إعلان

وزير الري: 46 عامًا من التعاون بين مصر وهولندا في إدارة المياه وتحسين نوعيتها

12:00 م الإثنين 25 يوليو 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد السعداوي:

شارك وفد مصري رفيع المستوى في اجتماع الخبراء للمجلس الاستشاري المصري الهولندي، الذي عُقد خلال الفترة من ٢٠- ٢١ يوليو الجاري.

جاء ذلك بتوجيهات من الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، وبعضوية كل من الدكتور رجب عبد العظيم وكيل الوزارة والمشرف على مكتب الوزير، والأستاذ الدكتور خالد عبد الحي رئيس المركز القومي لبحوث المياه، والمهندس أحمد عبد القادر رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ، والدكتورة إيمان سيد رئيس قطاع التخطيط، والمهندس أحمد رشاد رئيس الإدارة المركزية لشؤون مكتب الوزير، والدكتور عماد محمود رئيس الإدارة المركزية للموارد والاستخدامات المائية بقطاع التخطيط، والدكتور محمد أحمد مدير مشروع التكيف مع التغيرات المناخية في دلتا نهر النيل والساحل الشمالي بمصر.

وقال عبد العاطي إن التعاون بين مصر وهولندا يُعد إحدى العلامات البارزة للتعاون المتميز بين الدول والمبني على أساس من تبادل المنفعة والخبرات؛ الأمر الذي أسهم في بناء جسور من الثقة بين البلدين، وانعكاس ذلك على تزايد الخبرات المكتسبة لدى الطرفين في مجال إدارة المياه؛ خصوصًا مع وجود تشابه كبير بين البلدين في التحديات التي تتم مواجهتها مثل حماية الشواطئ من تأثيرات التغيرات المناخية، الأمر الذي يستلزم تحقيق المزيد من التعاون بشأنها، مشيراً إلى تاريخ التعاون الطويل القائم بين مصر وهولندا في مجال المياه والذي يعود لـ٤٦ عاماً منذ تأسيس المجلس الاستشاري المصري الهولندي لإدارة المياه عام ١٩٧٦، حيث يتم التعاون بين البلدين من خلال تبادل الخبرات في موضوعات تخطيط وإدارة الموارد المائية، وتعظيم العائد من وحدة المياه، وتحسين نوعية المياه، وتقنيات معالجة المياه، والإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية.

وقام أعضاء الوفد المصري بعرض موقف الإعداد للنسخة الخامسة من أسبوع القاهرة للمياه والمزمع عقده في شهر أكتوبر المقبل، ومناقشة الفعاليات رفيعة المستوى المزمع تنظيمها خلال الأسبوع، والذي يتميز بالعديد من الفعاليات الدولية كأحد المؤتمرات السنوية البارزة في مجال المياه، فضلاً عن كونه حدثاً تحضيرياً للفعاليات المعنية بقطاع المياه ضمن برنامج رئاسة الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27)، حيث تم تحديد عنوان المؤتمر ليحقق الترابط بين قضايا المياه والمناخ تحت مسمى "المياه في قلب العمل المناخي".

وأبدى الجانب الهولندي استعداده لدعم الأسبوع، خصوصاً جلسة الإعداد لتقديم تقرير الإسهامات الخاصة بتقرير الأمم المتحدة لمنتصف المدة لعقد المياه مارس ٢٠٢٣ والذي يحدد خارطة الطريق لتسريع وتيرة تحقيق الأهداف الأممية المتعلقة بالمياه، كما أنه من المقرر أن يقوم مارك هاربر وزير البنية التحتية وإدارة المياه الهولندي، بإلقاء كلمة في حفل افتتاح الأسبوع، كما سيتم عمل اجتماع المجلس الاستشاري المصري الهولندي على المستوى الوزاري على هامش الأسبوع.

وأكد الجانب الهولندي دعمه "لجناح المياه والمناخ" والذي سيتم تنظيمه خلال مؤتمر المناخ القادم، وأيضاً دعمه مبادرة التكيف بقطاع المياه المقدمة من مصر، بهدف تحقيق زخم دولي حول قضايا المياه، وتقديم رسائل لقادة المجتمع الدولي لدعم قطاع المياه وإعطائه أهمية خاصة في محور التكيف مع التغيرات المناخية.

واستعرض الوفد المصري، خلال جلسة المياه والزراعة، الوضع المائي في مصر وأهم التحديات التي تواجه قطاع المياه وجهود وزارة الموارد المائية والري في مواجهة هذه التحديات، بالإضافة إلى استعراض أنشطة وحدة المحاسبة بقطاع التخطيط والتي تقوم بحساب الاحتياجات المائية الخاصة بالزراعة من خلال صور الأقمار الصناعية، كما تم الاتفاق على مبادرة تعلنها مصر وهولندا لتوفير بيانات عن إنتاجية المياه من خلال إعلان مصر منصة إقليمية لتبادل البيانات والمعلومات عن إنتاجية المياه في المنطقة، حيث تدرس مصر استضافة مركز المعرفة الإقليمي لتوفير بيانات إنتاجية المياه ضمن المبادرة الهولندية لاستخدام التقنيات الحديثة لرصد ومتابعة تحقيق الأهداف الأممية.

واستعرض الوفد المصري التجربة المصرية الناجحة في مجال معالجة مياه المصارف الزراعية باستخدام تقنية الأراضي الرطبة (wet lend) .. حيث تم عرض التجربة التي يقوم بها المركز القومى لبحوث المياه في محطة بحيرة المنزلة التابعة لمعهد بحوث الصرف حيث تقوم المحطة بمعالجة ٢٥٠ ألف متر مكعب يومياً من مياه مصرف بحر البقر للاستخدام في الزراعة والاستزراع السمكي وأثبتت فاعليتها في إزالة الملوثات بكفاءة عالية، وتم أيضًا استعراض عدد من التجارب البحثية للأراضي الرطبة داخل زمام مصارف إدفينا والبهو بالوجه البحري، وكذلك النموذج الخاص بمعالجة الصرف الصحي بقرية سماحة بمحافظة الدقهلية باستخدام الأراضي الرطبة، وقد أظهرت النتائج قدرة تكنولوجيا الأراضي الرطبة في معالجة مياه المصارف للاستخدام الزراعي والاستزراع السمكي وذلك بتكلفة منخفضة، بحيث تعتبر هذه التقنية من الحلول الصديقة للبيئة.

وقامت جامعة ڤاجنن بهولندا باستعراض خبرات الجامعة في تطوير تكنولوجيا الأراضي الرطبة؛ حيث تم الاتفاق في المجلس الاستشاري المصري الهولندي على تبادل الخبرات بين مصر وهولندا فى هذا المجال وعمل دورات تدريبية لرفع قدرات باحثي المركز ومهندسي الوزارة في تطبيقات تكنولوجيا الأراضي الرطبة.

واستعرض الوفد المصري، في مجال حماية الشواطئ، جهود الوزارة في حماية شواطئ دلتا نهر النيل لحماية المناطق الساحلية واكتساب أراضٍ جديدة، مع الإشارة إلى أنه تم خلال السنوات الماضية تنفيذ أعمال حماية للشواطئ بأطوال تصل إلى ٢١٠ كيلومترات، وجار العمل في حماية أطوال أخرى تصل إلى ٤٥ كيلومترًا بهدف تأمين الأفراد والمنشآت بالمناطق الساحلية، والعمل على إيقاف تراجع خط الشاطئ في المناطق التي تعاني عوامل النحر الشديد؛ الأمر الذي يُسهم في حماية المنشآت بالمناطق التي تتم فيها أعمال الحماية، وحماية الأراضي الزراعية الواقعة خلف أعمال الحماية، والعمل على استقرار المناطق السياحية واكتساب مساحات جديدة للأغراض السياحية، وحماية بعض القرى والمناطق المنخفضة من مخاطر الغمر بمياه البحر، كما تُسهم أعمال الحماية في تنمية الثروة السمكية بالبحيرات الشمالية من خلال العمل على تطوير بواغيز هذه البحيرات وتنميتها، لضمان جودة مياه البحيرات من خلال تحسين حركة دخول مياه البحر للبحيرات.

وتم استعراض مجهودات وزارة الموارد المائية والرى في تنفيذ مشروع تعزيز التكيف مع آثار التغيرات المناخية على السواحل الشمالية ودلتا نهر النيل لمواجهة ارتفاع منسوب سطح البحر والظواهر الجوية الحادة والتي تؤثر على المناطق الساحلية المنخفضة الحرجة وتوغل مياه البحر في أوقات النوات بإجمالي أطوال تصل إلى نحو ٦٩ كم في خمس محافظات ساحلية هي (بورسعيد – دمياط – الدقهلية – كفر الشيخ – البحيرة)، ويتميز هذا المشروع بتنفيذ تجارب رائدة في استخدام تقنيات قليلة التكلفة ومواد صديقة للبيئة من البيئة المحيطة بمنطقة المشروع في أعمال الحماية، حيث تم إنشاء عدد من الجسور الشاطئية لحماية المناطق المنخفضة، وإنشاء خطوط طولية لمصدات الرمال ثم عمل صفوف عمودية عليها، حيث تستخدم مصدات الرمال في تجميع الرمال وتقليل فقد الرمال بواسطة الرياح أثناء العواصف.

وتم عرض مجهودات الوزارة لإنشاء نظام للرصد على سواحل البحر المتوسط لرصد حركة الأمواج ومناسيب مياه البحر المتوسط وبيانات الطقس مثل الرياح والأمطار ودرجات الحرارة، وهذه البيانات سيتم استخدامها من خلال مركز التنبؤ للشواطئ.

وتم عرض مجهودات الوزارة في إعداد خطة إدارة متكاملة للمناطق الساحلية على طول السواحل الشمالية لمصر على البحر المتوسط، للحفاظ على الاستثمارات والثروات الطبيعية بالمناطق الساحلية.

واتفق الطرفان المصري والهولندي على أن أهمية تبادل الخبرات بين الجانبين في مجال حماية الشواطئ واكتساب الأراضي.

وتم مناقشة مقترح تطبيق نظم الحماية المتوائمة مع الطبيعة وذلك لحماية الشواطئ المصرية من النحر، والتي تتضمن نظام التغذية بالرمال وكذلك محرك الرمال؛ حيث اتفق الجانبان المصري والهولندي على عمل دراسة تفصيلية لهذا المقترح تشمل الجوانب الفنية والبيئية والاقتصادية لتحديد مدى جدوى هذا المقترح، وحساب كميات الرمال المتوفرة على شواطئ البحر المتوسط وأماكن وجودها لاستخدامها كمصدر للتغذية في المستقبل في حالة ملاءمتها لهذا الغرض، مع تعزيز التعاون بين الجانبين في مجال بناء القدرات في هذا المجال.

فيديو قد يعجبك: