لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وزير الأوقاف: قضية التعايش لا تعني أبدا ذوبان دين في آخر.. وسنة الله في الكون "التنوع"

02:44 م الإثنين 26 سبتمبر 2022

الدكتور محمد مختار جمعة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة- أ ش أ:
أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن قضية التعايش لا تعني أبدا ذوبان دين في دين آخر ولا هوية في هوية أخرى على الإطلاق.
وشدد الوزير - في كلمته بافتتاح الدورة الثانية لأعضاء اتحاد الإذاعات الإسلامية اليوم الاثنين، تحت عنوان (التعايش السلمي والتسامح الديني بين التنظير والتطبيق) - على أهمية قضية التعايش السلمي والتسامح الديني، مؤكدا ضرورة الفهم الصحيح مع القناعة التامة لما يقوم به الشخص، مشيرًا أن سنة الله في الكون هي التنوع، ولذلك يأتي الثبات على الحق والحرص على الهوية والتعايش السلمي.
ولفت في هذا الصدد إلى أن الدول التي آمنت بالتنوع والتعايش السلمي بين الأديان، هي أكثر الدول أمنا وأمانا وتقدما ورخاء، أما الدول التي اقتتل أبناؤها عرقيا وقعت في الفتن وحروب لم تخرج منها، يقول تعالى :"إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ"، "فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ".
وأوضح وزير الأوقاف أن مهمة العلماء البلاغ المبين، لا الهداية والحساب، فالهداية لله، والحساب دنيوي مآله القانون والدستور، والأخروي مآله إلى الله وحده، ومن الخطأ الفادح أن تحكم على أحد بدخول الجنة أو النار، منوها أيضا إلى أن قضية التعايش السلمي والتسامح الديني لا تتناقض أبدا مع الحفاظ على الثوابت فلا تعني ذوبان دين في آخر ولا تعني اندماجا بين الأديان وإنما تعني تعايشا بين أصحاب الأديان، فالعلاقة بين دين والوطن علاقة ترابط وتكامل وليست علاقة تضاد لأن بعض الجماعات المتطرفة حاولت أن تسوق فكرة إما أن تكون مع الدين أو مع الوطن، أو إما أن تختار الدنيا أو الآخرة، وكأن من يختار الدنيا سيذهب إلى الجحيم.
وأكد أهمية الحفاظ على الوطن لأن الدين لابد له من وطن مستقر يحمله ويحميه وهذا ما جعلنا نخرج هذا الكتاب "الكليات الست" وأنه لم يرد نص في القرآن يقصر الكليات على هذه الخمس، بل اجتهد العلماء السابقون وقالوا اجتهدوا لعصركم، وقد اخترنا الوطن ليكون الكلية السادسة لأن القدماء لم يكن لديهم هذه المشكلات من الجماعات المتطرفة، فكان مثل الثابت الذي لا جدال عليه.
ونبه بأن قضية التعايش السلمي ترفع الحرج والمشقة عن المسلمين الذين يعيشون أقليات في دولهم وعليهم أن يندمجوا في مجتمعاتهم لأنهم يعطون صورة عظيمة لقدرة الإسلام على التعايش، أما انغلاقهم، يؤتي صورة سلبية، أما الأمر الأخر حماية دور العبادة، ينبغي أن يكون الناس في تعايش سلمي وتسامح ديني ويبقى أمر العقيدة فيما بين الشخص وبين الله.
وأشار وزير الأوقاف إلى العلاقة بين الخطاب الديني والإعلام، والتعايش السلمي والتعاون الديني، منوها إلى أنه ومنذ توليه الوزارة وبتوجيه بمتابعة دقيقة من رئيس الجمهورية آثر ألا يلتحق بالأوقاف إمامًا إلا من نطمئن إلى إمامته ومن يصلح أن يكون مشروع عالم في المستقبل، مؤكدًا أن صناعة الفكر الإسلامي صناعة ثقيلة وأمر جد خطير.
وقال "إننا نؤكد دائما على مسألة الوعي العام وبناء الشخصية المتكاملة، فمهمة الإعلام بناء الوعي ومهمة الداعية بناء الوعي، وهناك قواسم مشتركة بين إعلامي ما يسمى بالعموم والخصوص حيث يشتركان في بناء الوعي الديني وهناك تفاصيل ينفرد بها رجل الدين وأخرى ينفرد بها رجل الإعلام".
وشدد على أن الدورات التي تعقد لنخبة من كبار الإعلاميين والأئمة والمثقفين والأئمة الكبار في بلادهم، هي أشبه بجرعات تنشيطية مع كبار العلماء، وستكون أول محاضرة حول مفاهيم الشريعة الإسلامية والقضايا الإسلامية المعاصرة مع فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية، والمحاضرة الأخرى في أصول الفقه وفي أهمية أصول الفقه في التفكير بصفة عامة وفي بناء الفكر الديني بصفة خاصة للأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، ومحاضرة مع وزير الثقافة الأسبق ونخبة من كبار العلماء في مجالاتهم وتخصصاتهم ومن كبار الأئمة ليحدث التلاقي الثقافي المهم.
ونبه إلى أهمية الانتقال بالأئمة من الثقافة الدينية البحتة إلى ثقافة دينية ووطنية ومجتمعية عامة، مؤكدًا أنه لن ينجح إمام ولا واعظة ولا إعلامي في معزل عن الناس يعيش بين الكتب، بحيث يكون على خبرة حيث يكون معرضًا للحديث في أي قضية وكذلك الإمام معرض إلى أن يستفتى في أي قضية، مشيرًا إلى أن أكثر ما عانا منه عالمنا العربي والإسلامي وأسهم في إحداث حالة من الجمود أو التطرف وهذا نتيجة ضيق الأفق الثقافي، ولذلك نحن معنيون بمسألة التثقيف العام أو ما يسمى بناء الشخصية المتكاملة.

فيديو قد يعجبك: