مرصد الأزهر: حديث "أُمرت أن أٌقاتل الناس" يكشف فساد فهم التنظيمات المتطرفة
كتب- محمود مصطفى أبوطالب:
قال مرصد الأزهر، إن التنظيمات المتطرفة خاصة (داعش) دائمًا ما تسعى إلى إضفاء صبغة شرعية على عملياتها الإجرامية من خلال الاستشهاد بالآيات والأحاديث في غير موضعها، ومنها حديث "عبد الله بن عمر" رضى الله عنهما، وفيه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله» [أخرجه البخاري].
وأوضح أن هذه التنظيمات تستدل بأن الحديث يفرض على المسلم قتل جميع الناس حتى اعتناق الدين الإسلامي وإلا لم يدخل في زمرة المسلمين، والحقيقة أن الحديث نفسه يكشف فساد فهم التنظيمات المتطرفة للسنة النبوية المطهرة. صحيح أن الحديث في أعلى درجات الصحة ولا إشكال فيه من ناحية الثبوت، لكن الترويج إلى القتل العام باسم الإسلام ورسوله، هو من قبيل الاعوجاج الفكري والقصور في فهم مغزى الحديث ومعناه، إذ يصف الله تعالى نبيه بـ (الرحمة) فقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
وأكد المرصد أن إسقاط الأحكام على أناس بعينهم إنما هو من مهمة القضاء، وليس لأحد أن يحكم على غيره بالكفر. كما أن القاعدة الشرعية أن الإنسان لا يخرج من الإسلام إلا بإنكار معلوم من الدين بالضرورة.
وأكد مرصد الأزهر أن هذا الحديث -كما قال كثير من العلماء- وارد في شأن من يبادروننا بالقتال، فتقع المقاتلة بيننا وبينهم، وعلى ذلك فهو ليس بحجة لتلك التنظيمات المتطرفة وإنما هو حجة عليهم؛ حيث لم يلتزموا به ولم يفهموه في ضوء الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الأخرى. وأن أمثال هذه الجماعات من المفسدين في الأرض؛ فلقد سفكوا الدم الحرام ويتموا الأطفال وسبَوا النساء، وحكمهم ما قال الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33].
فيديو قد يعجبك: