إعلان

منعًا ''للاستلطاخ'' .. حقائق في ذكرى محمد محمود

منعًا ''للاستلطاخ'' .. حقائق في ذكرى محمد محمود

05:04 م الثلاثاء 19 نوفمبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – هاني ضوَّه :

''استلطاخ'' أظنها الكلمة الأكثر تعبيرًا عن محاولات وزارة الداخلية وأعضاء جماعة الإخوان وأنصارهم لحشد الشعب لإحياء ذكرى محمد محمود الثانية، وكأن هذا الشعب أصبح مكتوبًا عليه أن تكون آلامه مطية لتحقيق مطامع الطامعين.

يبدو أن وزارة الداخلية نست أو تناست أنها المتهم الأول في أحداث محمد محمود، وأنها وقوات الشرطة العسكرية تعاونا على سحل وقتل الثوار حينها، فأصدرت الداخلية بيانًا تؤكد فيه على ''احترامها لإحياءَ ذكرى شهداء محمد محمود تخليداً لدورهم في مسيرة العمل الوطني، على الرغم انه حتى الآن لم يعاقب شخص واحد على ما حل بالثوار هناك.

ويبدو كذلك أن أعضاء جماعة الإخوان المحظورة قد تناسوا أنه في الوقت الذي كانت فيه قوات الأمن تقتل وتسحل الثوار في محمد محمود، كانوا هم يعقدون صفقاتهم في الخفاء ويقدمون فروض الولاء والطاعة للمجلس العسكري الحاكم حينها، ويلمعون ''كراسيهم'' التي يسعون لحصدها في البرلمان استعدادًا للجلوس عليها، ولم يكتفوا بذلك، بل خرج متحدثهم الرسمي محمود غزلان ليصف شباب الثورة بأنهم ''بلطجية ويتناولون عقاقير الترامادول المخدرة''.

لذا .. منعًا لـ ''الاستلطاخ'' في الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود لتنتذكر سويًا بعض الحقائق عن ما قامت به قوات الأمن وموقف جماعة الإخوان من الثوار وقتها.

الحقيقة الأولى:

- قوات الأمن هي المتهم الأول في مقتل شهداء أحداث محمد محمود، وهي التي فقئت عيون الثوار، وهي التي أنكرت استخدامها للخرطوش في مواجهة المتظاهرين الذين أصيبوا بالمئات في العيون والوجه والصدر لدرجة أن منظمة العفو الدولية طالبت بوقف تصدير الأسلحة والقنابل المسيلة للدموع للداخلية حتى إعادة هيكلة الشرطة بعدما استوردت مصر من أمريكا حينها 45.9 طن من قنابل الغاز والذخائر المطاطية منذ يناير 2011.

- قوات الأمن قتلت وسحلت الثوار وأحرقت الخيام.

- قوات الأمن التي دعت إلى تأبين شهداء محمد محمود ومجلس الوزراء لم تحاسب قاتليهم حتى الآن وهو موجودون ومعروفون.. فلتحاسبوهم أولًا ثم لتدعو لتأبين الشهداء.

- في ذكرى أحداث محمد محمود الأولى عاودت قوات الأمن الكرًّة ومارست هوايتها في قتل وسحل وفقئ عيون المتظاهرين .. ولم يعاقب أحد حتى الآن.

حقائق حول الإخوان في محمد محمود:

- الإخوان باعوا الثوار أثناء أحداث محمد محمود وانشغلوا بالتهيؤ لحصد مقاعدهم المرتقبة في البرلمان، وداهنوا المجلس العسكري من أجل التقرب منه لتحقيق أطماعهم.

- الإخوان ازدروا دماء شهداء محمد محمود، وبصقوا على أرواحهم ووصفوهم بأنهم مأجورين وبلطجية يتعاطون الترامادول.

- قيادات جماعة الإخوان تقيأت حينها تصريحات بذيئة وعلى رأسهم محمد بديع مرشد الجماعة الذي وصف ما يحدث في محمد محمود بأنه يهدف إلى تعكير صفو ''العرس الديمقراطي''، وعلى نهجه سار نائبه الأول خيرت الشاطر بوصفه للثوار هناك بأنهم يسعون لنشر الفوضى.

- من السفه أن ننسى كيف نشر موقع ''إخوان أون لاين'' حينها تقريرًا حول أحداث محمد محمود بعنوان: ''استغلال أطفال الشوارع .. تفخيخ للمجتمع''، أكدوا فيه أن المتواجدين في الأحداث هم أطفال شوارع يتم استغلالهم نظير أجر لإثارة الفوضى.

- جماعة الإخوان المسلمين تركت دماء ثوار محمد محمود تسيل، وأجسادهم تُسحل وتظاهروا في الجامع الأزهر الشريف لنصرة المسجد الأقصى، تزامنًا مع مليونية '' الفرصة الأخيرة'' التي دعا لها الثوار في ميدان التحرير.

- وفي الذكرى الأولى لأحداث محمد محمود، وبعد أن استتب الأمر للإخوان في السلطة عادت قيادات الجماعة لتظهر دناءتها مرة أخرى بتصريحات ضد ثوار محمد محمود، فقال محمد البلتاجي: ''إن المتظاهرين فى محمد محمود العام الماضي كانوا بلطجية''.، لينضم بذلك ضحايا جدد في ذكرى الأحداث ومن بينهم جيكا الذي احتقره الإخوان.

- ووسط تصفيق حار من أعضاء البرلمان ذو الأغلبية الإخوانية قال محمد سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب وقتها جملته الشهيرة: ''لقد أخبرنى الآن وزير الداخلية أنه لم يطلق الخرطوش على المتظاهرين''.. وجاء هشام قنديل رئيس وزراء المعزول مرسي ليؤكد نظرية الإخوان بأن المتواجدين في محمد محمود في الأحداث الأولى، وإحياء الذكرى صبية ومأجورين ، وحاصلين على أموال للتخريب.

إن تلك الحقائق تؤكد لكل ذي عقل أن جماعة الإخوان انفصلت تمامًا بعد أحداث محمد محمود عن الثورة ومسارها، الذي ظهر كأوضح ما يكون بعد حصولهم على الأغلبية البرلمانية وفوز المعزول مرسي بالرئاسة، فاتهمت الجماعة المتظاهرين بأنهم بلطجية ومأجورين وساعين لإفشال الجمعية التأسيسية للدستور.

وتأتي الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود هذا العام فيما تسعى الداخلية لتجميل صورتها وغسل أيديها من أثر دماء الشهداء رغم أنها لم تعاقب القتلة الذين لا يزالون بين صفوفها حتى الآن.

تأتي الذكرى الثانية فيما يتلاعب الإخوان وأنصارهم مرة أخرى بدماء الشهداء التي ازدروها وشوهوا أصحابها مرتين، لكن هذه المرة يحاولون أن يتلحفوا برداء الثورية بدعوتهم لإحياء ذكرى من شهدوا قتلهم في استغلال منهم لحالة الغضب من الشرطة لتصفيته حساباتهم على ''قفى'' المخدوعين من الثوار.

أرى أن الحل الوحيد الآن إذا ما أرادت الداخلية أن تحوذ على رضا الشعب وغفرانه أن يقدموا قتلة الثوار للمحاكمة ومعاقبتهم على جرائمهم، وأن تتطهر ذاتيًا من ساديتها المفرطة وأن تعتذر علنيًا للشعب على ما كان منها تجاه المتظاهرين.

أما جماعة الإخوان فعليها أن تعترف للجميع بأنهم خانوا رفقاء الثورة، وأنهم أشاعوا الكذب وأهانوا الشهداء من أجل مطامع سياسية كانت السبب في انهاء التعاطف معهم في أي قضية من قضاياهم عند قطاع عريض من الشعب المصري، وعليهم أن يعودوا إلى صفوف الثوار دون طمع في منصب، حينها فقط قد يغفر الشعب لهم خطاياهم.

فهل يفعلون؟

المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

للتواصل مع الكاتب:

hani_dawah@hotmail.com

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان