لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مثقفون بمعرض الكتاب: عصفور وفضل حافظا على الهوية العربية

01:01 م الأحد 29 يناير 2023

مثقفون بمعرض الكتاب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد شاكر:
أشاد نقاد ومثقفون بالدور التنويري والثقافي للراحلين الدكتور جابر عصفور الناقد الأدبي الكبير ووزير الثقافة الأسبق، والناقد الأدبي الكبير الدكتور صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية، مؤكدين أنه كان لهما دورا كبيرا في الثقافة العربية وإلقاء الضوء علي الأعمال الأدبية المصرية والعربية.

جاء ذلك خلال الندوة التي أقامها مركز أبوظبي للغة العربية خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 بعنوان "جيل الرواد وتأثيرهم في الثقافة العربية.. تجربة جابر عصفور وصلاح فضل" بالاشتراك مع الصالون الثقافي العربي، وشارك فيها المفكر السياسي المعروف الدكتور مصطفى الفقي والدكتور حسين هنداوي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية والدكتورة أماني فؤاد أستاذ النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون، وأدارتها الإعلامية منى سالمان.

وأكد المشاركون في الندوة أن اسم جابر عصفور وصلاح فضل سيظل طويلًا في ذاكرة النقد الأدبي، وتاريخ الأدب بما قدَّماه حيث أنهما فتحا الباب أمام الاجتهاد والنظر العميق الجاد إلى النصوص فضلا عن دورهما في حماية الثقافة العربية.

وشدد الدكتور مصطفى الفقي على أن الراحلين كانا حالة فريدة وخاصة في تاريخ النقد العربي المعاصر حيث يعتبران امتدادا لعميد الأدب العربي طه حسين واشتركا في عدة صفات أهمها الأستاذية فالراحلين كان لهما دورا كبيرا في تخريج كوادر النقد الأدبي في مصر والعالم العربي، كما كانا على إطلاع واسع وعميق بالمناهج والتيارات النقدية الحديثة، فضلًا على الذوق الأدبي الرفيع الذي أصقل بممارسة القراءة والنصوص الإبداعية.

وأضاف الفقي: جابر عصفور وصلاح فضل مكملان لبعضهما فجابر كان مثقف نخبوي يهتم بالمنهج الفلسفي النقدي بينما صلاح فضل كان ناقدا شعبويا يهتم بتشريح الروايات والأعمال الأدبية، مشيرا إلى أن الراحلين هما اللذان ربطا المصريين بالثقافة العربية معربا عن تخوفه من عدم وجود من يكمل مشوارها في هذا المضمار.

واختتم الفقي قائلاً: "فقدت ساحة النقد الأدبي العربي عمودين راسخين طالما قرأنا لهما وعنهما عبر السنين، كان كليهما شعلة تنوير بمفهوم ليبرالي عصري ونهج ديني معتدل، فبشّرا بالحداثة في الفكر والأدب، وأخضعا النص الأدبي لمقتضيات العصر، ويكفي أن نتذكر أن صلاح فضل هو الذي صاغ وثائق الأزهر، التي تمت برعاية إمامه الأكبر، منذ سنوات. إنها جِياد أصيلة من أجيال رصينة".
ومن جانبه أشار الدكتور حسين الهنداوي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إلى أن الراحلين الكبيرين كان لهما دورا بارزا في تأصيل وترسيخ الهوية الثقافية العربية رغم انفتاحهما على الثقافات العالمية.

وأضاف الهنداوي: "جابر عصفور من المؤمنين بالانفتاح الثقافي إلى أقصى مدى؛ رغم كونه مثقفاً تراثياً بامتياز".

وأضاف: "عندما تولى عصفور منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة بمصر عام 1993 واستمر فيه حتى عام 2007 كان قادرا على التواصل مع كل أطياف الثقافة، لا في مصر وحدها، بل في العالم العربي كله".
أما الدكتورة أماني فؤاد أستاذ النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون فقد أكدت أن الراحلين كانا حراس بوابة النقد الأدبي والحركة التنويرية في مصر العالم ولعلنا نذكر دورهما في تأسيس مجلة فصول التي قادت الحركة النقدية في مصر والوطن العربي.
وأضافت فؤاد: "جابر عصفور كان مدافعا عن الثقافة الليبرالية وخاض معارك حامية الوطيس في مواجهة الظلاميين والمتشددين بينما نجح صلاح فضل في تقديم أحدث الأفكار والنظريات الغربية، نظريا وتطبيقيا، ليسهل على الباحثين استيعابها وفهمها. وقد كان الراحل منفتحا على الثقافة الغربية كلها، وخاصة الإسبانية، حيث حصل على الدكتوراه في مطلع حياته من جامعة مدريد، فجمع بين الثقافة الغربية والثقافة العربية، كأزهري النشأة، ثم كأحد خريجي كلية دار العلوم، هذا الخليط الذي قلما يتكرر بين الأصالة والحداثة".
وفي نهاية الندوة أوصي المشاركون بضرورة تنظيم قمة ثقافية عربية لحماية الأجيال القادمة من التفكك والتشرذم مؤكدين أن التعليم والثقافة هما مصدر توحيد الشعوب وسر تقدمها.​

فيديو قد يعجبك: