لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وزير الأوقاف: الإسلام ليس متشوفًا للقتال ولا لسفك الدماء ويعلي من قيمتي السلم والسلام

11:27 م الإثنين 10 أبريل 2023

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

تصوير- إسلام فاروق:

احتفلت وزارة الأوقاف اليوم الاثنين 19 رمضان 1444هــ، الموافق 20 أبريل 2023م بذكرى فتح مكة من مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بمحافظة القاهرة عقب صلاة التراويح.

وفي كلمته وجه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقافخالص التهنئة والتحية والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي،

وللشعب المصري كله بمناسبة ذكرى فتح مكة ودخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، سائلًا الله (عز وجل) أن يجعل أيامنا كلها أيام عز ومنعة.

وحول هذه الذكرى الطيبة فقد لخص وزير الأوقاف حديثه في ثلاث نقاط:

الأولى مع مفتتح سورة الفتح، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا"، ويكاد المفسرون يجمعون على أن الراجح في الآية هو صلح الحديبية، وسمي صلح الحديبية فتحًا لأنه كان فتحًا عظيمًا، والصلح فتح بل خير فتح، فمن يتأمل في القرآن الكريم يجد أنه تحدث بالتفصيل وفي مواضع متعددة عن أيام ملاقاه النبي (صلى الله عليه وسلم) ومواجهته لأعداء الله، فتحدث عن يوم بدر صراحة فقال الحق سبحانه: "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، وعن يوم حنين فقال سبحانه: "لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ"، عن الأحزاب، وغيرها من أيام الله سبحانه، وكان الانتصار في يوم بدر انتصارًا عظيمًا، ومع ذلك لم تسم سورة في القرآن الكريم باسم الفتح إلا هذه السورة التي نزلت في صلح الحديبية، ولم تنزل في الحرب؛ للتأكيد على أن الإسلام ليس متشوفًا للقتال ولا للدماء، بل إن الصلح فيه هو الأصل.

وأكد أن أعظم الفتح أن يمن الله (عز وجل) عليك بالعزة يقول سبحانه: "وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا"، ويقول سبحانه: "وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم، وقد عبر بالماضي "فتحنا" لتحقق الوقوع، فقد كان صلح الحديبية هو مفتاح فتح مكة، وهذا تأكيد على عظمة الإسلام واهتمام الإسلام بحفظ الدماء.

الثاني في قوله تعالى : "لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا"، فلم يقل الحق سبحانه وينصرك نصرًا عزيزًا، بل قال: "وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا"، وهنا جاء لفظ الجلالة مظهرًا وليس مضمرًا لتعظيم النصر؛ لأن هذا نصر عظيم لأنه من الله (عز وجل)، وتأكيدًا على أن النصر لا يكون إلا من عند الله، وإذا ذُكر النصر في القرآن ذُكر منسوبًا إلى الله (عز وجل)، حيث يقول سبحانه: "وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ"، ويقول سبحانه: "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ"، فالنصر الحقيقي يكون من عند الله سبحانه.

الأمر الثالث أن فتح مكة له دلالة عظيمة، فهو رمز لعظمة وسماحة الإسلام ونبي الإسلام (صلى الله عليه وسلم)، حيث أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه أن يدخلوا مكة سلمًا وأن لا يبدأوا أحدًا بقتال، عندما دخل مكة فاتحًا منتصرًا وهم الذين آذوه وأخرجوه وآذوا أصحابه، وقال قولته المشهورة التي سجلها التاريخ بحروف من نور: يا أهل مكة ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم, فقال (صلى الله عليه وسلم): "اذهبوا فأنتم الطلقاء، وقد دخل النبي (صلى الله عليه وسلم) مكة في عزة وتواضع، وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة (رضي الله عنه) فقال: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "بل اليوم يوم المرحمة، اليوم يعظم الله الكعبة".

وأكد وزير الأوقاف أن النصر الحقيقي هو الانتصار على النفس، يقول العلماء من الصعب على الإنسان أن يجاهد عدوًا وعدوه الذي بين جنبيه - نفسه - متحكم فيه، وكنا ندعو اللهم بلغنا رمضان، فها هو قد بلغنا الله رمضان لنري الله منا في هذا الشهر خيرًا، تقول السيدة عائشة (رضي الله عنها): "كانَ النبيُّ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ"، وهذا كناية عن الاجتهاد في العبادة، مشيرًا إلى قوله سبحانه: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ"، فهذا حكم إلهي، ثم نقف عند قول الله تعالى: "وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا" شهيدًا على ماذا؟ على كثير شاهدًا على أن دين الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو الدين الحق: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا"، وكفى بالله شاهدًا لنبيه، من آمن ومن كفر، من آمن ومن لم يؤمن، فالرسول يكفيه شهادة ربه له ولدينه بأنه الدين الحق، وأمر آخر "وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا" وكفى به شاهدًا وكفى به حاضرًا وقادرًا على إنفاذ أمره بكم أو بغيركم، عملتم أم لم تعملوا، فدين الله منصور و "َكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا" الذي وعد ووعده الحق، فلا قلق على دين الله.

وأشار وزير الأوقاف إلى أن ما نشاهده في هذه العام خاصة من إقبال غير مسبوق وروح إيمانية على بيوت الله (عز وجل) ما بين قائم وراكع وساجد وقراءة قرآن، وإقبال هذا الشعب المؤمن، وهذه الروح المبهجة، وابتهاج الناس وفرحتهم بهذا الشهر الكريم؛ لهو دليل على إظهار الله (عز وجل) لهذا الدين، شاء من شاء وأبى من أبى، كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "واللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمْرُ، حتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخافُ إلَّا اللَّهَ، والذِّئْبَ علَى غَنَمِهِ، ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ".

وأكد وزير الأوقاف أن الوزارة قد استعدت للعشر الأواخر من شهر رمضان بأكثر من 11500 مسجد مفتوحة للتهجد، ونحن على ثقة في الله أنها ستكون عامرة، وأكثر من 6200 مسجد للاعتكاف، وأطلقنا من اليوم والأمس والغد حملة نظافة موسعة وقلنا لكل قيادات الأوقاف إن خدمة المعتكفين لا تقل عن ثواب الاعتكاف، وخدمة المتهجدين لا تقل عن ثواب التهجد، ونقول لكل المعتكفين حافظوا على نظافة المسجد، حافظوا على قدسية المسجد، الاعتكاف مجال للعبادة، مؤكدًا على احترام المسجد، وأنه لا درس إلا لإمام المسجد، وألا ينشغل المعتكف بالأمور الدنيوية، وقلنا يستخدم المحمول في الطوارئ، مع ضرورة تفريغ القلب لله سبحانه.

فيديو قد يعجبك: