إعلان

خبير سياسي: أكراد سوريا أمام خيار الاستقلال المدعوم أمريكيًا أو التصعيد التركي

06:43 م السبت 18 يناير 2025

أكراد سوريا

كتب- داليا الظنيني:
قال محمد سعيد الرز الخبير السياسي المهتم بالشأن السوري، إن سوريا تحاول الوصول إلى الاستقرار وإعادة البناء بعد زوال نظام الأسد، إلا أن العديد من التحديات تواجه الإدارة الجديدة في دمشق، موضحًا أنه إلى جانب التحديات الاقتصادية والاجتماعية هناك تحدي أمني كبير متعلق بأجندات لدول منخرطة في الصراع السوري منذ اندلاع الثورة عام 2011 على رأسها أمريكا.

وأضاف "الرز"، في تصريحات على فضائية الحدث اليوم، أنه في حين أن الرئيس التركي أردوغان الحليف رقم واحد للإدارة الجديدة في دمشق يحث جميع الدول على رفع أيديها عن سوريا لكن واشنطن تقوم بإرسال مزيد من التعزيزات والعتاد إلى الشمال السوري، وتحديدًا الى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والتي رفضت إلقاء سلاحها والانضمام إلى سوريا بقيادتها الجديدة بحجة الدولة اللامركزية.

وأوضح، أن السياسة الأمريكية في سوريا تقترب من تحقيق الحلم الكردي بالانفصال عن سوريا وتشكيل دولة كردية مع كردستان العراق، على الرغم من جميع التصريحات سواءً من المسؤولين الأمريكيين والأكراد بعكس ذلك.

وأشار الخبير السياسي، إلى أن حسابات وصفحات التواصل الاجتماعي المحلية تداولت صورًا لوثائق أمريكية صادرة عن وزارة الخارجية في نهاية العام 2023، تُظهر تعليمات إلى وكلائها في المنطقة عن كيفية العمل الإعلامي وخطواته بما يخدم السياسة الأمريكية، كان أبرزها ترويج فكرة استقلال الكرد عن سوريا والعمل على نقل تجربة كردستان العراق اليها.

وأكد أنه رغم أن جميع التصريحات القادمة من الشمال السوري تدعو إلى وحدة سوريا وعلى رأسها تصريح لقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، بأن مطالبه بـ"إدارة لا مركزية" للمناطق التي تقع تحت سيطرتهم في شمال شرق سوريا "لا يتعارض مع وحدة البلاد"، إلا أن المراقبين يشددون على أن الأكراد وعلى مر التاريخ يحلمون بدولة كردية تتكون من أجزاء من سوريا والعراق وتركيا، وهم لن يدّخروا فرصة لتحقيق ذلك.

واستطرد المحلل السياسي، بأن الفرصة الآن سانحة أمام الأكراد بالقيام بدولتهم المستقلة، خصوصاً في ظل الدعم الأمريكي المنقطع النظير لهم، والتطورات المتسارعة الأخيرة التي شهدتها سوريا.

وأكد على أن واشنطن تمارس دورها الداعم للأكراد على أكمل وجه، فهي التي أشرفت على الزيارة المثمرة لقائد قسد مظلوم عبدي الأخيرة إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، ولقائه بالرئيس السابق للإقليم مسعود بارزاني الذي يقود الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم.

وأضاف بأن الضغوط التركية على السلطة في دمشق ومواصلة الأتراك الدفع نحو مواصلة الاشتباكات بين فصائل مسلحة موالية لها والقوات الكردية والتي توقع المئات من القتلى، سيعزز من موقف الكرد في نظر المجتمع الدولي ويحقق لهم مكاسب سياسية، ناهيك عن أن المكاسب العسكرية على الأرض لا زالت في يد الأكراد حتى اللحظة.

وأشار إلى أن أردوغان، وفي تصعيد لافت، عاد وأكد أن هدف بلاده يكمن بالقضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا وأن وحدات حماية الشعب الكردية، (قسد)، التي تسيطر على ثلث الأراضي السورية وجزءاً كبيراً من مواردها الطبيعية، هو العقبة الأكبر أمام الأمن والسلام في سوريا.

وقال، إن أردوغان وجه كلمة بالبرلمان ليؤكد أن وحدات حماية الشعب الكردية لن تتمكن من الإفلات من نهايتها المحتومة ما لم تلق سلاحها، معتبرًا أن المخططات التي كانت تُرسم عبر هذا التنظيم لم يعد لها أي صلاحية، قائلا: "سيرمى هذا التنظيم في مزبلة التاريخ قريباً"، وقال إن أنقرة قادرة على سحق كل التنظيمات الإرهابية هناك، بما في ذلك المقاتلون الأكراد وتنظيم داعش.

وتابع أن العلاقة المميزة ما بين الولايات المتحدة وقسد بدأت منذ ثمانية أعوام تحت غطاء التحالف الدولي في سوريا لمكافحة الإرهاب، حيث شاركت قسد في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، بينما سمحت لواشنطن بإقامة 28 قاعدة عسكرية في الشمال السوري، وبحسب وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، فإن هذه القواعد تضم أكثر من ألفي جندي أمريكي.

وأوضح الخبير السياسي، أن هذه القواعد الأمريكية تتوزع بشكل يُحيط بحقول وآبار النفط والغاز السوري المتواجد شرق نهر الفرات، وهو ما يُمثل غالبية الثروة الباطنية لسوريا وقد سبق وأن أعرب قائد قسد عن أهمية استمرار الوجود الأمريكي في المنطقة، موضحًا أن هذا الوجود يمثل عامل استقرار وأمان، خاصة لحماية الشعب الكردي والمكونات الأخرى في شمال شرق سوريا.

اقرأ أيضا..
السياحة تعلن رسميًا مواعيد الفتح الرسمية الجديدة للمتحف المصري الكبير

خناقة طالبات التجمع.. فصل 3 طالبات نهائيًا وقرارات جديدة من إدارة المدرسة

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان