رحيل المشير طنطاوي يتصدر اهتمامات كبار كتاب الصحف المصرية
القاهرة - أ ش أ:
تصدر نبأ رحيل المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق، الذي وافته المنية يوم أمس، اهتمامات كبار كتاب صحف القاهرة الصادرة اليوم الأربعاء.
ففي مقاله (صندوق الأفكار) بصحيفة "الأهرام" وتحت عنوان "إنصاف المشير طنطاوي"، أكد الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة أن التاريخ سيقف طويلا أمام دور المشير حسين طنطاوي، بعد 25 يناير 2011، وكيف انحاز إلى الإرادة الشعبية، وعبر بأمان تلك الفترة العصيبة، ولم تنل منه سهام أهل الشر، وكان هدفه الوحيد حماية المصريين، وأرواحهم، وأملاكهم، وعدم "سقوط" الدولة المصرية.
وأفاد الكاتب بأن المشير طنطاوي تحمل كثيرا، وصبرا طويلا، ورفض إغراءات السلطة، رغم أنها كانت بين يديه، وتعامل بشرف، وأمانة، مع جسامة المسئولية، في ذلك التوقيت الحرج.
وشدد الكاتب الصحفي على أن التاريخ سيسجل أن المشير طنطاوي نجح في حماية الدولة من السقوط، والانهيار، كما حدث في بعض الدول المجاورة، وتعامل مع المرحلة الانتقالية بنزاهة، وشفافية مطلقة، حتى عبرت مصر أخطر أزمة تواجهها في العصر الحديث.
واختتم مقاله قائلا: "رحم الله المشير طنطاوي، أحد أبطال الجيش المصري العظيم، والذي شارك في حروب 56، و67، والاستنزاف، ثم نصر "أكتوبر" العظيم.
أما الكاتب مرسي عطا الله فقال في مقاله (كل يوم) بصحيفة "الأهرام" وبعنوان "وداعا أيها البطل الجسور" : "رحل المشير محمد حسين طنطاوي، الجبل الصامد الذي لم تهزه عواصف ورياح الفوضى التي ضربت مصر وسائر المنطقة عام 2011 واستطاع – بصفته رئيسا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة آنذاك - بصبر وجلد وقوة إرادة وعمق إصرار على تجنيب مصر الانزلاق إلى ما انزلقت إليه معظم دول المنطقة التي ضربتها ذات العواصف المدمرة المحملة بكل أسباب الفوضى والخراب".
وأضاف: "رحل الصابر المحتسب الذي تعرض لأكثر من محنة صحية صعبة منذ تسعينيات القرن الماضي ولكن عناية الله ورعايته له مكنته من اجتياز كل هذه المحن الصحية الصعبة ليبقى جنديا حاميا للوطن ومدافعا عن شرف الأمة".
ومضى الكاتب قائلاً: "رحل الرجل الذي سيكتب عنه التاريخ أنه جندي حارب في كل معارك الوطن ونجح في أن ينال شرف الانتصار للوطن... وليست معركة إنقاذ مصر من مخطط الفوضى الهدامة إلا عنوانا يختصر ويجسد مسيرة رجل كان دائما عظيم الفعل وقليل الكلام".
فيما تطرق الكاتب الصحفي فاروق جويدة في مقاله (هوامش حرة) بصحيفة "الأهرام" وبعنوان "المشير طنطاوي ونشيد الجيش"، إلى المرات القليلة التي التقى فيها المشير محمد حسين طنطاوى، لافتا إلى أنه حين قرر تكليفه بكتابة نشيد للجيش المصري جلس يومها مع الموسيقار الكبير الراحل كمال الطويل مع بعض القيادات المهمة في القوات المسلحة.
وأشار الكاتب إلى أنه حين انتهي من كتابة النشيد وانتهى كمال الطويل من تلحينه وعمل البروفات، استمع المشير طنطاوي للنشيد ووافق عليه، وبدأت حشود جيش مصر تردد النشيد صباح كل يوم في وحداتها وكان المشير طنطاوي سعيداً أن يتم أول نشيد للجيش المصري في عهده.
وقال الكاتب الصحفي: "كان نشيد الجيش أجمل وأغلى هدية قدمتها لجيش مصر بقرار من المشير محمد حسين طنطاوي وقد اقترن اسمه بهذا النشيد وشرفت أنا بأن أكون صاحب كلماته.. كان طنطاوي قائدا عسكريا مصريا من طراز رفيع وحافظ على جيش مصر طوال سنوات قيادته.. وكان حكيما في قرارات كثيرة حافظ فيها على جيش مصر في أزمات كثيرة".
وفي مقاله (بدون تردد) بصحيفة "الأخبار" وبعنوان /رحم الله المشير/ أكد الكاتب الصحفي محمد بركات أن المشير محمد حسين طنطاوي، الذي ودعنا بالأمس، يستحق كل التحية والتقدير والإعزاز من كل المصريين، لما قدمه لوطنه وأمته وشعبه من تضحيات جليلة، وما قام به من أعمال عظيمة، على طول مسيرته العسكرية والوطنية في خدمة مصر.
وشدد على أن المشير طنطاوي لم يكن واحدا من القادة العسكريين العظام في تاريخ العسكرية المصرية، الذين قادوها في فترة من أدق وأصعب الفترات وأكثرها حساسية في تاريخ الوطن.. فقط، بل كان قبل ذلك وخلاله ومن بعده تجسيدا حيا، ومثالا رائعا لحب الوطن والاستعداد الدائم للتضحية في سبيله، والذود عنه في كل وقت وتحت كل الظروف، باذلا غاية الجهد للدفاع عن كرامة الوطن واستقلاله ووحدة أراضيه، والحفاظ على سلامة الدولة وأمن وأمان الشعب.
وأعرب الكاتب عن قناعته بأن تاريخ مصر الوطني، قد سجل للمشير طنطاوي في أنصع صفحاته، الدور العظيم الذي قام به حفاظا على الدولة المصرية، وما واجهته طوال الفترة الحرجة التي مرت بها، خلال العواصف والأعاصير التي اجتاحتها في يناير 2011 وما تلاها حتى الثلاثين من يونيو 2013 وصولا إلى الثالث من يوليو 2013.
واختتم مقاله قائلا: "لعلها قدرة الله الواحد القهار التي شاءت، أن يكون على رأس الجيش المصري في تلك الفترة الحرجة والقلقة المشير طنطاوي قائدا عاما للقوات المسلحة، كي يتولى رئاسة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ويتولى قيادة سفينة الوطن بكل الشجاعة والصبر والحكمة لبر الأمان رغم كل الأمواج الخطرة والأعاصير المدمرة التي كانت تحيط بها من كل جانب".
وفي مقاله (رحلة) بصحيفة "الأخبار" وبعنوان /ورحل طنطاوي رجل المصاعب والتحديات صاحب العبور الآمن بالمحروسة/، قال الكاتب جلال دويدار إن المشير طنطاوي استطاع بالحكمة والهدوء والحزم والوطنية والاعتزاز بعسكريته أن يعبر بالبلاد إلى بر الأمان، وتم ذلك وسط أنواء وتسلط وسطو جماعة الإرهاب الإخواني على أحداث 25 يناير حتى عبر بالوطن هذه المرحلة الخطيرة، وشهدت حقبته اندلاع ثورة 30 يونيو الشعبية التي وضعت نهاية لحكم الجماعة الإرهابية".
وأكد قناعته بأنه لا يمكن أن يكون خافياً أن حياة المشير كانت زاخرة بالأسرار المرتبطة بالمعلومات الخطيرة والتاريخية لمصر المحروسة في فترة من أخطر مراحل مسيرتها.. مختتما بالقول: " رحم الله الفقيد العظيم وجزاه كل الخير على ما قدم لوطنه".
أما الكاتب جلال عارف فأفاد في مقاله (في الصميم) بصحيفة "الأخبار" وبعنوان /سيناء وقناة السويس.. وانتصار الإرادة المصرية/، بأنه رغم إعلان الحداد العام بعد وفاة المشير طنطاوي رحمه الله، فقد تم افتتاح المشروعات الجديدة في سيناء وقناة السويس.
وأكد الكاتب أن حجم الإنجاز في سيناء هائل، والمضي فيه هو خير إعلان عن انتصار شعبنا على عصابات الإرهاب ومن وقفوا وراءها.. فالمخطط الحالي للتطوير العمراني والسياحي سيمتد عامين آخرين، لكن قطار التنمية لن يتوقف وستكون البنية الأساسية قد تطورت، وستكون احتياجات التنمية من طرق وكهرباء ومياه قد توافرت، وستكون أنفاق الخير قد ربطت سيناء بقلب الوادي من أقصاه لأقصاه.
وشدد على أن ما يجري في سيناء لا ينفصل عما يتم من تطوير كبير في قناة السويس، لكي تواكب على الدوام التطورات المستمرة في حركة التجارة العالمية وفي صناعة السفن العملاقة، ولكي تظل في مكانتها كأهم ممر للملاحة البحرية في العالم، ولكي تظل عنوانا على انتصار الإرادة المصرية على كل التحديات كما كانت دائما منذ أن عادت لأحضان الوطن بقرار التأميم التاريخي قبل 65 عاما.
واختتم مقاله قائلا: "كانوا يريدون سيناء مزرعة للإرهاب أو ممرا للأعداء، وكانوا يستهدفون على الدوام أن تظل قناة السويس حاجزا بين سيناء والوادي.. الآن نزرع المستقبل في سيناء ونضاعف من قدرة القناة، ونمد أنفاق الخير عبر القناة.. والقادم أفضل بإذن الله".
وفي مقاله ( من آن لآخر) بصحيفة "الجمهورية" وبعنوان /المشير طنطاوي وحكاية وطن/ قال الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق رئيس تحرير الصحيفة: "تشاء الأقدار.. أن يوم وفاة المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق.. ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى إدارة شئون البلاد.. في وقت عصيب على مصر.. هو نفسه اليوم الذي يتم فيه افتتاح عدد من المشروعات القومية لتنمية سيناء".
وأضاف أن من عرف المشير طنطاوي رحمة الله عليه أو تعامل معه أو استمع إليه.. يدرك أنه شخصية شديدة الوطنية والاعتزاز بمصر.. امتلك الرؤية واستشراف المستقبل.. يؤمن بأن مصر وطن عظيم ومستهدف فهي بالنسبة لأعدائها «قلب الخرشوفة» والجائزة الكبرى.. فكان يرى حتمية امتلاك القوة والقدرة.. ويؤمن بعظمة وصلابة الجيش المصري ويدرك خصوصية المقاتل المصري كركيزة أساسية ومفتاح للنصر.. شديد الانضباط والاحترافية والثقافة الواسعة.
وأكد أن عطاء المشير محمد حسين طنطاوي على مدار تاريخه الوطني زاخر ومصدر للفخر والاعتزاز كان على استعداد دائم للتضحية والبذل من أجل تراب مصر.. فهو رجل المواقف والأوقات العصيبة في تاريخ الوطن.. وصاحب البطولات التي سطرها التاريخ بحروف من نور.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: