إعلان

مرض السيد الرئيس

مرض السيد الرئيس

09:32 ص الجمعة 21 ديسمبر 2012

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - حمدى رزق:

نفى الدكتور ياسر على، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، ما تردد حول إجراء الرئيس محمد مرسى عملية جراحية دقيقة، نتيجة إصابته بورم سرطانى، مشيراً إلى أن الرئيس يتمتع بصحة جيدة، وأن زيارة الرئيس المقبلة إلى ألمانيا سياسية، ولا يوجد على جدول هذه الزيارة أى فحوص أو لقاءات لها طبيعة طبية، وستتم ملاحقة أى وسيلة إعلامية تقوم بنشر معلومات كاذبة، داعياً وسائل الإعلام إلى تحرى الدقة فيما تنشره عن مؤسسة الرئاسة.

نحمد للمتحدث باسم الرئيس شفافيته غير المسبوقة فى تعاطيه مع المتواتر عن صحة الرئيس، لكن التهديد والوعيد لا يليق فى محل مرض، كان يكفى النفى، لكن التهديد بالملاحقة عيب، الناس تريد الاطمئنان على صحة الرئيس، والسؤال محرمش، فى أوروبا والدول المتقدمة صحة الرئيس ليست سراً حربياً، ولا هى محل تخبيط، حتى ولو مرض الرئيس، الدكتور مرسى فى النهاية بشر يمرض، ربنا يبعد عنه شر المرض، بره وبعيد.

خانك التوفيق يا دكتور ياسر، جعلت الفار يلعب فى عبنا، يكاد المريب يقول خذونى، يكفى أن الرئيس بخير والحمد لله، ولست فى حاجة لملاحقة وسائل الإعلام، يا هذا يكفى صورة للرئيس فى مقابلة أو مداخلة، الرئيس لازم يظهر ويبان عليه الأمان، نفى النفى يا دكتور، لغوياً، إثبات، لم يقل أحد بمرض الرئيس، تنفى ما هو منفى بالضرورة.. لماذا؟.. وتهدد كأن هناك ما تخفونه عن صحة الرئيس، واوعى حد يقرب، وممنوع التصوير والتلسين، ليس هكذا يتم نفى المرض، المرض ينفيه ظهور الرئيس بصحته وعال العال.

الرئيس بنفسه كان شفافاً فى الحديث عن مرض ألم بسيادته قبل التنصيب، الرجل لم ينكر مرضاً، بل شرح وزاد وأفاد حتى بأسماء الأدوية وآثارها العلاجية، وعلى هذا القدر من الشفافية الرئاسية فإن سؤالاً ملحاً حول صحة الرئيس الآن يحتاج لقدر مماثل من الشفافية إن لم يزد، وحتى لا تذهب بنا الشائعات المسكونة بالقلق إلى ألمانيا لابد أن تتوفر لنا، عبر المتحدث الرسمى، إجابات هو خليق بتوفيرها بحكم موقعه، وبحكم سابق تعاطيه مع متواترات من هذا النوع الثقيل الذى يمس الذات الرئاسية فى وقت تحتاج فيه الرئاسة إلى الظهور بكفاءة صحية لمواجهة أعاصير ما بعد الاستفتاء، وهى جد قاسية وتحتاج إلى لياقة كاملة من الرئيس ومعاونيه.

بكثير من اللياقة: هل من المناسب أن يفتح المتحدث الرسمى نقاشاً حول صحة الرئيس الآن، يفتحه بنفسه كأن هناك من يفتحه ويسد عليه الباب، بل يغلقه فى وجهه من داخل قصر الاتحادية، يادكتور من حق الشعب الاطمئنان على صحة الرئيس، وهم يتمنون لسيادته السلامة، إلى متى تظل أمور على قدر من الحساسية كصحة الرئيس على هذا المستوى من السرية والغيبية التى لا تهزمها تصريحات استباقية للمتحدث الرسمى.

لابد أن تعى يا دكتور وتفهم أن صحة الرئيس ليست شأناً رئاسياً خاصاً، اوعى حد يفتح بقه، بل هى شأن وطنى عام نقلق من أجله، ولا تنس أن نشاطات الرئيس فى الآونة الأخيرة قلت نسبيا وتكاد تنعدم، أو على الأقل صارت روتينية، مقابلات لإثبات النشاط والتواجد، وليس كما تعودنا منه فى المائة يوم الأولى من حيوية ونشاط وشباب ولا ابن العشرين!

إعلان

إعلان

إعلان