إعلان

بالدليل| لميس الحديدي: ترامب لم يحصل من ملك الأردن على موافقة بشأن تهجير الفلسطينيين

12:53 م الأربعاء 12 فبراير 2025

لميس الحديدي ودونالد ترامب

كتب- عمرو صالح:

كشفت الإعلامية لميس الحديدي، عن تفاصيل لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والملك الأردني عبد الله الثاني، والذي كان قد جرى، أمس الثلاثاء، بالبيت الأبيض بالعاصمة الأمريكية واشنطن.

وقالت الحديدي، عبر صفحتها الشخصية على "فيسبوك": "طبقًا لزملاء صحفيين في البيت الأبيض، لم يكن هناك مؤتمر صحفي مقرر، بل كان الاجتماع مدرجًا على أنه (مغلق)، وفوجئ الصحفيون بدعوتهم للدخول، موضحين أن ترامب قرر نصب السيرك وإحراج الملك، بإطلاق تصريحاته العبثية أثناء جلوسه".

وتابعت الإعلامية: "ما يُقال في الغرف المغلقة ليس بالضرورة ما يُقال في العلن؛ خصوصًا إذا كان الخلاف مع رئيس أكبر قوة عظمى ورجل (عبثي أهوج) يشعر بتعاظم قوته، يريد شراء غزة وضم كندا وجرينلاند، والخروج من النظام الدولي، وإحراج الجميع؛ ليبدو شمشون الجبار.. تفويت فرصة تفجير الخلاف في العلن كان ضروريًّا".

وأشارت لميس الحديدي إلى أن العاهل الأردني لم يتراجع عن موقف الأردن المعلن بدعم القضية الفلسطينية، منوهةً بأنه ناورَ قليلًا وقال إننا بانتظار الخطة المصرية العربية المشتركة، وأن هناك اجتماعًا مع ولي العهد السعودي، والدول العربية ستعرض على ترامب خطتها، وأكد مرتين أن مصر لديها خطة.. هذا ليس هروبًا بل تأكيد واضح لترامب أنك لن تستطيع أن تبرم صفقة مع كل دولة على حدة.. فالإجابة ستكون "عربية"، ثم ترسيخ أن مصر هي القائد هنا وهي العقل.. وهذه حقيقة؛ فهو لا يلقي بالكرة إلينا؛ لكنه يؤكد واقعًا، وبالتأكيد هذا النص متفق عليه مع الرئيس السيسي وولي العهد السعودي.

وأوضحت الإعلامية أن الملك عبد الله حاول ألا يصطدم بترامب وهو يكرر أفكاره العبثية أمام الصحفيين لمزيد من استفزاز الملك؛ لكنه تمكن من المناورة وقال "سنستقبل 2000 طفل للعلاج، ولن أفعل إلا ما هو في صالح بلدي الأردن".. والمعنى واضح لا يحتاج إلى أن نقول له مفيش، هوّ كده المعنى واضح .

وأكدت لميس الحديدي أن تصريحات الملك عبد الله بشأن استقبال 2000 طفل فلسطيني للعلاج لم تلقَ مردودًا إيجابيًّا من الجانب الأمريكي، قائلةً "هذه الإجابة بالمناسبة لم تعجب ترامب.. كان يريد تأكيدًا من الملك أنه يوافق على إعطائه قطعة أرض ويبارك خطته.. لكنه لم يحصل على ذلك -علنًا على الأقل- ولا داخل الاجتماع".

ولفتت الإعلامية إلى أن البعض يرى أن العاهل الأردني كان يجب أن يكون أكثر وضوحًا في قضية التهجير وضم الضفة، قائلةً "هناك رأي آخر أننا أمام شخص منفلت يملك قوة كبرى.. وأفضل طرق التعامل معه الآن هو تفويت فرصة الانفجار مع الإصرار على المواقف دون تراجع ثم التفاوض والتفاوض؛ حتى نثبت له أن ما يفكر به هو وهم لن يتحقق، وتلك حكمة تستحق ذكاءً سياسيًّا، فلا أحد يريد صدامًا يؤدي إلى مواجهات عسكرية أو عقوبات اقتصادية".

وتابعت الحديدي: من كل ما سبق هو أن ملك الأردن يعد أول مسؤول يواجه طوفان الفكرة الترامبية مباشرة دون أن يقدم أي تنازل وهذا هو الأهم.. لم يحصل منه ترامب على موافقة وإلا لكان خرج بعد الاجتماع وقال إن الأردن قد وافق على استقبال الفلسطينيين وضم الضفة، وهذا لم يحدث، مستشهدةً ببيان الأردن الذي صدر في ما يتعلق بما حدث داخل الاجتماع، والذي أعقبه خروج وزير الخارجية ورئيس الوزراء بإيضاحات أكثر دقة وحسمًا ليس بها أي تراجع.

وأكدت الإعلامية أنه يجب ألا ننسى أو نغفل كم الضغوط التي يتعرض لها الأردن من قِبل أمريكا؛ خصوصًا أنها دولة صغيرة، والمعونات الأمريكية أساسية لها، ورغم ذلك تمكنت من المناورة حتى إشعار آخر.

وحذَّرت لميس من لقاءات الرئيس الأمريكي ترامب التي يعقدها مع رؤساء الدول، قائلةً "ترامب مستعد لإحراج الجميع؛ لذا أية مقابلة معه يجب أن تكون جماعية برأي واحد وتفاوض يجد فيه مصلحته الاقتصادية (مع السعودية مثلًا)".

واختتمت لميس حديثها مؤكدةً ضرورة الالتزام بالوفاق العربي في تشكيل رأي موحد ضد محاولات تصفية القضية الفلسطينية، قائلةً "الآن الأهم هو الخطة العربية والموقف العربي المشترك.. والذكاء في التعامل مع ترامب.. في السياسة المهم النتائج وليس العبارات الرنانة والشعبوية والخلافات على الهواء، الآن وقبل ذلك وبعد ذلك دور مصر محوري حاسم، وننتظر قمة عربية مهمة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان