"تاريخ مشترك وإبداع متجدد".. ندوة تسلط الضوء على العلاقات الثقافية بين ليبيا والجزائر بمعرض الكتاب
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب- أحمد الجندي:
شهد اليوم الثامن من معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين ندوة ثقافية مميزة بعنوان “أيام عربية… ثقافتنا في ليبيا والجزائر”، والتي أقيمت في قاعة الصالون الثقافي. تناولت الندوة العلاقات التاريخية والثقافية العميقة بين ليبيا والجزائر، التي تعززت عبر الزمن، لا سيما خلال فترات الاحتلال والكفاح من أجل الاستقلال.
كما سلطت الضوء على الدور المحوري لمصر في دعم الحركات التحررية بالبلدين، إلى جانب إسهامات مثقفيها وأدبائها في إثراء الفكر العربي.
العلاقات الثقافية والتاريخية بين ليبيا والجزائر ومصر
افتتح خالد زغلول اللقاء بتقديم الضيوف، وكان من أبرزهم الصحفي الليبي ووزير الثقافة الأسبق علي الجابر، والكاتب الصحفي الليبي جمعة الفاخري، الذي استهل حديثه بالإشادة بالعلاقات القوية التي تربط ليبيا والجزائر بمصر، مشيرًا إلى أن الحضارة المصرية كانت دائمًا مصدر إلهام للأمة العربية.
وقال الفاخري: “مصر ليست مجرد بلد، بل هي ذاكرة الأمة العربية، تقف دائمًا في وجه التحديات؛ كما قال الله تعالى: (اهبطوا مصر)، ولا يزال هذا الهبوط مستمرًا، يحمل معه الغيث والشعر والجمال. مصر التي نحبها كما تحبنا، هي العمق التاريخي والحضاري والإنساني لعالمنا العربي.”
كما تطرق إلى الدور الليبي في دعم الثورة الجزائرية، مسلطًا الضوء على مساهمات المرأة الليبية في الكفاح الجزائري، حيث تبرعت النساء الليبيات بذهبهن لدعم الثوار، إضافة إلى تقديم الشباب الليبي حياتهم نصرة للقضية الجزائرية، مستشهدًا بالمناضل الجزائري أحمد بن بلة، الذي أكد أن الليبيين فتحوا بيوتهم وقلوبهم لمساندة الثورة الجزائرية.
ومن بين الأسماء التي قدمت أرواحها في هذا السياق، ذكر مصطفى أبو المعيل، الذي استشهد أثناء محاولته تهريب الأسلحة للمجاهدين الجزائريين.
التحديات التي تواجه الثقافة الليبية
أكد الفاخري على أن المبدعين الليبيين لم يحظوا بالدعم الكافي، مما جعل العديد منهم يبحثون عن فرص خارج بلادهم، مستشهدًا بحالات مثل إبراهيم الكوني ومحمد إبراهيم الفقيه، الذين لم يُعرفوا عالميًا إلا بعد مغادرتهم ليبيا مشدداً على دور الجامعات المصرية في تسليط الضوء على الإبداع الليبي، معتبرًا أن النقد الأدبي عنصر أساسي في تطوير أي حركة ثقافية.
بدوره، تناول علي الجابر الأسباب التي أعاقت ازدهار الثقافة الليبية، مشيرًا إلى أن ليبيا، نظرًا لموقعها الجغرافي، كانت دائمًا هدفًا للاستعمار، مما أدى إلى تأثرها بثقافات وافدة أثرت على تطورها الثقافي في بعض الفترات موضحاً أن الاستعمار الإيطالي، رغم بقائه لعقود، لم يترك تأثيرًا ثقافيًا واسعًا مثل الاستعمار الفرنسي في الجزائر، حيث لا يزال عدد قليل من الليبيين يتحدث الإيطالية اليوم، على عكس الجزائر التي تأثرت بشدة باللغة والثقافة الفرنسية.
كما أشار "الجابر" إلى أن الحراك الثقافي الليبي يواجه تحديات كبيرة، أبرزها ضعف الترويج للأدباء والفنانين، حيث لا يزال العديد من المبدعين مترددين في تسويق أعمالهم. لكنه أكد أن تطور وسائل الإعلام الحديثة بدأ يسهم في إبراز الإنتاج الثقافي الليبي، سواء في الأدب أو الموسيقى أو الفلكلور.
كما لفت الانتباه إلى إصدار كتابين حديثين، أحدهما يتناول الثورة الجزائرية من وجهة نظر ليبية، والآخر يعرض تاريخ القصة القصيرة الليبية.
اختتمت الندوة بالتأكيد على أن العلاقات الثقافية بين ليبيا والجزائر ليست مجرد روابط تاريخية، بل تمتد إلى حاضر مشترك يحتاج إلى مزيد من التعاون والتواصل، كما شدد المشاركون على ضرورة إبراز المبدعين الليبيين والعرب، وتعزيز دور النقد الثقافي في دعم الحراك الأدبي والفني، مما يساهم في حفظ الإرث الثقافي العربي وضمان استمراريته للأجيال القادمة.
اقرأ أيضًا:
التهجير خط أحمر.. آلاف المصريين أمام معبر رفح يعلنون رفض تصريحات ترامب - فيديو
برواتب تصل لـ60 ألف جنيه.. فرص عمل بالداخل والخارج - التخصصات والتقديم
فيديو قد يعجبك: