كذبة أبريل.. كيف بدأ الاحتفال بهذا اليوم؟ ولماذا لا تحتفل به ألمانيا وإسبانيا؟

كتب- محمد شاكر:

يحتفل بعض الشعوب بكذبة أبريل بشكل سنوي في مثل هذا اليوم (الأول من أبريل)؛ لكن لم يتفق العالم على رواية واحدة حول حقيقة كذبة أبريل.

ورجحت بعض الآراء أن أصل هذا اليوم هو أن الكثير من مدن أوروبا ظلت تحتفل بمطلع العام في الأول من أبريل؛ حيث بدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564م، وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم، وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من أبريل بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.

وجاء البابا غريغوري الثالث عشر بنهاية القرن السادس عشر وعدّل التقويم ليبدأ العام في 1 يناير، وتبدأ احتفالات الأعياد من 25 ديسمبر، وأطلق الناس على مَن ظلوا يحتفلون حسب التقويم القديم تعليقات ساخرة لأنهم يصدقون (كذبة أبريل)، لكن "قصص كانتربري" للكاتب جيفري شوسر انقضت هذه النظرية وقالت إن حكايات "كذبة أبريل" تعود إلى القرن الرابع عشر وقبل قدوم البابا غريغوري الثالث عشر.

بدأت هذه الاحتفالات في روسيا، بشكل جماعي في بداية القرن الثامن عشر في سانت بطرسبرغ، ثم عاد بطرس الأول من رحلته إلى أوروبا، وأمر الملك أن يعلن للناس عن الأداء المخطط له وأن يجمع كل من في الميدان. عندما وصل الجمهور، المتحمسون للاستمتاع بالمشهد، إلى المكان الذي كان من المفترض أن يكون فيه الأداء، قيل لهم فقط إنه في الأول من أبريل لا داعي للثقة بأي شخص.

أساليب الاحتفال بكذبة أبريل بين الدول

وتختلف تقاليد الاحتفال بيوم كذبة أبريل في العالم، فهي تحتوي على سمات الثقافة الشعبية لهذه الدول.

ويحتفل غالبية سكان العالم بيوم كذبة أبريل في الأول من الشهر من كل عام؛ حيث يكون اليوم، عادة، مليئًا بالكذب الساخر والمقالب الفريدة، دون أي شعور بالذنب.

وانتشرت هذه الظاهرة على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي ويطلق على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي إسكتلندا نكتة أبريل.

وبمجرد أن أصبح يوم كذبة أبريل جزءًا من التقويم الشعبي، أخذها الأمريكيون الشماليون والبريطانيون بشغف؛ ما أدى إلى ظهور العديد من التعبيرات المرتبطة بهذا اليوم.

وأصبح أول أبريل هو اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم في ما عدا الشعبَين الإسباني والألماني؛ والسبب أن هذا اليوم مقدس في إسبانيا دينياً، أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد "بسمارك" الزعيم الألماني المعروف.

رواية أخرى

يرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول أبريل وعيد هولي المعروف في الهند؛ والذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام، وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من أبريل.

عيد جميع المجانين

هناك جانب آخر من الباحثين في أصل الكذب يرون أن نشأته تعود إلى القرون الوسطى؛ إذ إن شهر أبريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول؛ فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من أجلهم، وفي ذلك الحين نشأ العيد المعروف باسم عيد جميع المجانين، أسوةً بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين.

ويؤكد باحثون آخرون أن كذبة أول أبريل لم تنتشر بشكل واسع بين غالبية شعوب العالم، إلا في القرن التاسع عشر.​