عباس شراقي يكشف تأثير التغيرات المناخية وإلغاء اتفاقية الحبوب على إفريقيا
كتب- محمد نصار:
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن معظم الدول الإفريقية تعاني من مشكلات كبيرة في توفير الغذاء حيث أن هناك حوالي 35 دولة إفريقية من أفقر 50 دولة على مستوى العالم وعلى رأسها دول القرن الإفريقي وجنوب السودان والكونغو الديمقراطية، وبالتالي فهي الدول الأكثر تأثرا بالقرار الروسي بشلأن وقف اتفاقية تصدير الحبوب، ويضاف إليهم دول شمال إفريقيا مثل مصر والجزائر والمغرب التى تعتمد على القمح الأوكراني.
وأضاف شراقي، عبر حسابه على فيسبوك، أن الدول الفقيرة تعتمد على الحبوب الروسية والأوكرانية لرخص أسعارها عن باقي دول العالم، ونتيجة لهذه المشكلات اتجهت مصر لتنويع مصادر الحبوب، بالإضافة إلى زيادة مساحة زراعة القمح هذا العام إلى حوالي 3.5 مليون فدان مع زيادة الانتاجية إلى حوالي 22 أردبا للفدان بإنتاج حوالي 10 ملايين طن، واستيراد حوالي 12 مليون طن أخرى، مع الحفاظ على احتياطي من القمح لمدة 6 أشهر، والاكتفاء ذاتيا من الأرز بإنتاج حوالي 3.5 مليون طن.
وأوضح الدكتور عباس شراقي، أن الحرب (الروسية - الأوكرانية) أثرت على الأمن الغذائي العالمي باعتبارهما من أهم الدول المصدرة للغذاء خاصة الحبوب ويشكلا حوالي 25%، انخفضت حاليا إلى 15% نتيجة الحصار الأمريكي والأوروبي على روسيا، مما جعل بعض الدول المستوردة للحبوب وعلى رأسها تركيا للحصول على موافقة روسية للسماح للسفن بنقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وبالفعل عُقد اتفاق في 22 يوليو 2022 باسطنبول لمدة 120 يوما تُجدد تلقائيا بشرط السماح للمنتجات الزراعية الروسية بالتوزيع في أنحاء العالم، إلا أن روسيا وجدت أن الشرط لا يطبق بصورة ترضى عنها حيث تعاقب الشركات التي تتعامل مع روسيا مما جعلها توقف الاتفاقية إلى أن يتم تنفيذ الشرط الروسي.
تأثير التقلبات المناخية
تنتج بعض الدول الأوروبية الحبوب مثل فرنسا وألمانيا وبولندا إلا أن موجات الجفاف في أوروبا وبعض المناطق في الصين، والفيضانات في أماكن أخرى مثل نيجيريا والصين أيضا أدت إلى نقص الإنتاج وتحويل معظم الحبوب الروسية والأوكرانية إلى أوروبا بدلا من الدول الفقيرة مما زاد من معاناتها.
كما توجد أكثر من 20 دولة أخرى تُصدر الحبوب، منها 10 دول تصدر أكثر من 80% وعلى رأسها أستراليا وأمريكا وكندا والأرجنتين والهند ورومانيا، إلا أنهم يستغلون الظروف الحالية وزيادة الطلب الأوروبي في رفع الأسعار بالإضافة إلى زيادة تكاليف النقل.
وأشار الدكتور عباس شراقي، إلى أن اتفاقية السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية ليست الحل الأمثل، فهو مؤقت بعدة أشهر ثم تُجدد، ولكن الحل الأمثل بدلا من أن تزيد أمريكا وأوروبا من اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية بإمداد أوكرانيا بالسلاح، أن تسعى لوقف الحرب وعدم تهديد روسيا بحلف الناتو وانضمام أوكرانيا له.
فيديو قد يعجبك: