لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أزمات "كورونا" مستمرة.. اضطراب حركة السفر عالميًّا وإلغاء آلاف الرحلات لهذه الأسباب

03:23 م الإثنين 04 يوليو 2022

حركة السفر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد عبيد:

يعيش العديد من مطارات العالم فوضى وارتباكًا وتخبطًا وإلغاء رحلات وخسائر لشركات الطيران وضرب لموسم السفر خلال الصيف.. هذه الحالات؛ خصوصًا المطارات الأوروبية الرئيسية وبعض من المطارات الأمريكية، وترتب عليها تأخير وإلغاء آلاف الرحلات، وتخلف حقائب المسافرين؛ مما أربك خطط السفر والحجوزات الفندقية للسائحين وتضرر صناعة النقل الجوي والسياحة بشكل كبير بعد بدء عودة حركة السفر والتعافي من كورونا، بسبب نقص أعداد العمالة المدربة وإضرابات بعض الأطقم العاملة سواء بالمطارات أو شركات الطيران، بعد استغناء العديد من شركات الطيران والمطارات عن عدد كبير من العمالة خلال أزمة كورونا، ومع عودة حركة السفر وتعافيها بقوة في معظم أنحاء العالم بعد الجائحة تبين الحاجة إلى عدد أكبر من الموظفين المدربين لتشغيل المطارات ورحلات شركات الطيران، وهو أمر بات ملحًّا الآن بعد الاستغناء عن العمالة على مدار العامين الماضيين، فقدت صناعة الطيران العالمية نحو 4 ملايين وظيفة منذ بدء الوباء في عام 2020.

وأوضحت إحصائية أصدرتها جمعية المطارات الأوروبية أن 66% من المطارات الأوروبية من المتوقع حدوث ارتباك في رحلاتها ما بين تأخير وإلغاء، وكذلك تخلف حقائب المسافرين عبر عدد من مطارات أوروبية رئيسية فى بريطانيا وألمانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا وغيرها، بينما تعرضت آلاف الرحلات في كل من أمريكا وكندا للتأخير والإلغاء أيضًا .

وقال خبراء السفر بمختلف دول العالم إن حالة الارتباك والفوضى التي يشهدها قطاع الطيران في أوروبا، ستؤثر بدرجة كبيرة على حركة السفر خلال الموسم الصيفي الحالي في العديد من مطارات العالم، وكذلك على انتظام تشغيل رحلات شركات الطيران غير الأوروبية التي تشغل رحلات يومية إلى مطارات أوروبا، وتأخر وصول حقائب المسافرين القادمين من بعض مطارات أوروبا، وسوف تضطرب حركة الترانزيت بالعديد من المطارات في ظل هذا الوضع الاستثنائي ومن بين المطارات التي ستتأثر بهذا الاضطراب مطار القاهرة الدولي، وكذلك رحلات شركة مصر للطيران إلى ومن أوروبا، حيث تشغل "مصر للطيران" أسبوعيًّا إلى المطارات الأوروبية نحو 174 رحلة أسبوعيًّا خلال الصيف الحالي، وبالتالي فإن هذه الرحلات قد تتعرض بدرجة أو بأخرى إلى التأخير أو الإلغاء أحيانًا وتأخر وصول الحقائب، بسبب الوضع المضطرب في حركة السفر بالمطارات الأوروبية الرئيسية.

وكانت مطارات "هيثرو" و"جاتويك" و"ستانستيد" بالمملكة المتحدة، من بين المطارات البريطانية، التي لها نصيب كبير في إلغاء وتأخر آلاف الرحلات بها خلال الأسابيع الماضية، واضطرت الخطوط البريطانية إلى إلغاء آلاف الرحلات خلال الموسم الصيفي الحالي، حيث طلبت سلطات مطار هيثرو وهو أكثر المطارات ازدحاماً في المملكة المتحدة، والذي يصل عدد الرحلات به يوميًّا إلى نحو 1300 رحلة يومية من شركات الطيران، إلغاء نحو 10٪ من هذه الرحلات في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وأعلنت سلطات مطار "جاتويك"، ثاني أكثر المطارات ازدحامًا في بريطانيا، أنها ستضع سقفًا على رحلات المغادرة والهبوط هذا الصيف، وسيتم السماح بـنحو 825 رحلة مغادرة وهبوط فقط في يوليو، والسماح بنـحو 850 عملية يومية فقط في أغسطس المقبل .

وشهدت مطارات ألمانيا ارتباكًا في الرحلات أيضًا، وأعلنت شركة "لوفتهانزا" أنها ستلغي ما يقرب من 1000 رحلة في يوليو الحالي، بسبب نقص الموظفين المدربين، وسيؤثر هذا بشكل أساسي على المطارَين الرئيسيَّين في ألمانيا؛ وهما فرانكفورت وميونخ، خصوصًا في عطلات نهاية الأسبوع حسبما أعلنت الشركة.

وأعلنت الحكومة الألمانية أنها سوف تستعين بنحو 2000 من العمالة المدربة من تركيا للعمل في المطارات الألمانية، لسد نقص العمالة بها، وقد أدت حالة الارتباك في المطارات الألمانية إلى إلغاء آلاف الرحلات في الأسابيع القليلة الماضية لشركة لوفتهانزا، وقدم الرئيس التنفيذي للشركة كارستن شبور، اعتذارًا للمسافرين عن حالة الفوضى، وشدد على أن "لوفتهانزا" تقوم حاليًّا بتوظيف موظفين جدد، خصوصًا في أوروبا، وأضاف أن نتائج التوظيف لن تؤتي ثمارها المرجوة إلا في موسم الشتاء.

وتفاقمت أزمة حركة السفر في مطار شارل ديجول الفرنسي، وتم إلغاء العديد من الرحلات مع استمرار الإلغاءات في اللحظات الأخيرة، وأدى نقص الموظفين إلى تعديل جداول التشغيل مع وجود بعض الإضرابات العمالية، وطلبت هيئة الطيران المدني الفرنسية تخفيض الرحلات بنسبة 17% من مطار شارل ديجول؛ بسبب إضراب رجال الإطفاء، وألغت شركة KLM الهولندية نحو 62 رحلة، مع الحفاظ على تشغيل الرحلات الطويلة و90% من الرحلات القصيرة والمتوسطة.

ويواجه مطار بروكسل في بلجيكا اضطرابات شديدة في السفر، وشهد المطار بالفعل إلغاء 315 رحلة طيران على الأقل؛ مما أربك خطط السفر لأكثر من 40 ألف مسافر

ووضع أكبر مطار في هولندا؛ وهو "سخيبول" سقفًا لعدد الركاب بالمطار يوميًّا هذا الصيف في سابقة لم تحدث من قبل، ويأتي ذلك بعد أن اضطر الركاب إلى الانتظار ساعات طويلة خارج المطار لمجرد الوصول إلى كاونترات إنهاء الإجراءات، فضلًا عن طوابير التفتيش الأمني؛ حيث يشهد المطار نقصاً حاداً في أعداد العمال والموظفين، ما أدى إلى إلغاء الكثير من الرحلات أو تأخير موعد وصولها.

وأعلنت شركة "مصر للطيران" أنه بناء على التعليمات الصادرة من مطار "سخيبول" بأمستردام في هولندا لجميع شركات الطيران العاملة به، ضرورة تحديد وتقليص السعة الاستيعابية اليومية للتشغيل بالمطار وما ينتج عنه من تحديد أعداد الركاب المسافرين يوميًّا من أمستردام لجميع شركات الطيران العاملة به.

وقررت الشركة اعتبارًا من يوم 7 يوليو الجاري وحتى 31 يوليو الجاري، تغيير بعض الحجوزات خلال هذه الفترة؛ نتيجة الظروف الخارجة عن إرادة الشركة.

ودفعت الطوابير والفوضى في المطارات الإسبانية إلى تعيين 500 موظف إضافي لنشرهم في المطارات الأكثر ازدحامًا، ومن جانبها قالت "الخطوط الأيبيرية" الناقل الوطني في إسبانيا، إن التأخير الذي طرأ في عمليات مراقبة جوازات السفر في مطار باراخاس بالعاصمة مدريد أدى إلى عدم تمكن قرابة 15 ألف مسافر من اللحاق برحلاتهم.

وفي مطار دبلن بأيرلندا لم يتمكن أكثر من ألف مسافر من اللحاق برحلاتهم في يوم واحد في مطار دبلن الرئيسي للبلاد، بسبب الطوابير الطويلة والازدحام الشديد بينما تقترب حركة الطيران في المطار إلى مستويات ما قبل الجائحة.

وألغت شركات الطيران الأمريكية أكثر من 1100 رحلة، وتأخرت نحو 22 ألف رحلة طوال الأسبوع الماضي؛ بسبب نقص الأطقم العاملة بشركات الطيران، وإضراب بعضها، حيث تعمل شركات الطيران الأمريكية بأطقم أقل بنسبة 15% مقارنة بفترة ما قبل جائحة كورونا، وتسبب طياري شركة دلتا إيرلاينز في تأخير وإلغاء مئات الرحلات للشركة.

وتأثرت 54% من الرحلات في كندا، في 6 مطارات كندية رئيسية، ما بين التأخير والإلغاء؛ حيث شكلت نسبة التأخيرات للرحلات التي تأخرت 38%، بينما بلغت نسبة الإلغاء 16%.

ومن شأن حالة الفوضى في بعض المطارات الأوروبية والأمريكية حاليًّا أن تلقي بظلالها على آمال تعافي قطاع الطيران، الذي تراجع إلى أدنى مستوى له عام 2020 في ذروة وباء كورونا، وخسر أكثر من 230 مليار دولار في ظل الإغلاقات وحظر وقيود السفر.

فيديو قد يعجبك: