وزير الأوقاف: الدولة المصرية تعظم شعائر وحرمات الله
كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اليوم، خطبة الجمعة بمسجد: "الهدى" بمدينة دهب بمحافظة جنوب سيناء، بعنوان: "التكافل المجتمعي واجب الوقت".
وأكد وزير الأوقاف أن ديننا الحنيف هو دين الجود والكرم والسخاء وهو دين التراحم والتعاون والتكاتف، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى"، وجعل ديننا الحنيف الإنفاق في سبيل الله بابًا من أبواب رحمته، وبابًا من أوسع أبواب الجنة وسببًا للوصول إليها، يقول سبحانه: "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ"، ويقول سبحانه: "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، بل إن الإنفاق من علامات الإيمان وثمراته ولوازمه، وعندما تكلم القرآن عن صفات المؤمنين استخدم أسلوب القصر والحصر، يقول سبحانه: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ"، وقال سبحانه: "لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ"، ويقول سبحانه: "وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا"، فهو حق وليس فضلا منك، يقول سبحانه: "وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ"، ويقول سبحانه: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا".
وأكد وزير الأوقاف أننا في أيام وساعات وأوقات مباركة، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا"، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل رجب قال: " اللَّهمَّ بارِكْ لَنا في رجبٍ وشعبانَ وبلِّغنا رمضانَ"، وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (رضي الله عنهما) قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ"، كما حثنا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) على الإطعام في هذا الشهر الفضيل، فقال (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "مَنْ فَطَّرَ صَائمًا، كانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أجْر الصَّائمِ شيءٍ" سواء قدمت له طعامًا، أو قدمت له مالًا يقتات به، فهذا يدخل في باب من فطر صائمًا.
وأشار إلى قوله تعالى: "وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ" وكذلك قوله تعالى: "وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ" مؤكدًا أن في المال حقوقا ومن أهم هذه الحقوق حق الزكاة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "حصِّنوا أموالَكم بالزَّكاةِ ودَاوُوا مرضاكم بالصَّدقةِ وأعِدُّوا للبلاءِ الدُّعاءَ"، وكذلك يقول (صلى الله عليه وسلم): "من تَقَرَّبَ فيه بخَصْلَةٍ من الخيرِ؛ كان كَمَنْ أَدَّى فريضةً فيما سواه، ومن أَدَّى فريضةً فيه؛ كان كَمَنْ أَدَّى سبعين فريضةً فيما سواه"، فرمضان من أفضل أوقات إخراج الزكاة ، ومن حقوق المال كفارات الأيمان، والنذور، وكفارات الإطعام لأصحاب الأعذار الذين يفطرون في رمضان، ومن هذه الحقوق سنن ومندوبات كسنن الأضحية وكالعقيقة ووليمة العرس، وقد وسع الإسلام أبواب العطاء بالمال حتى لا يبقى جائع ولا محروم، فضلًا عن فروض الكفايات والتي يمثلها قوله (صلى الله عليه وسلم): "ما آمن بي من بات شبعانَ و جارُه جائعٌ إلى جنبِه و هو يعلم به"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ، وَمَن كانَ لَهُ فَضْلٌ مِن زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَن لا زَادَ لَهُ"، وإياك أن تخشى العالة لأن الله (عز وجل) يقول: "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"، ويقول سبحانه: "هَا أَنتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم".
وفي ختام خطبته هنأ وزير الأوقاف أهالي محافظة جنوب سيناء بالعيد القومي للمحافظة، والذي يحمل ذكرى عزيزة على المصريين جميعًا، بل على الأمة العربية كلها، ويوم عظيم من أيام الله، استعادت فيه الدولة المصرية كامل أرضها غير منقوصة، ذكرى الاحتفال برفع العلم على طابا المباركة، مهنئًا المصريين جميعًا بهذا اليوم العظيم، والذي يتزامن معه افتتاح هذا المسجد الجامع، فنهنئ أهالي مدينة دهب وأهل المحافظة الكرماء بافتتاح هذا الصرح العظيم، الذي يظهر فيه تعظيم شعائر الله سبحانه، فعمارة بيوت الله (عز وجل) على هذا النسق العظيم والعناية بها هو من تعظيم شعائر الله (عز وجل)، والدولة المصرية تعظم شعائر الله وتعظم حرمات الله (عز وجل)، تُعنى بمساجدها عمارة وبناءً وصيانة وتطويرًا، وتُعنى بكتاب ربها طباعة وحفظًا وقراءً ومقرئين ونابغين، وتُعنى بأيام الله (عز وجل)، ولا أدل على ذلك من فرحة الشعب المصري، والتي تغمر الشعب المصري كله استعدادًا واستقبالًا لشهر الخير، سائلًا الله (عز وجل) أن يجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد العالمين.
فيديو قد يعجبك: