إعلان

قلبها بين 3 غرف عمليات.. والدة أول حالة زراعة رئة تكشف تفاصيل اللحظات الصعبة

05:53 م الخميس 22 ديسمبر 2022

السيدة سامية عبد الحفيظ والدة أول حالة زراعة رئة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد جمعة:

تصوير- محمد معروف:

انشقَّ قلب السيدة سامية عبدالحفيظ، إلى 3 أجزاء موزعة على 3 غرف عمليات حيث تخضع ابنتها الوحيدة سحر لعملية زراعة رئة هيّ الأولى من نوعها في مصر، في الوقت الذي كان شقيقيها "كامل وجمعة" هما المتبرعيّن.

ضاقت عليها الأرض، همهمت بالدعاء والرجاء أن يحفظهم الله من تلك التجربة العصيبة، لكن آلام رحلة الـ 28 عامًا لابنتها ظلت في مخيلتها، لم تفارقها طوال مسيرة الأيام الصعبة: "كنت بموت في اليوم 100 مرة، دي بنت وحيدة على 4 ولاد، وغصب عني مش قادرة أعملها حاجة، حالة بنتي تدهورت يوم ورا التاني ودخلت على فشل تنفسي وجلطة على الشريان الرئوي وكانت صعبة علينا كلنا".

في رحلة الألم، لم يخذل كامل وجمعة شقيقتهما، كانا عند الموعد، دون ثمّة تفكير، أجسادهم فداءً لها ولشبابها ولقلب والديهما، علهما في يوم من الأيام يجدونها تسير كما يسير الناس، وتتلقى دفعات الأكسجين من الهواء عوضًا عن أجهزة التنفس التي كبدتها معاناة فوق معاناتها، لتكون وجهتهم صوب مستشفى عين شمس التخصصي الذي بدأ فريقه الطبي في الاستعداد لخوض تجربة زراعة الرئة لأول مرة، بعد شهور من الدراسات والتجهيزات، لكن أول ما سألوا كان عن "المتبرعين".

تقول سامية: "كامل وجمعة قالوا مستحيل نسيب أختنا، هي رفضت جدا وقالت معملش عملية فيها ضرر لأخواتي"، لكن وجعها كان فوق الاحتمال "يارب ما حد يشوفه".

تشتت فكر السيدة الخمسينية وزوجها: "لا قادرين نقولها متعمليش، ولا قادرين نقولها أعملي.. لا هاين عليا بنتي، ولا هاين عليا ولادي"، قبل أن يحسم الشقيق الأكبر هذا الشتات، فإذا هو قادم من يوم عمل طبيعي "في الخرسانة ومتعفر وتعبان"، فأخبرته والدته بالحاجة لمتبرعين لشقيقته لإجراء عملية زراعة الرئة: "بدون تردد قالوا هنعمل التحاليل ومنحوش حاجة عن أختنا"، وبالفعل نجح توافق "كامل وجمعة" مع حالة سحر.

ومن هذا الحين، سيطر إحساس الخطر على قلب "سامية"، هيّ الآن لا تفكر في شيء إلا أن صدور أبنائها الثلاثة ستكون مفتوحة في آن واحد، وعلى رأس كل واحد فيهم جراحين يستخرجون فصًا من الرئة لتتلقاه سحر: "كان عندي إيمان قوي في ربنا وبصلي وأدعيلهم وقبل ما أحط رأسي على المخدة أقول يارب استودعتهم عندك متخذلنيش، وربنا نزل سكينة الصبر على قلبي".

أما في رحلة الأمل، فكان القلق مضاعفا، ظلّت والدة الثلاثة في منزلها، على أمل سماع صوت بنجاح العملية، ساعات ثقيلة على قلبها الموجوع: "قولت يارب سلمت أمري إليك ما تخذلنيش.. ربنا يتولاكم يا ولادي.. بتكلم وأنا موجوعة من جوايا". لكن ما لم تقدر على الانتظار "كل ما أرن على حد محدش بيقولي حاجة"، اضطرت لمغادرة منزلها في الفيوم صوب المستشفى، وما إن اقتربت منه كانت صلاة المغرب قد حانت: "رحت أصلي في مسجد بمصلى الحريم، وبعد الصلاة قولتلهم يا جماعة ولادي في حالة خطر، ادعولهم.. لقيت كل الناس قعدت تدعيلهم بالخير وربنا استجاب دعواتي".

بعد انتهاء عملية الزراعة، خرج الثلاثة إلى غرف الرعاية المركزة لحين استقرار حالتهم الصحية، وفي اليوم التالي خرج "كامل وجمعة" لغرفة عادية، في وقت لا تزال سحر في الرعاية المركزة: "كانوا في حالة صعبة بس قالولي يا أمي إحنا كويسين، فسجدت لربنا وقولت الحمد لله ربنا مخذلنيش"، ومع مرور الأيام يطمأنها الفريق الطبي على حالة سحر التي بمجرد إفاقتها سألت عن أشقائها وحالتهم الصحية: "بتمني سحر ربنا يشفيها ويعافيها وترجع بصحة كويسة زي كل الناس".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان