"أونجاريتي والإسكندرية".. ندوة بمعرض الكتاب تسلط الضوء على تأثير المدينة في إبداعه
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتب- أحمد الجندي:
تصوير- محمود بكار:
استضاف الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 ندوة تحت عنوان "الشاعر الإيطالي أونجاريتي عاش في الإسكندرية فعاشت فيه"، وذلك ضمن محور "تأثيرات مصرية".
أدار الجلسة الإعلامي محمد عبده بدوي، الذي استهل حديثه بالإشادة بمدينة الإسكندرية، مؤكدًا أنها كانت ملاذًا للعديد من الأدباء والشعراء الأجانب الذين تأثروا بأجوائها الفريدة.
خلال الندوة، أوضح الدكتور حسين محمود، أستاذ الأدب الإيطالي بجامعة حلوان، أن أونجاريتي لا يمكن تقديمه كشاعر إيطالي فقط، حيث كان يعتبر نفسه إسكندرانيًا بقدر ما هو إيطالي.
وذكر أن الكاتب محمود الشيخ تناول سيرته في كتابه "الشعراء الطليان"، واصفًا إياه بـ"صاحب البيت الحر" نظرًا لسعيه الدائم للتجديد، لكنه خالف هذا الرأي، معتبرًا أن تجربة أونجاريتي الشعرية كانت انعكاسًا مباشرًا لحياته الفوضوية والبوهيمية في الإسكندرية، حيث رفض القوالب الشعرية التقليدية التي قد تعيق تعبيره عن ذاته.
وأشار محمود إلى أن الإسكندرية كانت موطنًا لشاعرين إيطاليين بارزين آخرين، هما جوزيبي أونجاريتي وفيليبو توماسو مارينيتي، حيث تبنى الأول الحركة الهرمسية، بينما أسس الثاني المستقبلية الإيطالية موضحاً أن أونجاريتي لم يكن شاعرًا فقط، بل عمل في الصحافة والترجمة، وكتب في جريدة "كراسات مصرية" مستخدمًا أسماء مستعارة.
من جانبه، ركز الدكتور فوزي حسين، أستاذ الأدب الإيطالي بجامعة عين شمس، على دور نشأة أونجاريتي في الإسكندرية في تشكيل رؤيته الشعرية، مؤكدًا أن المدينة في أواخر القرن التاسع عشر لم تكن سوى قرية صغيرة، وكان الشاعر جزءًا من مجموعة أدبية تُعرف بـ "الكوخ الأحمر"، حيث اجتمع أدباء وشعراء ذوو توجهات فوضوية.
وأضاف "حسين" أن البحر، والصحراء، والتعددية الثقافية، كانت عناصر أساسية في تكوين وجدانه الشعري، كما أن بعض الكلمات العربية ظهرت في شعره، مما يعكس مدى تأثره بالبيئة المحيطة.
أما الدكتورة كرستين سمير، أستاذ الأدب الإيطالي بجامعة بدر، فتناولت رؤية أونجاريتي للشعر، مستشهدة بمقولته: "الشعر بالنسبة لي هو كلمة، والكلمة تجميع لحروف، وواجبها أن تنير الظلام بداخل الإنسان".
وأوضحت "سمير" أنه كان يستخدم تكرار الحروف في قصائده للتعبير عن رموز معينة، بينما لجأ إلى الأصوات الثقيلة ليعكس معاناة الإنسان مشيراً إلى أن نشأته في بيئة تؤمن بمفهوم "الكوزموبوليتانية"، الذي يجعل المواطنة ممتدة للعالم بأسره، كانت من العوامل التي شكلت فكره الأدبي.
تطرقت سمير أيضًا إلى الجوانب السياسية في شخصية أونجاريتي، مشيرة إلى أنه كان مؤيدًا للفاشية ومتأثرًا ببينيتو موسوليني، الذي كتب مقدمة أحد كتبه، إلا أن هذا الانتماء أضرّه لاحقًا، حيث تم عزله من منصبه الجامعي بعد الحرب العالمية الثانية.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الوجودية كانت حاضرة بقوة في شعر أونجاريتي، حيث تناول في قصائده أسئلة وجودية كبرى حول العدم، والخوف، والمعاناة الإنسانية، ورغبة الخلاص، مما جعله أحد أبرز الأصوات الشعرية في عصره.
اقرأ أيضًا:
التهجير خط أحمر.. آلاف المصريين أمام معبر رفح يعلنون رفض تصريحات ترامب - فيديو
برواتب تصل لـ60 ألف جنيه.. فرص عمل بالداخل والخارج - التخصصات والتقديم
فيديو قد يعجبك: