- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
أظن أنني لابد أن أتوقف اليوم عن الاسترسال في شروط النهضة ومقدماتها لأنني في ظلال يوم مهم من تاريخ مصر العظيمة، تفتحت عيون جيلي علي هذا الحدث الفارق.. انتصار السادس من أكتوبر، والذي هوــ وبلا شك ــ يوم نهضة كبير بعد كبوة طالت لأكثر من ست سنوات..
في أكتوبر العظيم ظهر المصري بعمقه الحضاري وبقيمه الإنسانية الكبيرة وهو يلملم جراحه ويبني قراره ويعيد قراءة واقعه قراءة مستفيضة ويذاكر كل التفاصيل ويرسم حلم العبور.. ثم يعد الإنسان الذي سيحمل مسئولية تحقيق هذا الحلم ويغرس منظومة قيمية فيه ليكون قادرا علي مواجهة التحديات.. علي العطاء الحقيقي، قادرا علي تقديم الواجبات علي الحقوق، وعلي تغليب الشأن العام علي الشخصي..
وأخيرا يجعل من مساحة الأرض التي ستدور عليها المعارك معشوقة لكل جندي وحبيبة لكل فرد من أفراد هذا الإنجاز الكبير..
إن إعادة الاعتبار لتفاصيل الأرض وقيمة التراب الوطني كانت جزءا من منظومة نهضة أكتوبر، ثم جاء التعامل الدقيق مع الزمن وحساب الزمن بكل أبعاده وقيمته ليكون جزءا من المعركة وحاضرا فيها بكل دقة وقوة.
أكتوبر النهضة كان مثالا حيا وفاعلا علي اكتمال شروط ومقدمات نهضة المجتمع في لحظة فارقة من تاريخه وفي مساحة محدودة هي مساحة المعركة وزمنها، ولو كانت امتدت هذه المنظومة بهذا التلاحم بكل أرجاء الوطن وبكل الزمن التالي لها ولكل مصري في أرجاء الوطن لكان للوطن شأن آخر..
ولو أردت أن أستعرض مع قارئي ملامح هذه المعركة وما فيها من جوانب الاستدلال علي اكتمال شروط النهضة فإن الأمر سيحتاج إلي مقالات طويلة، ولكني سأكتفي بمشهد واحد لا أنساه حيث حضرنا ونحن طلاب محاضرة عن سلاح المهندسين العسكريين وما قام به في هذه الحرب من بطولات وهو ما سجلته في أوراقي حول هذه الملحمة..
إن الابتكار والإبداع والأفكار الفذة والحلول العملية قد ساعدت في تخطي المشاكل التي كانت تواجه القوات المصرية لعبور قواتنا فوق المانع المائي( قناة السويس) ثم المانع الآخر المتمثل في السد الترابي الذي أقامه الإسرائيليون بارتفاع20 مترا من حول خط بارليف، وكانت جهود المهندسين العسكريين طوال السنوات الست التي سبقت هذه الحرب حيث كان العمل فيها يدور ليل نهار من أجل التجهيز الهندسي لمسرح العمليات والذي حفظ خلاله الضباط والجنود كل ملامح الأرض وكل ملامح الجبهة تمهيدا للحظة العبور وقد أنجزت بعض من هذه التجهيزات في العمق المصري تفاديا لضربة مفاجئة إلي العدو.
استطاع أبناء القوات المسلحة من المهندسين العسكريين بناء دشم للطائرات كانت نموذجية بل ومعيارية في ذلك الزمن، لدرجة أن حلف الأطلنطي تبني هذه التصميمات فيما بعد.
و استطاع كذا المصريون بإبداعاتهم بناء قواعد صواريخ نموذجية تغيرت علي أساسها أساليب بناء قواعد الصواريخ في قوات حلف وارسو.
ونجحوا في أن يقللوا المدة الزمنية اللازمة لبناء كباري الاقتحام عبر قناة السويس من24 ساعة إلي5 ساعات, واستطاع المهندسون العسكريون بمعاونة المؤسسات الصناعية في مصر أن يصنعوا محليا نصف معدات العبور في دليل آخر علي أن إدراك قيمة الزمن واستثمار كل لحظاته هو أحد مداخل العقل النهضوي في كل زمان..
أما مشكلة السد الترابي فلقد تغلب عليها المصريون بعد تجارب عديدة باستخدام طلمبات المياه التوربينية التي تدفع المياه بمدفع مائي ومن خلال(3000) تجربة عملية بدأت أولاها بتعاون من المهندس صدقي سليمان أيام كان وزيرا للسد العالي.
وبتصميم المهندس المصري باقي زكي يوسف استطاع المهندسون أن يصنعوا مفاجأة أذهلت العدو لأن مشكلة الساتر الترابي كانت قد ظهرت بشكل أكبر بعد إيقاف النيران في أغسطس1970 بإنشاء خط بارليف المكون من حوالي(27) نقطة قوية علي طول القناة بواقع نقطة كل(4 كم) تقريبا ثم توصيلها بساتر ترابي يتراوح ارتفاعه ما بين12 إلي20 مترا.
هذا الخط المانع وهذه النقط الحصينة كانت قد تكلفت حسب تقديرات المعاهد العسكرية ما يزيد علي238 مليون دولار وكان يعد من أقوي الخطوط الدفاعية في تاريخ الحروب, وكان يعتمد ويرتكز علي المانع المائي المتمثل في قناة السويس والذي حوله المهندس المصري من نقطة ارتكاز مهددة إلي نقطة انطلاق و إلي فرصة ورافعة تغيير قلبت كل الموازين.
إن انتصار أكتوبر الذي يعد- وكما قلت- ملحمة نهضوية شارك فيها الشعب المصري جيشه العظيم إدارة هذه المعركة قد ترك بصمة كبيرة ليس فقط في الجانب العسكري، وإنما البصمة الأهم هي إثبات قدرة هذا الشعب علي التغلب علي أصعب الظروف وأشدها تعقيدا.
وبقدر ما كانت صعوبة الهوامش التي كتبت علي دفتر النكسة بقدر ما كانت عظمة العزف علي أوتار القدرة والتصميم والإرادة، وبقدر ما كانت رداءة الأصوات التي تنوح باليأس والتيئيس والإفشال.. بقدر ما كانت عذوبة غناء الاقتحام وعدم الالتفات إلي الماضي والانطلاق نحو المستقبل.
إن الشعب المصري وبعد ثورته العظيمة قادر علي رسم صورة جديدة لمصر القادرة علي تخطي التحديات وتغليب لغة العمل والبناء وإدراك قيمة الأرض وقيمة الزمن وقيمة العقل القادر علي الإبداع والتضحية.
نقلاً عن الصفحة الرسمية للدكتور ياسر علي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، على فيس بوك.
إعلان