الدم والبارود (فيديو)

مدينة نصر.. صباح برائحة الدم والبارود (فيديو)

03:47 م الثلاثاء 09 يوليو 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كتبت – هند بشندي:

طلقات رصاص مستمرة لساعات دون انقطاع .. غاز مسيل للدموع منتشر بكثافة، تحرك لمدرعات الجيش.. بعده بساعات قليلة رائحة البارود تملئ المكان.. وبقع الدم تسيطر على المشهد.. هذا ما شهده سكان يوسف عباس، الطيران، خضر التوني –المنطقة المجاورة لمقر الحرس الجمهوري- من أحداث دموية بدأت من الساعات الأولى من صباح الاثنين.

قلب في السماء رسمته طائرات القوات المسلحة لمعتصمي رابعة العدوية، ومنشورات ورقية تؤكد عدم استخدام القوات المسلحة العنف ضد المواطنين الشرفاء ساعات قليلة لينقلب المشهد لساحة حرب.

الروايات مختلفة والاتهامات متبادلة وبعيدا عن من المتسبب وحقيقة ما حدث، نرصد في هذا التقرير ليلة رعب عاشها أهالي المنطقة المجاورة للحرس الجمهوري.

"الخوف"
كان العامل المشرك لدي أهالي المنطقة، فتقول هبه احد سكان شارع يوسف عباس "شعرنا اننا في غزة.. طلقات رصاص وكر وفر، تسببت في حالة ذعر لنا جميعا"، أما "منة"؛ فأنها استيقظت كغيرها من جيرانها على طلقات الرصاص وهي مصابة بحالة من الهلع تشعر أن الطلقات في منزلها الكائن بالدور الأرضي.

"محمد فؤاد" احد الشوارع الهادئة في منطقة مدينة نصر، يقع في المنتصف ما بين شارع صلاح سالم وميدان رابعة العدوية في نهاية الشارع مسجد دائما ما يضم مصلين المنطقة، الذين انتهوا من صلاة الفجر ليسمعوا طلقات رصاص وليسمعوا تنبيهات سكان العمارات المجاورة "خدوا جنب في ضرب رصاص".. للتحول المنطقة في ثواني لسؤال تعجبي: ماذا يحدث؟ لا أحد يعرف الإجابة.

"أيمن" شاب من المنطقة اثار فضوله ما يحدث وعلم ان هناك اشتباكات أمام الحرس الجمهوري الذي يفصله عدة أمتار عن منزله فقرر ان يستكشف ما يحدث، وبجوار احد المقاهي المشهورة لم يستطع ان يستكمل خطواته بسبب طلقة من الرصاص من أحد جنود القوات المسلحة – كما قال - استقرت بالعمود الذي يجاوره.

يقول أيمن "هذه اللحظات لا توصف.. شعرت أني لم أعد أستطيع السمع مرة أخرى من قوة صوت الرصاصة".

الرعب بحق ليس صوت الرصاص ولا قنابل الغاز بالنسبة لأحد شهود العيان من منطقة مدينة نصر، فكان الرعب الحقيقي هو مشاهدته لأفراد فرقة العمليات الخاصة بالقوات المسلحة التي انتشرت بالمنطقة، يقول "هيئتهم تكفي لآن يتوقف قلبك من الخوف، قاموا بتوقيفه هو وأصدقائه من أهالي المنطقة، ثم تركهم بعد التأكد من أنهم من سكان المنطقة.

أهالي منطقة خضر التوني ويوسف عباس والطيران انقسموا فهناك من أرشد الجيش على هاربين من اعتصام الحرس الجمهوري وهناك من ساعد على اخفائهم وخصوصا أن معظمهم كانوا من المصابين.

سيدة أربعينية وقفت في شرفة منزلها تقول لمعتصمي الحرس الجمهوري "حسبي الله فيكم"، وترشد القوات المسلحة على أماكن دخولها مرتعدة "دول بلطجية"، فيما حرص آخرون على إخفائهم خوفا من اعتقالهم.

في أحد جراجات العمارات بالمنطقة، وقف رجل ستيني يحاول ان يهدي من روع معتصمي الحرس الهاربين من الاشتباكات يحكي لنا انهم كانوا في حالة هيسترية من الذعر، فيقول "حاولنا تهدئة روعهم، لكنهم كانوا في حالة من الذعر لدرجة انهم قضوا حاجتهم على ملابسهم من الخوف".

عم أحمد "فكهاني" حاول ان يحمي سيدة من المعتصمين الهاربين على المنطقة المجاورة ورضيعها، وجدها في حالة هيسترية من طلقات الرصاص، لكنه يقول ان القوات الأمنية لم تمسها بسوء ولكن اصوات الطلقات المستمرة جعلتها في حالة من الذعر.

حاول أهالي المنطقة اسعاف المصابين منهم، أصعب الإصابات التي شوهدت كانت شق في البطن، فيما توفي اخر بين يد الأهالي بعد ان رفض ان يتوقف بعد تحذيرات من قبل أفراد الجيش له بضرورة التوقف، أما من كان يتوقف منهم بحسب روايات شهود العيان فكان يتم تفتيشه ثم تقيده.

ويروى شاهد عيان آخر ان القوات المسلحة وجدت مجموعة مختبة بإحدى العمارات لكنهم جميها مصابون، فتركتهم بعد التأكد من عدم وجود أسلحة معهم، حتى وصلت سيارة الإسعاف لنقلهم.

هناك من قال إن من هرب منهم كان يحمل خرطوش وبعض السكاكين والشوم والألعاب النارية؛ فيما أكد اخرون أنهم كانوا عُزل، مثل "شيكا" أحد العمال في محل بقالة ساعد قوات الجيش في تفتيش الهاربين من اعتصام الحرس بعد ان طلب منه ذلك، فيقول "طلب مني أحد أفراد الجيش حبل وأن اقيدهم به ثم أفتشهم.. لم أجد سوى متعلقاتهم الشخصية ونظارة تلسكوبية".

الذعر انتقل لشارع أحمد تيسير، بكلية البنات بمصر الجديدة، فتقول "نوران"، بدأ الأمر بطلقات أطلقها أشخاص ملتحون، لم يتبين هل هي خرطوش أم رصاص حي، بعد اختباءهم بجراجات العمارات.
وتضيف "أحاط الجيش المنطقة بعدها بدقائق مكتفيا بطلقات تحذيرية في الهواء، في الوقت الذى كان يصرخ فيه الملتحون للجيش "اضرررب اضرررررب" لكنه اكتفى بتهديدهم.

سيطر الجيش بعدها على المنطقة وأغلقها بالكامل، مانعا اي شخص من التحرك، أو النزول من العمارات، كما رفض ذهاب أي شخص "يا فندم ارجع ورا النهاردة إجازة من الشغل يا فندم".

إعلان