نص كلمة وزير الخارجية في افتتاح الدورة الرابعة للجنة الفنية للاتحاد الإفريقي للخدمات والتنمية
كتب- محمد نصار:
ألقى السفير حمدي سند لوزا، نائب وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، كلمة نيابة عن سامح شكرى وزير الخارجية، بمناسبة افتتاح الشق الوزاري للدورة العادية الرابعة للجنة الفنية المُتخصصة للاتحاد الإفريقي للخدمات العامة والإدارة المحلية والتنمية العُمرانية واللا مركزية.
وجاء نص الكلمة كالتالي:
رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية،
كالاكي تسيليسو نائب وزير الخارجية والعلاقات الدولية لمملكة ليسوتو الشقيقة ورئيس الدورة الثالثة للجنة الفنية المُتخصصة الثامنة للاتحاد الإفريقي، والوزراء،
والسفير بانكولي آدويي، مُفوض السلم والأمن والشؤون السياسية للاتحاد الإفريقي،
ومُمثلي الدول الأعضاء ومُفوضية الاتحاد الإفريقي والمُنظمات والشُركاء الدوليين..
أنقل لكم تحيات سامح شُكري وزير الخارجية وخالص تمنياته بمُداولات ثرية ونتائج إيجابية تُلبي تطلعات شُعوبنا في مُختلف رُبوع القارة.
الوزراء والحُضور الكريم، تتسم قارتنا الإفريقية بثراء مواردها الطبيعية وتنوعها البشري والحضاري، الأمر الذي ينعكس بوضوح في تنوع نُظمها القانونية والتجارب والحُلول التي تُقدمها على صعيد حوكمة وإدارة المُجتمعات ومسارات التنمية؛ بما في ذلك عبر تنوع نماذج اللا مركزية والحُكم المحلي بصورهم ومُستوياتهم المُختلفة.
ولقارتنا العزيزة تجارب بناءة وواعدة في تعزيز دور الحكم المحلي وتعظيم إسهاماته في تعزيز الحكم الرشيد وتقديم الخدمات الأساسية والتنمية المُستدامة عبر مُقاربة شاملة تقوم على توسيع حيز المُشاركة، وتقوية العقد الاجتماعي المُستند للتشاور الجامع، وتمكين مُختلف فئات وأطياف المُجتمع من المُشاركة الفعالة في صناعة السياسات وتنفيذها، ومن ثم فإن المزيد من العمل والتعاون الإقليمي والقاري عبر نقل أفضل التجارب والمُمارسات وبلورة فهم أفضل للتحديات المُشتركة يصب بشكل مُباشر في تنفيذ مبادئ وأهداف بنية الحوكمة الإفريقية وأجندة ٢٠٦٣.
لقد تابعنا جميعاً بمزيد من الاهتمام المُداولات الثرية التي شهدتها القمة التاسعة للمُدن الإفريقية بمدينة كيسومو الكينية تحت رعاية الرئيس أوهورو كينياتا، في مايو ٢٠٢٢، وما قدمته من نماذج مُلهمة لإسهامات المُدن الإفريقية في تنفيذ أجندتي التنمية الأممية والقارية. وإنني لعلى ثقة بأن هذا المحفل المهم سيُواصل إسهاماته الرائدة خلال القمة العاشرة للمُدن الإفريقية التي تستضيفها القاهرة عام ٢٠٢٥.
وأود أن أُنوه في هذا السياق بأن استضافة مصر قمة المُدن الإفريقية تأتي امتداداً لتقليد مصري مُستقر في دعم حيز وقضايا وإسهامات الحكم والتنمية المحلية ودور المُدن ووحدات الحُكم المحلي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، أستذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر، انعقاد اليوم العالمي للمُدن بمدينة الأقصر في أكتوبر ٢٠٢١، والريادة المصرية ضمن مجموعة عبر إقليمية، لمُبادرة الحُكم المحلي وحُقوق الإنسان التي تُطرح بشكل دوري بمجلس الأمم المُتحدة لحُقوق الإنسان بجنيف، والإعداد لاستضافة مصر النسخة المُقبلة للمُنتدى العالمي للتنمية الحضرية للأمم المُتحدة عام ٢٠٢٤.
يفصلنا ٦٦ يوماً عن انطلاق فاعليات قمة المُناخ COP27 التي تستضيفها وتترأسها مصر بمدينة السلام شرم الشيخ في الفترة من ٦ إلى ١٨ نوفمبر؛ حيث يعود مؤتمر الدول الأطراف بعد ست سنوات لأحضان قارتنا بما يُتيح فُرصة ثمينة لدُولنا للدفع باحتياجاتها وأولوياتها إلى قلب أجندة العمل المُناخي العالمي؛ خصوصًا في ما يتعلق بالتكيف مع آثار التغير المُناخي، ومُعالجة الخسائر والأضرار المُترتبة عليها، والنفاذ للتمويل المُناخي الكافي والمُناسب، وهي جميعها نقاط جوهرية في إطار مؤتمر أعلنته الرئاسة المصرية كمُؤتمر لتنفيذ الالتزامات والتعهدات المُناخية.
وأود في هذا الصدد التنويه بحرص الرئاسة المصرية على تكريس الالتفات للبُعد الإفريقي للعمل المُناخي بشكل عبر قطاعي في مُختلف المُناقشات، وعلى رأس ذلك الأجندة الرئاسية للأيام الموضوعية. ومن نفس هذا المُنطلق يجري العمل على تطوير مُبادرة "حياة كريمة إفريقيا" التي تستلهم التجربة المصرية الرائدة في إحداث نقلة نوعية لوضعية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في القُرى المصرية، ويجري الإعداد لها مع عدد من الشركاء الأفارقة؛ من بينهم مُبادرة التكيف الإفريقية التي تم الإعلان عنها خلال رئاسة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة لتغير المناخ عام 2015.
ولقد كان البعد الإفريقي لمؤتمر المناخ 2022 المحور الرئيسي لكلمة وزير الخارجية والرئيس المعين للمؤتمر سامح شكري، أول من أمس، خلال افتتاح الأسبوع الإفريقي للمناخ بالعاصمة الجابونية ليبرافيل، وتحت رعاية الرئيس الجابوني علي بونجو أونديمبا.
وإيماناً بالدور المحوري للمُدن والتجمعات البشرية والحضرية في مُواجهة الأزمة المُناخية واحتواء آثارها، فسيكون للإسهام مُتعدد المُستويات Multi Level Action وجود بارز في نقاشات شرم الشيخ وفي مُقدمتها خلال يوم الحُلول، وفي إطار المُشاورات التي تقودها مصر بالاشتراك مع برنامج الأمم المُتحدة للمُستوطنات البشرية وأكبر التحالفات الإفريقية والدُولية للمُدن والحُكم المحلي لإطلاق مُبادرة شاملة حول "المُدن المُستدامة" تتناول احتياجات ودور التجمعات الحضرية الكُبرى في خفض الانبعاثات وبناء الصُمود وتحفيز العمل المُناخي بالتعاون مع القطاع الخاص والمُجتمع المدني وتجمعات الشباب والمرأة ومراكز الأبحاث.. وغيرهم.
أختتم هذه الكلمة بالتعبير عن بالغ سعادة وزارة الخارجية بمُشاركتها في افتتاح هذه المنصة المهمة للاتحاد الإفريقي، وعن دعمها الكامل لأعمال لجنتكم الموقرة، وتطلعها للنتائج التي سيتبناها هذا الاجتماع؛ تمهيداً لعرضها على الدورة المُقبلة للمجلس التنفيذي وقمة رؤساء الدول والحُكومات في مطلع عام ٢٠٢٣.
فيديو قد يعجبك: