''صليب'' حنان ترك في رمضان!!

بقلم – (طارق الشناوي):

من المؤكد أن الجرعة كبيرة تصل إلى 70 مسلسلاً والنجوم السوبر أمثال ''عادل إمام''  و ''محمود عبد العزيز'' و ''يحيى الفخراني'' و ''أحمد السقا'' و ''كريم عبد العزيز'' و ''محمود حميدة'' و ''ليلى علوي'' و ''يسرا'' و ''جمال سليمان'' سوف يسرقون القسط الأكبر من الاهتمام  ورغم ذلك فإن هناك تفاصيل صغيرة أخرى من الممكن أن تلعب دورها في التعاطي مع دراما رمضان.

لا يكتفي متابعو المسلسلات بمشاهدة العمل الفني ولكنهم  صاروا يبحثون عن المشروعية الدينية في ما ترتديه البطلة والجمعة القادمة ومع أول أيام رمضان سيصبح   الصليب الذي نراه على صدر ''حنان ترك'' في مسلسل ''أخت تريز'' هو الذي يستأثر بالعيون.. تعودت ''حنان'' أن تلتزم بدون حتى مناقشة بما يريده الدعاة وشيوخ الأزهر في رمضان الماضي مثلاً بمجرد نشر صورها وهي ترتدي زي المأذونة قبل عرض مسلسلها الكوميدا ''نونة المأذونة'' بساعات قليلة تواترت الأخبار بأن الأزهر غاضب ويخشى أن يشكل ارتداء هذا الزى سخرية من الشيوخ المعممين فقررت حذف هذه اللقطات من المسلسل ومنع صور الإعلانات التي عرضت لها في أكثر من فضائية وأكدت أنها لا يمكن أن تُغضب الأزهر إلا أنها هذه المرة في مسلسل ''أخت تريز'' من الواضح أنها تأكدت ممن تستشيرهم من الشيوخ أن ارتدائها للصليب وقرأتها آيات من الإنجيل لن يثير غضب الأزهر.

''حنان ترك'' هي أكثر نجمة لم يحل الحجاب دون تواجدها في الدراما التليفزيونية.. هل الحجاب صار عائقاً أمام النجمات في التمثيل؟! الحقيقة المؤكدة من خلال متابعة المسلسلات في السنوات الأخيرة هي أنه صار كذلك بالفعل.. تحجبت الكثيرات من الفنانات  وفي البداية أعلن تحريمهن للفن وبعد ذلك وقبل نحو 10 سنوات عدن إلا أن الحقيقة هي أنه لم يتبق على الساحة سوى أربعة فنانات يعملن بانتظام ''حنان'' و ''صابرين'' و ''عبلة كامل'' و ''عفاف شعيب''.. مثلاً قبل أربع سنوات كل من ''سهير البابلي'' و ''سهير رمزي'' قدمت مسلسلاً  رمضانياً وسط ترقب واهتمام إعلامي وكان المعلن وقتها أنهما سوف تواصلان التواجد الرمضاني سنوياً إلا أن ما حدث هو أن شركات الإنتاج تراجعت عن استكمال المشروعات برغم أنه قد تردد وقتها أن المسلسلين قد حققا نجاحاً تسويقياً إلا أن الحقيقة هي أن السوق الفني لم يرحب بما فيه الكفاية بتلك الأعمال الفنية والدليل أنهما لم يقدما منذ ذلك الحين أعمالاً درامية.. وكانت هناك في تلك السنوات محاولات للتواجد على الخريطة الفنية من كل من  ''مديحة حمدي'' و ''منى عبد الغني'' وهما أيضاً لم تعتزلا الفن ولكن لم يعد هناك من يعرض عليهما أدواراً بينما ابتعدت ''مديحة حمدي'' فإن ''منى عبد الغني'' اتجهت إلى العمل كمقدمة برامج!!

''عبلة كامل'' أصبحت مقلة في مشاركتها في الأعمال الفنية بينما تتواجد ''عفاف شعيب'' في العديد من المسلسلات وشاهدناها في رمضان الماضي في أكثر من مسلسل مثل ''دوران شبرا'' الذي تناول العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر إلا أنها في النهاية لا تتحمل كاسم مسئولية تسويق العمل بينما ''صابرين'' و ''حنان ترك'' كل منهما لديها جاذبية في التسويق وكل عام تقريباً نرى ''صابرين'' بطلة لمسلسل أو على أقل تقدير تشارك في البطولة.. بينما ''حنان ترك'' هي الفنانة الوحيدة بين المحجبات التي يكتب من أجلها مسلسل مثلما تكتب المسلسلات ليسرا ويحيى الفخراني وغادة عبد الرازق وهذا يعني أن السوق الفني اقتصادياً يجد في اسم ''حنان''  قدرة على التوزيع وتتحمل بمفردها البطولة المطلقة!!

صار تواجد المحجبات في الدراما المصرية نادراً حتى أن المخرجين يفضلون في حالة تقديم شخصية محجبة أن يسند الدور لفنانة غير محجبة حتى تستطيع أن تؤدي مشاهد  تقتضي الضرورة الدرامية ألا ترتدي فيها حجاب.

إلا أن الخريطة الفنية يبدو أنها لن تستمر طويلاً على هذا النحو.. من المعروف أن عدداً كبيراً من شركات الإنتاج ذات المرجعية الدينية والتي تتحفظ كثيراً فيما يتعلق بظهور المرأة بلا حجاب في الأعمال الفنية تستعد من الآن لممارسة نشاطها الفني والكثيرون يعتقدون أنها سوف تشكل تياراً موازياً للأعمال الفنية التي نراها سائدة حالياً في السوق المصري وليس المقصود فقط الأعمال الدينية ولكن قسط وافر منها سوف تتوجه للدراما الاجتماعية وأيضاً الأفلام السينمائية.

ويبقى أن الفيصل الحقيقي في كل ذلك هو في موهبة الممثل وأيضاً في قدرته على ألا يتقيد بنظرات المتشددين سواء ارتدت الفنانة حجاب أم وضعت على صدرها صليب!!.