حامل السيد المسيح.. معلومات عن الأنبا بيشوي الملقب بكوكب البرية في ذكرى رحيله
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
كتب- مينا غالي:
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس، بعيد نياحة (وفاة) الأنبا بيشوي، أحد أهم قديسي "برية شيهيت"، والمُسمى على اسمه دير الأنبا بيشوي الذي يعتبر أحد أهم أديرة وادي النطرون.
وُلد الأنبا بيشوي في شنشا، قرية بمحافظة المنوفية، حوالي سنة 320 م وكان أحد ستة إخوة بنين توفي والدهم وقامت والدتهم بتربيتهم. ويذكر سنكسار الكنيسة القبطية، أن الأم رأت ملاكًا يطلب منها: "إن الرب يقول لكِ أعطني أحد أولادكِ ليكون خادمًا له جميع أيام حياته"، وكانت إجابتها: "هم جميعهم للرب يا سيدي، الذي يريده يأخذه". مدّ الملاك يده ووضعها على هذا القديس وهو يقول: "هذا فاعل جيد للرب". وإذ كان ضعيف البنية نحيف الجسد سألته أن يختار آخر، وكانت الإجابة: "إن قوة الرب في الضعف تكمل".
وإذ بلغ العشرين من عمره، في عام 340 م، انطلق الشاب بيشوي إلى برية شيهيت ليتتلمذ على يديْ القديس الأنبا بموا تلميذ القديس مقاريوس، وعكف القديس على العبادة في خلوة دامت ثلاث سنوات لم يفارق فيها قلايته، فنما في الفضيلة ومحبة الله.
وبعد وفاة الأنبا بموا، اتفق تلميذاه الأنبا بيشوي والأنبا يحنس القصير أن يقضيا ليلة في الصلاة يطلبان إرشاد الله، وكان من ثمرتها أن ظهر ملاك لهما وطلب أن يبقى القديس يحنس في الموضع وحده، فأطاع الأنبا بيشوي وخرج من الموضع مفارقًا صديقه، وصنع لنفسه مغارة بقرب الصخرة القبلية تبعد حوالي ميلين عن القديس يحنس.
ويذكر السنكسار، أنه بسبب حبه للصلاة صنع ثقبًا في أعلى المغارة جعل فيه وتدًا، وأوثق فيه حبلًا ربط به شعر رأسه، حتى إذا غلبه النعاس وثقلت رأسه يشدها الحبل فيستيقظ، أما من جهة الصوم فصار يتدرب عليه حتى صار يصوم طوال الأسبوع ليأكل يوم السبت، وقد امتزجت صلواته وأصوامه بحبه الشديد لكلمة الله، فحفظ الكثير من أسفار الكتاب المقدس.
أما عن العمل اليدوي، فكان يراه جزءًا هامًا لبنيان حياته الروحية، وقد آمن بأن من لا يعمل لا يأكل. وقد روى عنه صديقه القديس يحنس القصير أن أحد الأغنياء جاء إليه بمال كثير يقدمه له، أما هو فقال له: "ليس لسكان البرية حاجة إلى الذهب، وليس لهم أن يأخذوا منه شيئًا، امضِ إلى قرى مصر، ووزعه على الفقراء، الله يباركك"، وإذ مضى الرجل، ودخل القديس قلايته لاقاه إبليس وهو يقول: "لقد تعبت معك جدًا يا بيشوي." أجابه: "منذ سقطت وتعبك باطل."
ووفقًا للسنكسار، فإن الأنبا بيشوي كان كثيرًا ما يظهر له السيد المسيح ويتحدث معه، وإذ كان الرهبان يعرفون عن القديس أنه يرى السيد المسيح مرارًا، طلبوا منه أن يشفع فيهم لينعموا برؤيته مثله، وإذ سأل ذلك من أجلهم وعده المسيح أنه سيظهر على الجبل في ميعاد حدده، ففرح الرهبان جدًا، وانطلق الكل نحو الجبل وكان القديس بسبب شيخوخته في المؤخِرَة. التقى الكل بشيخ تظهر عليه علامات الإعياء والعجز عن السير فلم يبالِ أحد به، أما القديس أنبا بيشوي فاقترب منه وسأله إن كان يحمله، وبالفعل حمله وسار به ولم يشعر بالتعب.
وفجأة صار الشيخ يثقل عليه شيئًا فشيئًا فأدرك أنه السيد المسيح جاء في هذا الشكل، فتطلع إليه وهو يقول له: "السماء لا تسعك، والأرض ترتج من جلالك، فكيف يحملك خاطئ مثلي؟" وإذا بالسيد المسيح يبتسم له، ويقول له: "لأنك حملتني يا حبيبي بيشوي فإن جسدك لا يرى فسادًا"، ثم اختفى. ولا يزال جسده محفوظًا بديره لا يرى فسادًا. وإذ عرف الإخوة بما حدث حزنوا إذ عبروا بالشيخ ولم ينالوا بركة حمله.
توفي الأنبا بيشوي في 8 أبيب (سنة 417 م.)، وقد بلغ من العمر 97 عامًا، ودُفن في حصن منية السقار بجوار أنصنا، ثم تنيح القديس بولا الطموهي، وتولى الأنبا أثناسيوس (من أنصنا) جمع القديسين، ودفنهما معًا في دير القديس أنبا بيشوي بأنصنا (دير البرشا). وفي زمن بطريركية الأنبا يوساب الأول في القرن التاسع أُعيد الجسد إلى برية شيهيت. حاليًا بدير القديس أنبا بيشوي بوادي النطرون.
وكان قد طيّب قداسة البابا تواضروس الثاني، أمس الأول، جسد القديس الأنبا بيشوي في ديره بوادي النطرون بمشاركة ٤ من الآباء الأساقفة رؤساء الأديرة وعدد من رهبان الدير.
وشارك قداسته من أحبار الكنيسة إلى جانب نيافة الأنبا أغابيوس أسقف ورئيس الدير، أصحاب النيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السيدة العذراء السريان، والأنبا إيسوذورس أسقف ورئيس دير السيدة العذراء البراموس، والأنبا مينا أسقف ورئيس دير الشهيد مار جرجس بالخطاطبة.
فيديو قد يعجبك: