أستاذ علاقات دولية يكشف عن نفوذ إسرائيلي متنامي في أوكرانيا

كتب- حسن مرسي:

قال أستاذ العلاقات الدولية، حامد عارف، إن تل أبيب زودت كييف بدفعة كبيرة من السلاح الروسي تم السيطرة عليها في مخازن السلاح التابعة لحزب الله اللبناني وكذلك الجيش السوري، حيث استولت إسرائيل على كمية من السلاح بعد التوغل جنوب لبنان وجنوب سوريا في الأشهر الماضية، مضيفا أن سلاح الجو الأمريكي هو من تولى مهمة نقل السلاح عبر طائراته إلى بولندا أولًا ومنها إلى أوكرانيا.

وأضاف عارف، خلال مداخلة هاتفية له على شاشة "الحدث"، أن شحنة السلاح التي قدمتها إسرائيل تضمنت قاذفات صواريخ موجهة مضادة للدبابات وصواريخ آر بي جي وصواريخ حرارية متطورة وأنظمة صواريخ متنقلة مضادة للطائرات، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر ووسائل حربية أخرى.

وتابع عارف أنه تم نقل ما يزيد على 85 ألف وحدة من الأسلحة والمعدات العسكرية التي استولت عليها إسرائيل من جنوب لبنان، وتشمل: 6840 قاذفة صواريخ مضادة للدبابات و9 آلاف عبوة ناسفة و2250 صاروخًا وقذيفة مدفعية و2700 قطعة سلاح صغير و2860 قطعة متنوعة من المعدات العسكرية.

وأوضح عارف أن هذه العملية تعكس التحالف المتنامي بين إسرائيل وأوكرانيا في ظل دعم غربي واسع لكييف في حربها ضد موسكو، وأيضًا على التعاون الإسرائيلي- الأمريكي في المجال العسكري، حيث لعبت واشنطن دورًا لوجيستيًا مهمًا في نقل الأسلحة.

وتابع عارف أن إسرائيل كانت قد اتخذت قرارًا بعدم تدمير الأسلحة في لبنان وسوريا بهدف الاستيلاء عليها ضمن العمليات البرية لنقلها إلى أوكرانيا لدعمها في حربها مع روسيا في إطار التحالف الغربي ضد موسكو، موضحا أن عسكريين من إسرائيل وأوكرانيا أجروا اجتماعات مكثفة أدت إلى إقناع تل أبيب بدعم كييف بمنظومة صواريخ باتريوت للدفاع الجوي، إذ قد يؤدي هذا إلى خسارة إسرائيل لعلاقتها المتوازنة مع روسيا.

وأكد عارف أن إسرائيل نقلت السلاح الروسي المُصادر إلى أوكرانيا بطريقة غير شرعية، فقد تم عرض هذا الملف على الكنيست للمصادقة عليه لكن لم يتم اتخاذ قرار بشأنه، ورغم ذلك قامت إسرائيل بنقل السلاح دون أي اتفاقيات رسمية موقعة، قائلاً: "السفير الأوكراني لدى إسرائيل كان قد قدم الشكر لنائبة وزير خارجية إسرائيل بشأن الاقتراح الذي قدمته سابقًا إلى الكنيست لنقل الأسلحة الروسية التي استولت عليها إسرائيل في لبنان وإرسالها لأوكرانيا، وأن هذه المبادرة ستكون خطوة مهمة في الاعتراف بالتهديدات المشتركة التي يواجهها البلدان".

وأشار عارف إلى أن لقاء نائبة وزير خارجية إسرائيل مع السفير الأوكراني يهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين على خلفية إبرام اتفاقية التعاون الثنائي بين روسيا وإيران، موضحا أن نائبة خارجية إسرائيل طرحت اقتراحًا بنقل أسلحة روسية إلى أوكرانيا في الوقت الذي كانت فيه جزءا من كتلة المعارضة في الكنيست، وأنه عندما تولت منصب كـ نائبة لوزير الخارجية حذفت اسمها من مشروع القانون، لافتا إلى أن وسائل إعلام كانت قد انتقدت السفير الأوكراني لاستخدامه اللقاء المشترك لإجراء حملات إعلامية خاصة ببلاده.

ولفت عارف إلى أن مشروع القانون الذي اقترحته نائبة وزير خارجية إسرئيل لم يتم اعتماده أبدًا، إذ تستمر إسرائيل في اتخاذ موقف محايد تجاه الصراع الروسي- الأوكراني، موضحًا أن هذا يشير إلى أن السلاح تم نقله بالفعل لكن دون موافقة الكنيست وبطريقة غير قانونية، حيث تريد إسرائيل دعم أوكرانيا ضمن التحالف الغربي دون خسارة علاقتها الاستراتيجية مع روسيا.