خطاب اليوم والتوك توك

بقلم - نيوتن :

الرئيس د. محمد مرسى عند مفترق طرق. المفترق فيه منحنى خطر. سيارة الرئيس تجرى بسرعة. من يقودونها لديهم أسلوب خاص. عليه أن يتخلى عن سائقه. أن ينتقل من المقعد الخلفى إلى المقعد الأمامى. لا حاجة له بسائق الآن. قاده على طرق مختلفة وسبب له حوادث عديدة. السيارة دخلت المفترق فى حالة يرثى لها. كانت السيارة من طراز حديث. تبين أنها مغشوشة. شكلها الخارجى يخدع. موتورها قديم. لا تقوى على الطرق الوعرة التى تسير فيها. ظن أنها سيارة سباق. ليست كذلك. ليست سوى توك توك. كلما ضغط سائقها على بدال الوقود طالباً السرعة.. تبين له أن خزانها فارغ. المحطات بلا بنزين.

المطلوب من الرئيس اليوم أن يسيطر على التوك توك. حتى لا يسقط من على الحافة. توازنه مختل. بعدها يمكن أن يبدله. يشترى هو أو غيره سيارة تليق بدولة كبيرة. مصر تحتاج ماهو أقدر وأليق. خطاب اليوم الأربعاء لابد أن يعى ذلك. أولاً ألا يسقط التوك توك من فوق الحافة. يتطلب الأمر أن ينتقل من المقعد الخلفى لمقعد القيادة بينما التوك توك يتحرك. خطرة بعض الشىء. لكنها حتمية. لو لم ينتقل السائق من مقعد القيادة على الرئيس أن يفعل ذلك بأى وسيلة!!

الخطاب يجب أن يكون قصيراً. مباشراً. لا لف ولا دوران. وضوح. ثم وضوح. لا شىء غير الوضوح. المصريون لن ينصتوا إلى تبريرات. خطوات عملية بلا عواطف. أبسط الخطوات تغيير الحكومة. تغيير النائب العام. سحب قانون القضاء. طلبت من الرئيس قبل أيام أن يستقيل. أن يعلن استقالة محددة التاريخ. خلال شهرين. يجرى خلالهما تعديل الدستور. يحدد الدستور الجديد طريقة انتخاب الرئيس. أقصر طريق العودة إلى دستور ١٩٧١ ومواده المعدلة. استفتاء ١٩ مارس ٢٠١١. يتولى رئيس الدستورية الحكم بعد تعديل الدستور السريع. يترك الرئيس موقعه. قبل ذلك يسلم الحكومة لفريق انتقالى. ائتلاف يدير الحياة. تمثل فيه مختلف التيارات.

لا يجب على الرئيس أن يسعد نفسه بصيحات مؤيديه. الواقع ضده. لا يمكن تغييره قبل يوم ٣٠ يونيو. الوقت يجرى. تأخر الرئيس كثيراً. الوقود فى التوك التوك لا يكفى أن يكمل أسبوعاً. ما ظنه بأربع سنوات. المحطات خاوية. لو وجد من يملأ له الخزان بعض الوقت لن يجده ثانية. يجب أن يعتمد على نفسه. كل الإخوان الذين يصفقون على جانبى الطريق لن يكونوا موجودين فى لحظة ما. إذا سقط التوك توك سيترحمون. ينتهى الأمر. حديث المؤامرات لن يجدى. حديث الخطط بعيدة المدى لن ينفع. إجراءات فورية تبدأ من لحظة إلقاء الخطاب. لاشىء غير ذلك.