سعاد كفافي.. إسهامات حاضرة تخلد سيرة "قاهرة المستحيل"
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
(مصراوي):
آمنت بأن التعليم هو السبيل إلى النهضة والتقدم، وأن تحديثه ونقله من الاعتماد على الوسائل التقليدية القديمة إلى توظيف الوسائل التكنولوجية الحديثة بات أمراً مُلحاً، لتخريج أجيال قادرة على خدمة أوطانها وتحقيق النهضة المنشودة.
الدكتورة سعاد كفافي، التي فارقت الحياة في مثل هذا اليوم عام 2004، توصف بأنها رائدة العمل التربوي في مصر، فهي التي نجحت في إقامة صروح علمية كبرى، صنعت طفرة لافتة ونقلة نوعية في التعليم، ولا تزال تخرج أجيالاً في مجالات عديدة، على رأسها جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، التي أسستها الراحلة في عام 1996 بمدينة السادس من أكتوبر، فضلاً عن تأسيس معهدين للتعليم العالي في مدينة المدينة نفسها، هما المعهد العالي للسياحة والفنادق، والمعهد العالي للهندسة المعمارية وإدارة الأعمال.
حملت "كفافي" رؤية خاصة، فقد أرادت لجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا أن يكون لها ما يميزها عن باقي الجامعات في مصر، سواء من ناحية المناهج أو طرق التدريس، وأدخلت التكنولوجيا الحديثة المتطورة إلى كليات الجامعة، فضلاً عن تزويد الجامعة بأكبر مكتبة مركزية حديثة في مصر بتصميم فريد ومزودة بمراجع علمية رفيعة، بهدف دعم المجتمع الأكاديمي من خلال توفير كافة السبل لتسهيل البحث العلمي من خلال التعاون مع أعضاء مجتمع الجامعة.
وقد ضمت الجامعة عدداً من الكليات المختلفة مثل كلية الطب ومستشفاها التعليمي، وكلية الصيدلة والتصنيع الدوائي، وكلية طب جراحة الفم والأسنان، وكلية العلاج الطبيعي، وكلية العلوم الطبية التطبيقية، وكلية التكنولوجيا الحيوية، وكلية الهندسة والتكنولوجيا، وكلية تكنولوجيا المعلومات، وكلية الاقتصاد وإدارة الأعمال، وكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال، وكلية اللغات والترجمة، وكلية الآثار والإرشاد السياحي.
وشغلت "كفافي"، المولودة في 1928، منصب رئيس مجلس أمناء جامعة مصر منذ تأسيسها حتى وفاتها عام 2004، فيما أسست كذلك مستشفى سعاد كفافي الجامعي، التي تعد من أهم وأبرز المستشفيات في تأدية الخدمة الطبية والمجتمعية، حيث لم يتوقف دور المستشفى عند حد كونها واحدة من أهم وأبرز المستشفيات في مصر، لكنها أصبحت بمثابة مؤسسة وطنية، شاركت في العديد من الأنشطة المجتمعية التي تستهدف تقديم خدمات طبية مجانية لغير القادرين، لتظل بصمات الراحلة حاضرة حتى وقتنا هذا.
وفي حين نجحت "كفافي" في صناعة طفرة ونقلة نوعية في التعليم، عبر حرصها على دعم أجيال المستقبل من الأخصائيين والمعلمين والمدربين رفيعي المستوى وتقديم بيئات تعليمية جديدة ومناهج تدريسية مبتكرة في كل أطروحاتها التربوية، فإنها حققت شهرة واسعة على مستوى عالمي في مجال التعليم العالي من حيث القدرة على التطوير الواعد والطموح لمقررات وأساليب تعليمية جديدة، ووضع حلول جذرية للمشكلات والصعوبات في مجال اهتماماتها، هذا فضلا عن تميزها في التواصل والاتسام بروح الابتكار والإبداع.
وحصلت الراحلة على عدد من الجوائز والمنح وشهادات التقدير الأكاديمية من دول أجنبية مختلفة، إذ نالت درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية ومنحت شهادة الدكتوراه الفخرية من أوروبا.
والآن، يتلمّس خالد الطوخي رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، خطى والدته سعاد كفافي، مقتفياً أثرها سائراً على نهجها بحرصه على تحقيق إنجازات وطفرات واسعة في جامعة مصر على مستوى الكم والكيف، وفق الالتزام بمعايير الجودة العالمية في نظم التعليم وطرق التدريس، بجانب الانفتاح على العالم الخارجي، عبر توقيع بروتوكولات تعاون مع كبرى جامعات العالم، وخاصة جامعات دول الاتحاد الأوروبي.
ويواصل "الطوخي" الدور الإنساني والخيري، بتوجيه القوافل الطبية للمحافظات لعلاج غير القادرين، وفق أعلى معايير الجودة في الخدمات الصحية، بهدف الإسهام بشكل حقيقي في خدمة المجتمع والالتزام باعتبارات المسئولية المجتمعية، من خلال التوسع في الأعمال الخيرية والطبية للمستشفى، حتى باتت الجامعة والمستشفى بمثابة صرح تعليمي وطبي وترفيهي وثقافي، يستكمل خطة بناء الإنسان التي وضعتها الراحلة سعاد كفافي.
فيديو قد يعجبك: