إطلاق 5 أدوية جديدة لعلاج سرطان الكبد والبروستاتا والثدي والقولون والمثانة
كتب- مصطفى عريشة
تصوير- محمود بكار
أعلن المؤتمر الدولى العاشر لأورام الجهاز الهضمى والكبد والمسالك البولية عن ثورة جديدة في علاج اورام الكبد والكلى، عقب ثورة تحققت في هذا المجال بمزج العلاج المناعى بالعلاج الموجه للأورام والعلاج المناعى بالمناعى، مما قضى تماما على العلاج التقليدي في هذا المجال.
وأعلن رؤوساء المؤتمر عن استخدام الذكاء الاصطناعى لأول مرة للتشخيص الباثولوجى بقدرات تتجاوز العقل البشرى، وتحديد خطط علاجية تحقق نتائج أفضل بتكلفة منخفضة.
وأوضح الدكتور هشام الغزالى، أستاذ علاج الأورام ورئيس مركز الأبحاث كلية طب عين شمس ورئيس الجمعية الدولية للأورام والمؤتمر، خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم اليوم للإعلان عن المؤتمر الدولي العاشر لأورام الجهاز الهضمى والكبد والمسالك البولية، أن هذا العام يقام المؤتمر بالتعاون مع ١٠ جمعيات دولية من بينها الجمعية الامريكية للأورام، والمجلس العالمى للسرطان، وبحضور أكثر من ١٠٠ عالم أجنبي وإقليمى على رأسهم اكبر جراحى البنكرياس في العالم ماركوس بوشلر أستاذ جراحة اورام البنكرياس بجامعة هايدلبرج بألمانيا، والبروفيسور هاينز لينز أستاذ علاج الأورام بجامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة، وماك روش اكبر أساتذة العلاج الاشعاعى في العالم، وتيرى دوبير أستاذ الاشعة التداخلية بمعهد جوستاف روسيه بفرنسا.
وأشار الغزالي، إلى أن المؤتمر أقيم تحت رعاية الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى، والدكتورة هالة زايد وزير الصحة والسكان، والدكتور محمود المتينى رئيس جامعة عين شمس، والدكتور اشرف عمر عميد كلية الطب جامعة عين شمس.
وذكر الغزالي، أن المؤتمر يناقش أكثر من ٢٠٠ ورقة علمية في ١٠ محاور مختلفة من بينها علاج وجراحة الأورام وجراحات اورام المسالك البولية والعلاج الاشعاعى والبحث العلمى والذكاء الاصطناعى والمعلوماتية الحيوية والتحاليل والفحوصات الجينية، كما يحتوى على أكثر من ١٠ ورش عمل للجراحة والاشعة التداخلية وزراعة الأنسجة، بالتعاون مع مركز أبحاث طب عين شمس وجامعة عين شمس.
وأضاف الغزالى، رئيس المؤتمر، أنه يعتبر من أكبر مؤتمرات الأورام هذا العام على الإطلاق حضورا، وباستخدام تقنية الفيديو كونفرانس حيث يشارك أكثر من ٦٠ دولة على مستوى العالم. لافتا الى ان المؤتمر يركز على ٣ محاور اولها مستقبل علاج الأورام بداية من الدقة المتناهية في التشخيص، والعلاج، الى الطب التفصيلى، والاتقان في الخطة العلاجية.
وسيكشف المؤتمر هذا العام عن ٥ أدوية جديدة لعلاج أورام الكبد والبروستاتا والمثانة والثدى والقولون باستخدام العلاج التفصيلى المشخصن والمناعى، حيث تم المزج بين العلاج المناعى والموجه، مما أدى الى زيادة معدلات الاستجابة والنجاة من مرض سرطان الكبد الأكثر شيوعا في مصر إلى اكثر من الضعف، بالمقارنة بالمعدلات الحالية، وبجودة حياة أفضل واثار جانبية أقل.
وأفاد الغزالي: "أصبحنا قادرين على التأكد من عدم وجود خلايا سادحة من الخلايا السرطانية بعد علاج السرطان حتى نتمكن من التغلب على عدم حدوث ارتداد للورم".
وسيتم إطلاق عقار موجه جديد لعلاج اورام الكبد في المرضى الذين يزيد نسبة "الفا فيتو بروتين" عن ٤٠٠، ويعد هذا العقار هو الأمل الأفضل في علاج اورام المعدة في الخط الثانى.
وسيتم اطلاق عقار هرمونى جديد ( ابالوتاميد ) لعلاج اورام البروستاتا المنتشرة والمستجيبة للعلاج الهرمونى، والذى أدى إلى تقليل خطر الوفاة بنسبة ٣٥٪ بالمقارنة بالعلاج الهرمونى التقليدي مع الحفاظ على جودة حياة المريض.
وفى إطار الثورة العلاجية والاتجاه نحو العلاج المشخصن للأورام، سيتم لأول مرة اطلاق عقار في اورام المثانة يستهدف طفرة محددة " اف جى اف ار" ويسمى عقار "الاردافيتنب"، وأيضا استخدام العلاجات الموجهة لأورام الثدى بعد استهداف طفرة "بى اى ٣ ك" واورام الجهاز الهضمى باستخدام العلاجات المناعية واستهداف بعض الطفرات الأخرى.
وسيتم المزج بين نوعين من العلاج المناعى أو العلاج المناعى والموجه في علاج اورام الكلى كخط أول للعلاج، إلى جانب إصدار خطوط استرشاديه لعلاج اورام الكبد واورام الكلى، برئاسة العالم المصرى الأمريكي أحمد كاسب، أستاذ علاج أورام الكبد بمعهد ام دى اندرسون بالولايات المتحدة الامريكية وبالاشتراك مع الجمعيات العلمية المصرية والعالمية.
وتحدث الدكتور كلود أبو، أستاذ جراحات اورام البروستاتا والمسالك البولية بباريس ورائد جراحات البروستاتا باستخدام الانسان الآلى، عن الثورة في جراحات البروستاتا بالقرن الـ ٢١ عن طريق المناظير والانسان الالى، بعد أن كانت الجراحات التقليلدية لا تحقق نتائج جيدة.
وأضاف، أن الجراحات الحديثة أدت إلى تحسين النتائج من حيث الدقة ونوعية الحياة بالنسبة للمريض مما يؤدى الى عودة المريض لحياته الطبيعية بشكل أسرع.
وأشار إلى انه عندما استخدم الإنسان الالي منذ اكثر من 20 عاما ورآه رئيس القسم بالمستشفى التي كان يعمل بها وصفه ب "المجنون".
ومن جانبه قال الدكتور طارق عثمان، أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب جامعة عين شمس، إن مؤتمر هذا العام يناقش على نطاق واسع الكشف المبكر لأورام البروستاتا والمثانة بعد التطورات الحديثة في هذا المجال وبحضور ٣٠ خبير عالمى متخصص.
ولفت عثمان، إلى أن هناك أبحاث جديدة سوف تطرح للتحاليل والفحوصات الجديدة لأول مرة للكشف المبكر لاورام البروستاتا والمثانة، لافتا الى ان التشخيص وطرق الحصول على العينات قد تطورت بشكل كبير وحققت طفرة هائلة في العام الأخير في أساليب تشخيص الحالات وطريقة اخذ العينات لتحليل الأورام.
وأفاد عثمان، أن هناك ما هو جديد في مجال علاج المسالك البولية عن طريق الاستئصال الجزئى للبروستاتا حيث يتم استئصال الورم فقط بتكنولوجيا التجميد والليزر، فيما أصبحت الجراحة التقليدية قديمة واستحدث الاستئصال عن طريق المنظار او الروبوت بالإضافة الى الغدد الكظرية.
وقال الدكتور أسامة حتة، أستاذ الاشعة التداخلية كلية طب عين شمس، إن هذا القطاع شهد تطور مذهل خلال ٢٠ عاما وأصبح يستخدم في علاج كثير من الامراض الخطيرة جدا وعلى راسها الأورام، حيث يتم مناقشة الاشعة التداخلية ودورها في علاج اورام الكبد والجهاز الهضمى والمسالك البولية باستعمال كثير من التقنيات مثل الكى بالتردد الحرارى والكى بالميكروويف.
وأشار حتة، إلى أن دور الأشعة التداخلية في علاج الأورام الحميدة مثل اورام الرحم الليفية والبروستاتا الحميدة، مؤكدًا أن الطفرة الكبيرة هذا العام كانت لعلاج تضخمات واورام الغدة الدرقية الحميدة باستخدام التردد الحرارى والاشعة التداخلية كبديل عن الجراحة.
وأوضح حتة، أن ٩٠٪ من اورام الغدة الدرقية تكون حميدة ووظائف الغدة سليمة ولكن يكون هناك تورم وتضخم في مقدمة الرقبة.
وأضاف الدكتور وحيد يسرى، أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومى للأورام، أن المؤتمر يضم أكبر جراحى البنكرياس في العالم من عدة دول على راسهم ماركوس بوشلر ويعتبر من أكبر جراحى اورام البنكرياس في العالم يشارك بالمؤتمر.
وأكد يسري، أن المناقشات تدور حول تطورات اورام البنكرياس وطرق التشخيص الحديثة، بعد ان لوحظ زيادة كبيرة للمرض بمصر وفى سن مبكرة عند الثلاثينات خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح يسري، ان التطور في العلاج جاء في طرق جراحات الاستئصال، والانسجة المحيطة بالبنكرياس، والاوعية الدموية، للحصول على نتائج علاجية أفضل، حيث لم يكن هناك علاج من قبل لتلك الأورام، ونسب الشفاء لم تتعدى ٥٪، وأصبحت الان تتجاوز ٤٠٪، حيث أصبح يستخدم العلاج الكيميائى والعلاج الإشعاعي لتصغير حجم الورم، كما ان استخدام العلاج الكيميائى قبل الجراحة أصبح من الطرق المتعارف عليها ونتج عن ذلك زيادة نسبة استئصال تلك الأورام.
ويشمل الجزء الثانى من المؤتمر محاضرات ودورة تدريبية عن اورام الغشاء البروتوني الناتج عن المعدة ومجموعة من الأورام نادرة الحدوث، كما سيتم عرض الخبرة المصرية في هذا المجال لمدة ١٢ عام حول سرطان المبيض والقولون والرحم والانسجة الرخوة وبعض أنواع السرطان النادرة الأخرى والتي تم علاجها على مر السنوات.
ويركز الجزء الثالث من المؤتمر على تخصص علاج اورام القولون والمستقيم، وجراحات المناظير وجراحات الانسان الألى واستخدامها في علاج تلك الأورام بطرق حديثة من خلال الفتحات الطبيعية للاستئصال الموضعى لسرطان القولون.
فيديو قد يعجبك: