في مقال عام 1988.. نجيب محفوظ يتحدث عن "آيات شيطانية" وإهدار دم سلمان رشدي
(مصراوي):
تعرض الكاتب، سلمان رشدي اليوم لهجوم بينما كان على وشك إلقاء محاضرة في غرب نيويورك، بالولايات المتحدة.
ونقلت "أسوشيتيد برس"، عن مراسلها أن رجلاً اقتحم المسرح في مؤسسة تشوتوكوا وبدأ في لكم أو طعن رشدي أثناء تقديمه، وقامت الشرطة باعتقال المشتبه به بطعن الكاتب "رشدي" في ولاية نيويورك الأمريكية.
نالت أعمال الكاتب سلمان رشدي، هجوما شديدا وصل إلى فتوى بإهدار دمه من قبل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله روح الله الخوميني، في 14 فبراير من عام 1989، ووضعت الحكومة البريطانية "رشدي" تحت حماية الشرطة، خاصة رواية "آيات شيطانية"؛ التي صدرت في لندن بتاريخ 26 سبتمبر عام 1988.
وفيما يلي ننشر مضمون مقال للكاتب العالمي نجيب محفوظ، حول فتوى الخوميني بإهدار دم "رشدي"، حيث أدان "محفوظ" هذه الخطوة، لاختراقها العلاقات الدولية وخروجها عن الإسلام الذي نعرفه فيما يتعلق بمحاسبة المرتد.
وقال محفوظ في المقال: "ضربت بالأزهر الشريف مثلا طيبا في تصديه للكتاب بالرد عليه في كتاب آخر، كما أشرت إلى فتوى فضيلة المفتي وذلك كله يهدف أن يدرك القاريء أو المشاهد أن للإسلام رسالة غير الإرهاب والتحريض على القتل وإني أعتقد أن الخوميني أساء للإسلام والمسلمين إساءة لا تقل إن لم تزد عما قصده مؤلف الكتاب".
وأكد محفوظ، أن الربط بين روايته "أولاد حارتنا" و"آيات شيطانية" لسلمان رشدي خطأ بالغ، قائلًا: "أنادي بأن تكون حرية الرأي مقدسة ولا يصحح الفكر إلا الفكر، ولكن لا تتساوى المجتمعات في تحمل الحرية إذا تجاوزت الحدود، وعلى المفكر أن يتحمل مسئولية فكره في حدود إيمانه وشجاعته وظروف مجتمعه، ولذلك أيدت مصادرة الكتاب حفظا للسلم الاجتماعي، على شرط ألا يتخذ ذلك ذريعة لقهر الفكر بل أيدت مطالبة الأزهر بمنع طبع أولاد حارتنا طالما أن رأيه فيها لم يتغير، وأكدت أن كتابي ليس فيه ما يمس الأديان أو الرسل، وإني كبير الأمل في أن أوضح للمعترضين على وجه الحق فيه، وفي حديث مع التليفزيون السويسري كانت حقائق جديدة قد ذكرت عن الكتاب فعرفت أنه والعهدة على الكاتبين سب وقذف لم يجر بمثله قبل من قبل، فقلت للمذيعة إنه إن صح ذلك فالكتاب يكون تحت مستوى المناقشة وإنه كأي فعل خارج عن حد القانون والأدب فمخاصمته تكون في المحاكم".
وواصل محفوظ: "إني لأدرك أنه إذا كان سلمان انحرف في خياله، فإن المسلمين أساءوا التصرف بالمظاهرات وحرق الكتاب وإهدار الدم، مما قلب الوضع فجعل من المجرم ضحية ومن الضحية متهما، وتخفيفا من البلوى أقترح:
1- أن تعلن الدول الإسلامية رفضها للإرهاب وإهدار الدماء باسم الإسلام.
2- أن تطالب الدول باحترام الديانات والمقدسات لدى الشعوب مع عدم التعرض لحرية البحث العلمي القابل للمناقشة.
3- أن تقاطع دور النشر التي تتولى نشر الكتاب.
فيديو قد يعجبك: